تابع صفحتنا ع الفيس بوك

الخميس، 26 يونيو 2014

المعابد الجنائزية



المعابد الجنائزية (معابد تخليد الذكرى):
وهى المعابد المشيدة على حافة الصحراء بالقرب من الأرض المنزرعة ،تبدأ من الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى. وهى معابد الإله آمون فى الغرب والتى كان يقوم زيارتها فى إطار عيد (آمون فى الوادى) لتخليد ذكرى الزيارة فى علاقة مع الأجداد الذين بدءوا الخليقة ،وهم ثامون الأشمونين الذى كان آمون عضوا فيه والذين استقر بهم المقام فى منطقة هابو .بالاضافة إلى أنها تخلد ذكرى هذه الزيارة فى علاقة بين الاله والملك صاحب المعبد حيث تقام الطقوس للاثنين معا، ومن اهم هذه المعابد معبد الدير البحرى للملكة حتشبسوت من ملوك الدولة الحديثة من الأسرة الثامنة عشر.
وهناك تعريف آخر وهذا مفهوم عام للمعابد:
لعلنا ،لكى نتفهم ما ترمى إليه ملكة مصر يجب أن نرجع قليلا الى المفهوم الأساسى للمعبد المصرى ،انه بداية مكان مقدس يخيم عليه الغموض والأسراسر. والهف الرئيسى منه ،هو رعاية الىلة الإلهية "والسهر على شئونها ،وليس مطلقا استقبال الرعايا الورعين المبتهلين .ولذا ففى هذا الزمن ،كان اللقاء بين الاله والشعب يتم فقط بواسطة المركب الاهية فحسب .فهى تحمل دائما وأبداً تمثالا لهذا الاله. ويتم ذلك التجلى خاصة. خلال الاحتفالات .فمن خلال مواكب هذا الزورق المقدس. كان الكهنة يحملونها فوق بعض التقالات .وهكذا ،يتبعها أفراد الشعب.وهى فى طريقها بعيد المدى متنقلة ما بين معبدين.
ولم يكن تنظيم المعبد أو تخطيطة،ليسمح أبدا بتبيين طبيعة عناصره المتعددة المتباينة ،الشعائرية الطقسية ،المفعمة أساسا بالخير ،والنماء،والمكرسة للعرش الملكى ولاستتاب التوزان فى جنبات مصر. وفى أعمق أعماق هذه الأماكن المقدسة ،يكمن "قدس الأقداس" .وكان يحيط به سور عال ضخم لحمايته وسترها عن الأنظار .وبذلك ،فهو لا يعدو أن يكون سوى قلعة حصينة بكل معنى الكلمة.أى أنه ليس مكانا عاما ،أو محط كافة الأنظار.
المعبد هو مكان مقدس وكان فى بدايته بسيط وكان يشيد من البوص وبقية النباتات المناسبة للبناء والمتوفرة فى البيئة ومن هنا كان صغير المساحة ولكنه يكفى بالطبع لحفظ رمز الاله والقيام بالطقوس اللازمة لخدمته،وقد يتقدمة فناء به صوارى لتحمل رمزه أيضا ومن المناظر ما يشير إلى وجود مبانى أكبر نوعا وما يشير إلى بداية استخدام الطوب اللبن فى البناء .كل ذلك نعرفه من خلال المناظر التى سجلت على البطاقات العاجية أو الصلابات أو الفخار فى عصر الأسرة الأولى والثانية حيث تقل الأدلة الأثرية وإن معبد "بوتو" فى الشمال ومعبد "نخن" فى الجنوب من أهم معابد هذه الفترة.
وفى عصر الدولة القديمة وتحديا فى عصر الأسرة الخامسة ظهر طراز من المعابد يخص إله الشمس تقل فيه الأماكن المغلقة حتى أنه توجد فيها حجرة قدس الأقداس (يحفظ بها تمثال الإلة) ،وانتشرت هذه المعابد فى منطقة أبوصير وأبو غراب حيث حرص كل ملك على تشيد معبد إله الشمس .وكما ذكرنا عن نزعة الأسرة الدينية وميلها إلى إله الشمس على اعتبار أنهم كانوا كهنة هذا الاله فى معبد هليلوبولس ونعرف موقع معبدين منهم أما بقية المعابد وعددها ثمانية فنعرفه من خلال الأسماء التى تركت فى الوثائق.
المعابد وعمارتها فى الدولة الحديثة
الآلهة المصرية والتى من بينها آلهة عامة وآلهة محلية كان منها فى حاجة لمكان عظيم وفخم تحفظ فيه صورته ورمزه وتمقاله المقدس ليعامله الناس معاملة الاحياء لتفعيل دوره بشكل لائق ولطلب العفو والرحمة أمام شكل مجسم.كان المعبد عادة يكون فى وسط مدينة الأحياء هذا هو المعبد الكبير وأهم المعابد ولكن هذلا لايمنع من وجود ما يسمى بمقاصير صغيرة أو معابد صغيرة عادة تقام فى أماكن معينة كالجبانات أو مدن العمال أو مواقع المحاجر أو فى داخل الحصون .أو غيرها حسب الحاجة ويراعى هذا ان يكون الإلة وصفته متناسبة مع المكانالمقام فيه كإقامة معابد أو مقاصير لحتحور فى البر الغربى لطيبة، على اعتبار أنها الهى من الإلهات الحاميات للجبانة فى مصر القديمة إلى جانب أدوراها الأخرى بالطبع.
ولقدسية المعبد كانت مهمة بنائه مهمة إلهية قيكون فى مكان مقدس وطاهر ويتبع مراحب بناء معينة، ولابد من مشاركة عدد من الإلهة للملك وأهم مراحلها كالتالى:
1-تقوم الآلهة بمهمة الإشراف على تخطيط المكان المخصص للبناء ومن الطقوس طقسة تسمى "مد الحبل"، وفيها يمد حبل بين وتدين من أجل تحديد مكان العلامات الخاصه بالبناء ويتم ذها العمل مساء وتشير النصوص أن أركان المعبد تحدد وفقا لموضع النجوم.
2-وبعد تحديد مكان المعبد ومساحته تكون طقسه وضع ودائع الأساس فى حفر نظيفة بها طبقة منالرمال ودائع الأساس عبارة عن أدوات بناء مصغرة وقوالب بناء من الطوب اللبن والحجر وبعض القرابين كقرابين دائمة لرضاء الآلهة وكذلك يسجل اسم المعبد واسم الملك على لوحة صغيرة.
3-يقوم الملك بشعائر تقديم القربان.
4-طقسة تصور الملك وهو يقوم بصنع قالب من الطوب اللبن كاشارة لأهم وحدة مستخدمة فى بناء المعبد.
5-طقسة تتعلق بعمل اساسات للمعبد وهى التى تعرف باسم عزق الارض وتتبعها طقسة إلقاء الرمال داخل حفرات الأساس .
6-بداية البناء ،ثم محارة المعبد بالجبس.
7-الطقس الأخير وهو الختام ويتم فى احتفال بهيج وفيه يتم إهداء المعبد لللإله، بوضع تمثاله فى قدس الأقداس.
أصبحت المعابد فى عصر الدولة الحديثة أكثر تعقيدا على ما كانت عليه من قبل وبالتأكيد قد مرت بمرحلة وسط كانت فى عصر الدولة الوسطى تجاوزنا عن وصفها للتخفيف وفيها شهدت تطورات مهمة مثل استحداث الصرح وهو واجهة المعبد.
كل على كل ملك إظهار التقوى والورع بإضافة أو تجديد أو توسيع معابد الآلهة وما زالت المعابد هى المعابد التى تخص بالمقام الأول إله المدينة أو مجموعته ويشاركه بالمكان مجموعة أخرى وجدت لنفسها السبيل وحسن الضيافة.آلهة أخرى، كل يظهر بوظيفته ودوره أو على أقل تقدير يحتقظ بتمثاله أو رمزه بين جنبات المعبد ،والملوك أنفسهم لهم نصيب كبير من هذه المشاركة ،إذ تؤكد المناظر والنصوص دوماً صلاحيتهم كملوك مسئولين أمام الشعب والأرباب فتارة نجد الرضا الإلهى بالمصاحية والمباركة وكتابة الاسم على الشجرة المباركة وقصص للنسب الإلهى تشير إلى قدسية الأصل ،مغوار فى الحروب تهابه السباع وترتعد له ولاسمه كل الشعوب.
وكان المعبد يمتلك أراضيه ومزرارعه ،وكان الجزء الأكبر من هذه الأوقاف يخص الكهنة وكانت هناك مجموعة كبيرة من الموظفين هى المسئولة عم إدارة هذه الأملاك.والمعبد بدوره خاصة فى الدولة الحديثة له كيان وترتيب كمجموعة معمارية ولكن لم ياتزم الملوك بهذا الترتيب المحدد وإنما كانت لهم أضافات كثيرة كتعاقبة على مر الأجيال ،مما يغير فى شكل المكان الأصلى وقد جاءات الإضافات والتجديدات لإظهار التقوى والورع وللاستفادة من واحدة من أهم وأخطر مؤسسات الدولة وهو المعبد بما يحققه من دعاية وترويج لأفكارهم وأعمالهم خاصة وأن المعبد هو محط الأنظار الجميع.
والمعبد المثالى عادة يكون على محور واحد يبدأ من المدخل وينتهى بقدس الأقداس وهو أعمق مكان فيه وأكثرها خصوصية وهو الذى يحفظ فيه تمثال الإله ولا يدخله إلا الملك على اعتبار أنه الكاهن الأعلى للأله ،وفى حالة عدم وجوده .ينيب عنه الكاهن والمعبد من الخارج له واجهة فخمة تعرف باسم "البيلون" وهو بواية ضخمة تتكون من برجين يربط بينهمت جسر أعلى وبهما أماكن لحفظ سوارى تنتهى بأعلام كرمز لكلمة إله دلالة على قداسة المكان ويختلف عددها من معبد لآخر وقد بلغ عددها عشرة فى معبد إخناتون فى العمارنة،وتسجل على واجهة الصرح مناظر متعلقة بالملك والآلهة مع التركيز بالطبع على إله المعبد الرئيسى وما أكثر ما سجل من مناظر حربية متعلقة بنشاطات الملك العسكرية على أساس أنها واجهة مكشوفة للرائين من الخارج فنفعها فى التأثير كبير على عامة الناس وفى أى وقت.
العوامل المؤثرة على العمارة المصرية القديمة:
أن الهدف من دراسة تاريخ العمارة هو تحليل وتوضيح المعالم المميزة للعمارة فى كل قطر من أقطار العالم ومقارنة المبانى فى كل عصر من العصورن وشرح العوامل التى كان لها التاثير الفعلى على تكوينها وأهمها العوامل الست الرئيسية الاتيه وهى:
1-العوامل الجغرافية:
مصر أرض الفراعنة والاسم القديم kemi أو الارض السوداء. تتكون من شريط طويل اخضر ممتد على جانبى النيل يحدها صحراء رملية ،وهى القطر الوحيد منذ القدم عن طريق البحر الاحمر الذى يتحكم فى التجارة الأجنبية عن طريق مداهل ومخارج البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.ومن هنا تظهر أهمية النيل اقامة المدن للاحياء والأموات ،لأنه العصب الرئيسى فى حياة البلاد.
2-العوامل الجيولوجي:
المواد الطبيعية مثل الخشب ،الطين، الطوب، الحجر، وهى التى تحدد معالم العمارة فى هذا القطر ،وأهمها بأنواعه الحجر المختلفة وهى الحجر الجيرى والرملى،والألبستر والجرانيت والبزلت .ليس فى المبانى فقط بل وفى أدوات الزينة والزخارغ والأدوات المنزلية.
المحاجر المصرية فى جبل المقطم فى الشمال، والحجر الرملى فى الوسط والجرانيت فى أسوان وهو أهمها .قطع أحجار الجرانيت بواسطة القطع الخشبية فى الماء.أخيرا الطوب الأحمر المحروق فى المساكن .والطوب الأخضر النئ فى المساكن والأسوار ،الخشب نادر الوجود أكاسيا فى المراكب سيكامور للتوابيت،وجذوع النخيل للسقف فى بعض الحالات .
3-العوامل المناخية:
فصلين فقط طوال العالم: الربيع، الصيف ،الثلج والمطر نادر جدا،وعلى ذلك كانت المبانى سهلة غير معقدة كما كان الحال فى البلاد الاخرى.
4- العوامل الدينية :
العلاقة بين الدين والعمارة ،المقابر والمعابد ،والناحية الدينية عبادة الالهة كالشمس والقمر والنجوم وبعض الحيوانات .والآلهة من الناس، الشمس وأوزوريس –الآلهة والملوك، لم يكن هناك حد فاصل بين الملوك والألهة ،ملوك على الناس وممثلون للآلهة (رهبان) وأهم هذه الآلهة ما يأتى:
أمون أله الشمس ،موت mout زوجته أم الكائناتkhone كون "اله القمر" بينما كان بتاح الخالق ،اله النار وامحتب اله الطب –أوزوريس إله الموت وازيس زوجته .هورس إله الشمس .هاتور إله الحب set إله الشر العجل ابيس وبيلغ عددهم نحو 2000 إله.
وانعكست قوة هؤلاء الآلهة ،وظهرت معالم هذه القوة واضحة معبرة عن مكانهم ومكانتهم فى المعابد التى أقيمت لهم ،تلك المعابد التى شيدت لاستعمال الملوك ،والكهنة لخدمة الألهة .وكانت أهم ظاهرة فى معتقداتهم وعقائدهم هى عودة الروح ،والاعتقاد فى الحياة بعد الوفاة ولذلك اقيمت الأهرامات الخالدة مثلاً وتعبيرا للخلود، أى خلود الأموات .ويقول المؤرخ هيرودوتس:
"أن المنازل كانت للحياة المؤقتة ،أما المعابد والمقابر فكانت للحياة الدائمة أو الخلوك".
5-العوامل الاجتماعية
الحضارة المصرية القديمة هى أقدم الحضارات فى العالم منذ 4000 سنة قبل الميلاد ،كما نص على ذلك المؤرخون الأغريق والرومان ،وما كتب على أوراق البردى ،ولم يثبت للأن وجود حذارة قبل ذلك.
نشأت الحضارة المصرية القديمة على أكتاف العمال والرقيق ،الذين كانت الحكومات المختلفة تستخدمهم فى إقانة المعابد وقت فيضان النيل الذى يجعل الزراعة متعذرة ،وكان الفراعنة يستخدمون أسرى الحروب فى اقامة المنشأت الضخمة ،رمسيس الثانى واستخدامه لأسرى الحروب فى الحفر على حوائط المقابر وتصوير المصريين وفى اللعب وفى أعمال النسيج والصناعات اليدوية.
ولذلك تقدمت الصناعاتاليدوية كالنسيج والحفر وصناعة العاج والسن ونفخ الزجاج والأوانى الخزفية والآلات الموسيقية والحلى وأدوات الزينة والأشغال المعدنية والأثاث. وتنص أوراق البردى على أنالكهنة من المصريين القدماء كانوا يوصلون تحصيل العلم والفلك والرياضيات والفلسفة والأدب وازدهرت هذه العلوم فى أيام رمسيس الثالث، ونقش ذلك كله على حوائط معابد أبيدوس وسقارة والكرنك .
6-العوامل التاريخية:
ينقسم قدماء المصريين أو الفراعنة إلى ثلاثين أسرة (كما ذكرنا سلفا):
1-المملكة القديمة 4400-2466 قبل الميلاد –مينا أول ملك.
مملكة ممفيس منالأسرة الأولى إلى الأسرة 11.
2-المملكة الوسطى 2466-1600 قبل الميلاد من الأسرة 12-18.
3-المملكة الحديثة 1600-332 قبل الميلاد.
4- عصر البطالسة 332-30 قبل الميلاد.
5-العصر الرومانى 30 قبل الميلاد -395 بعد الميلاد.
6-العصر الحديث 395- ألأى الآن.
من أهم المنشآت التى كافحت أعاصير الزمن طوال هذه المدة حتى ال’ن معبد الملكة حتشبسوت الجنائزى -1485 ق.م المتأخم للهضبة الصخرية بالدير البحرى الذى خصص لعبادة الإله آمون وبعض الآلهة الأخرى. يتجه المتعبد إلى قدس الأقدس ،وهى حجرة صغيرة نحتت فى باطن الجبل بعمق ،بالمرور فى ثلاث صالات كبرى متصلة بعضها ببعض بواسطة منحدرات وبوائك مغطاة ،طريق الموكب الجنائزى مشابه لنفس الطريق الذى استعمل فى الجيزة ،ولكن فى هذه الحالة يحتضن الجبل المعبد بدلا من الهرم .عمل فنى ضخم فيه وحدة وتآلف وتجانس بين الطبيعة من صنع الخالق وبين العمارة التى هى من صنع الإنسان ،يلاحظ أن البوائك والمنحدرات التى صممت بطريقة فنية رائعة ،نشعر بأنها ترديد لنغمات أصلية طبيعية يبعثها الجبل .ولذا فإن معبد حتشبسوت ينافس أى أثر من أثار المملكة القديمة.
وأخرجت مومياء والدها تحوتمس الأول من مقبرته ووضعهتها فى مقبرتها الجديدة لكى تظل بجانبها طوال السنوات القادمة، وقد كشف كارتر عن هذه المقبرة عام 1923. وأضافت إلى معبدها الجنائزى قدس أقداس نحت خصيصا له ،والنقوش التى تغطى جدران المعبد، تمثل صور أبيها أكثر من مرة وفى بعض الحالات وضع اسم أبيها بدلا من اسمها وأعطت صورتها صورة الأب وكان من السهل عمل ذلك لأنها كانت تمثل على هيئة ملك وليست ملكة ،وفى بعض الأماكن فقد أظهرت اسم تحوتمس الثالث، الشريك معها فى العرش الذى قضى عليه بالصمت ،ومن النادر ان تذكر اسم زوجها المتوفى تحوتمس الثانى ،وذلك لكى تبين انها لم تهتم به ولم تساهم فى أسباب موته المفاجئ.
وفى أقصى الطرف الجنوبى من وادى الملوك حيث توجد مقبرتا تحوتمس الأول والثانى اللتان وجدتا سليمتين إلى حد ما ،حفرت حتشبسوت لنفسها أيضا مقبرة جديدة ،يؤدى اليها ممر طويل ينتهى بحجرة جنائزية فى قلب الصخر ،خلف قد أقداس معبدها ، وقد نحتت لها مقبرة أولى من الصخر أيضا فى واد بعيد ،منعزل لأنها كانت تعرف مدى قوة أعدائها وكانت ترغب فى ان تدفن فى مكان بعيد حيث لا يستطيع احد ان ينهب مقبرتها ،وتختلف هذه المقبرة عن المقابر الأخرى، فقد حفرت فى الصخر ويؤدى اليها مدخل على بعد ستين متراً فى الجبل المطل على الوادى ،ويؤدى المدخل الى الممر الذى ينتهى بجوره بحجرة جنتئزية وضع فيها تابوت ،وهذه المقبرة لم تستخدم على الاطلاق.
وبالقرب من بنى حسن شيد هيكل (اصطبل عنتر) للمعبودة باخت من عهد الملكة حتشبسوت وتحوتمس الثالث. والتى سجلت فيه ما قامت به من اصلاحات بالنسبة لما خرب من آثار فى عصر الهكسوس.
وفى بدداية السنة التاسعة ايضا، بدأت فى بناء معبد الدير البحرى وهو من أجمل المعابد المصرية، فهو مقام على مسطحات فى جبال طيبة الغربية فى المكان الذى اقام فيه الملك منتوحتب الثانى من الأسرة الحادية عشرة مقبرته التى يعلوها هرم، وقد بنى المعبد الجديد على هيئة شرفات من الحجر الجيرى الأبيض الناصع فى وسطها طريق صاعد يؤدى إلى قدس الأقداس ،وأمام شرفتين من هذه الشرفات، يوجد بهو أعمدة مغطاة ،وكان يحيط بالشرفات نفسها أفنية محا\ة بالأعمدة ،ويمثل الجبل خلف المعبد حاجزا طبيعيا ضخما. زإلى الشمال من الفناء الأوسط نرى بهو اعمدة شيد من الحجر الجيرى ايضا وفى الرواق السفلى منظر يمثل سفنا تحضر مسلتين ضخمتين من الجرانيت من اسوان الى الكرنك.
ومن الواضح انهما يمثلان المسلتين اللتين أوكلت حتشبسوت إلى سنموت اقامتهما خارج سور المعبد ولم يبق منهما إلا بعض الأجزاء .ولا يصح ان نخلط بينهما وبين الأخريين اللتين ووضعتا فى بهمو أعمدة تحوتمس الأول.
اما فى الرواق القائم فى الثلث التالى، فنرى مناظر رحلة بلاد بونت التى امرت بها الملكة فى السنة التاسعة بعد الانتهاء من بناء معبدها .ونرى مناظر تمثل سكانا يعيشون وسط النخيل فى اكواخ مستديرة الشكل يصل إليها الساكن عن طريق سلم وقد مثل وصول المبعوث المصرى القديم وتقديم الهدايا إلى هؤلاء السكان .ونشاهد زعيمهم ومعه زوجته، ومن الواضح ان البعثة عات بمنتجات احضرت عن طريق القايضة. وبعد ذلك وصفت لنا أخبار هذه البعثة فى نقوش محفورة على جدران المعبد واعلنت فيها انها قامت بهذا العمل بناء على طلب آمون: "امرنى آمون ان اقيم من أجله (نموجا) لبلاد بونت هنا على هذه الأرض ، وان ازرع أشجار هذا القطر المقدس إلى جانب المعبد وفى حدائقه". وقد عادت هذه البعثة فى نهاية العام التاسع ،حاملة معها بالاضافة إلى أشجار البخور التى زرعتها أمام المعبد كا أنواع المنتجات الأخرى مثل جلود الفهود ،ريش النعام، العاج ، الأبنوس ،الأخشاب الثمنية، الكحل ،الذهب، الفضة، الأحجار الكرية نصف الكريمة ، والعديد من أنواع الحيوانات الحية مثل الزراف ،الفهود ،والقردة وخاصة أنواع منها وأيضا كميات كبيرة من مواد البخور.
ولقد لوحظ ان معبد حتشبسوت قد سيطر عليه فى كل مكان ،وجود الملكة .فهى ممثلة فى كل مكان فى مختلف الاشكال ،فلقد مثلت وكررت على طول الممر الصاعد تجسيدا لأبى الهول ،وكانت هذه هى المرة الأولى التى تمثل فيها مبكة ما فى هيئة أبى الهول ،وفى هيئة أسد ذى رأس آدمية ،تبدو وكأنها تبسط نفوذها على أعدائها وتسحقهم سحقا ،وتبدو أيضا وقد انتصرت على الثعبان الضخم الممثل فوق المطلع ،وعلى جانبى المقصورة (سيوس) ،اقيمت بضع كوات تحتوى على تماثيل عديدة لقرين (كا) الملكة التى كانت تؤدى من اجلها الطقوس وهى على قيد الحياة، وهناك ثمانية تماثيل عملاقة من الجرانيت الوردى والاسود تمثلها وهى واقفة ،فى وضع أوزيرى ،بهيئتها المقبلة كمومياء ،وههذ التماثيل الثمانية تحيط بالأبواب وتحدد خطوط قوى المسطحات وها هى أيضا حتشبسوت ، فى صورة هذا الرجل المنحوت بحجر الجرانيت، والمؤدى لحركة ابتهال وتعبد. وانها أيضا حتشبسوت الممثلة فى كل شكل من الأشكال الثمانية العملاقة الراكعة فى الفناء ، على كل من جانبى الباب المؤدى للمقصورة .وفى كل مكان فوق الدعائم والنقوش البارزة يتتابع اسمها بالكتابة المرموزة مع الصقر والكوبرا الخاصة بالربات العظام حاملا علامات الحياة، والاستقرار، والصحة، ولا يبدو أى أثر أو اشارة للصفات الأنثوية
أو النعومة ،ولا أية زخرفة زهرية منمقة ، والمعبد يبدو وكانه قصيدة قد تصلبت فى قلب الحجر، قصيدة لا يخفف من صرامتها وخشونتها جمال وقوة الخطوط المعمارية، انها تجسد حتشبسوت المؤلمة ،وكل شئ يؤكد ان عظمة الملكة وقوتها ،انما هو شئ أبدى.
وقد صورت الملكة وخلفها قرينها على هيئة انسانية .وكانت روح الملك تصور معه على الآثار فعى تولد مع الملك كقرينة ،وهى حامية للملك وتحتفظ بصفات القوة والحيوية وتكرر تحركات اللملك.
وفى الشمال من نفس الرواق او الشرفه صورت مناظر الميلاد للملكة ونرى الملكة أحمس أمام أمون والطفل الملكى والكا (أو الروح).
المعبد بيت الاله:
كان المصرى القديم يتصور آلهته أشخاصا يتمتعون بنفس عقله وطبعه وميوله وهيئته ،وهو يحب أن يكون الهة انسانا قبل كل شئ وطبقا لهذا التصور فقد كان الآلهة من وجهة نظره يحتاجون الى الطعام والجنس ،ويعانون الامراض وكبر السن ،وحتى الاله رع نفسه بعد ان حكم زمنا طويلا كملك على الناس والآلهة لم يلبث أن يبست أعداؤه من الشيخوخة.
ولما كان اسلوب حياة المصرى القديم منذ وقت مبكر يتسم بالاستقرار ،فقد اتجه إلى أن الآلهة ،لابد أن تستقر عى الأخرى فى أماكن تقيم فيها.
ولقد وجد المصرى القديم فى استقرار الآلهة الذى استهلمه من بيئته حلا لمشكلة لابد وأنها واجهت فكرة الدينى منذ عرف الآلهة ،كالشمس والقمر والسماء والرياح وغيرها وكان التساؤل الذى يدور بخلده :كيف يمكن لهذه الآلهة البعيدة عنه .
ومن ناحية أخرى ،فنحن نعرف أن المعبد كان يرتبط بناء وتخطيطا وتنظيما بالعديد من الأساطير والمعتقدات الدينية السحيقة التى جعلت من الآلهة ملوكا بالفعل فى وقت ما. فالأسرة الأولى من الملوك البشريين كما يشير مانيتو سبقتها أسرتان على الأقل أولاهما أسرة من الآلهة عدد ملوكها ستة وبلغ مجموع حكمهم 1985 سنة،أما الأسرة الثانية فهى من أنصاف االآلهة المةتى وعدد ملوكها عشرة حكموا 858 سنة.
اجزاء المعبد:
يمكن القول ان المعبد كانت له اجزؤاه التقليدية التى احتفظ بها منذ البداية واستمرت معه حتى نهاية التاريخ المصرى القديم، كما يمكن القوى ان المعبد المصرى لم يتغير فى شطله العام، سواء أكان لمعبود بعينه أم لآخر :فكل معابد الآلهة تتشابه فى تكوينها وحجراتها الأساسيةوالى جانب هذه العناصر الأساسية تحتوى على بعض المعابد على عناصر أخرى خارجية ،مثل الشرقة،ومكان الولادة، والبحيرة المقدسة ،ويحيط بالمعبد حائط سور ضخم فيه بوابات هائلة وذلك لتامينه وتحصينة.
ويلاحظ ان تخطيط المعبد كان يحقق فكرة الاظلام التدريجى الذى يبدأ من الدخول حتى ينتهى الى اظلم مكان فى المعبد وهو قدس الأقداس ،كما يلاحظ أيضا الصعود التدريجى كلما تجهنا الى داخل المعبد وفى نفس الوقت نجد السقف وقد مال فى اتجاه قدس الأقداس.
مدلول المعبد عند المصرى القديم:
وهكذا كان المعبد كما يستدل من اسمه فى اللغة المصرية القديمة برنثر هو مسكن الاله ومنذ وقت مبكر وكما شارت نصوص الاهرام كان معبد هليوبوليس هو بيت التاسوع وفيه انعقد مجلس الآلهة للفصل بين أوزير وست ،وبين حورس وست.
وتتضح لنا الصلة بين المنزل والمعبد عندما تقارن المساكن البدائية بالهياكل المقدسة الاولى المنقوشة على الألواح ودبابيس القتال والأختام مثل معبد الاله خنوم ،ومعبد الاله سبك، ومعبد لطائر ربما يكون جحوتى .ففى هذه المعابد كلها كانت المقصورة على شكل الكوخ ذى العمد والسقف المقوس ،وهو يشبه فى ذلك القصر القديم بر-نو.
وهذا الشكل "بر-نو" و"برنثر"يعنى أسماء للهيكل القومى فى مصر السفلى وفقا لما يرى ،أو يعنى مكان التنويج كما يرى .وعلى أية حال فان الارتباط بين المعبد والمسكن يبدو لنا بصورة أوضح فى معبد الالهة "تيت "وهو من أقدم صور المعابد التى وصلت الينا.
فمعابد الدولة القديمة التى عثر على آثار لها كانت غالبيتها جنزية بوجه عام.أما معابد الآلهة فكانت محاريب تستخدم كأماكن للورع والتقوى، أو كانت مبانى كبيرة هدفهل الأول تاكيد الولاء نحو معبود معين كما حدث بالنسبة للاله رع فى الأسرة الخامسة وكذلك كانت المعابد فى الدولة الوسطى متواضعة فى مساحتها .محدودة فى نشاطها .أما المعبد فى الدولة الحديثة ،فكان له نشاطه الواسع الممتد الى مختلف جوانب الحياة المصرية القديمة ،كما أصبح صورة رائعة للذخامة والفخامة ،ونحن نعرف أن المصريين كانوا يقارنونه دائما بالقصر السماوى لاله الشمس.
والمعبد فى الدولة الحديثة عبارة عن قصر كبير "حوت" تحيط به ملحقاته العديدة التى يتوسطها المنزل بنفسه "بر" ويتكون المنزل من مدخل على شكل بيلون يوصل الى فناء واسع مقتوح يحتوى أحيانا على جوانبه الأربعة صفا من الأعمدة ،وكان هذا الفناء مفتوحا للجماهير يتعبدون فيه بحرية كما كانت تحتشد فيه الجموع أيام الاحتفالات والمنسبات منتظرة خروج الاله وكثيرا ما يوجد فى وسط هذا الفناء مذبح لتقديم القرابين أما صالة الأعمدة وهى الجزء الثانى الاساسى فى المعبد فلها سقف محمول على أعمدة، وهذه الصالة كانت تستعمل لطقوس معينة يشترك فيها عدد محدود من الناس ،ووراء صالة الاعمدة الحجرات الخاصة بالالة وكانت اكثر من حجرة واحدة فهناك مقصورة القارب المقدس، وقدس الاقداس ،حيث نارورع تمثال الاله وأخيرا الحجرة التى تحوى الحلى الخاصة بالاله.
فالمصرى القديم خلال الدولة الحديثة كان شديد التدين بصورة لم تعرف من قبل، حتى ان يسمى العصر المتأخر من الامبراطورية بعصر التقوى الشخصية، كما اطلق gunn اسم ديانة الفقراء على الديانة التى سادت بين أفراد الشعب فى هذه الفترة .ويتجلى روح التدين فى الدولة الحديثة حتى فى أسماء الاشخاص، فقد كانت الأسماء المحببة تلك تصم عناصر دينية مثل "أمون راضى" ،"موت فى القارب".
اهتمام ملوك الدولة الحديثة بالمعابد:
ويظهر مدى اهتمام ملوك الدولة الحديثة بالدين فيما اقموه من معابد وفيما اغدقوة عليها من ثروات ،ولقد كان ذلك انطلاقا طبيعيا من الدور الجديد الذى أصبح على المعبد ان يقوم به كسند لنظام الدولة السياسى وذلك على النحو الذى سنوضحه.
وتظهر أهمية ومكانة المعبد فى الدولة الحديثة بوجه خاص من خلال نظرة مقارنة على المعابد خلال الدولتين القديمة والوسطى.
كذلك يتجلى روح التدين فى مقابر الدولة الحديثة ،حيث النقوش الدينية تمثل العنصر الغالب قيها وعلى الاخص فى الأسرة التاسعة عشرة بينمت تتضاءل صور الحياة اليومية التى اعتدنا رؤيتها من قبل.
ولقد كان التغيير الرئيسى قى الدولة الحديثة يتمثل فى المظاهر المتصلة بالدين ،دون أن يمس جوهره أو تعاليمه ،واذا كانت هذه الدولة حربية فى طابعها فقد كانت دينية فى اهتماماتها،ولعل كان عبى حق حين قال ،ان الضربة التى اصابت المصريين فى ثقتهم بأنفسهم من جراء احتلال الهكسوس لوطنهم كانت سببا فى ايجاد من التشكك جعلت مصر تولى وجهها شطر الالهة ترجو منهم الهداية والرشاد يتساوى فى ذلك الشعب والملوك.
فالصارى منهما هو الذى اصبح فيما بعد العلاقة نثر التى عبر بها المصرى القديم عم كلمة اله ,وجعلها رمزا لمكان مقدس.
ومن العلامات التى ظهرت مؤخرا على المعبد المصرى والتى ترتبط بالاساطير الدينين، وضع قرص الشمس ذى الاجنحة فوق جميع مداخل المعابد ،والمعتقد الدينى وراء هذه الظاهرة يرجع الى اساطير الصراع بين حورس وست. فقد جاء فى احدى هذه الاساطير حورس اتخذ شكل قرص شمس كبير ذى جناحين ،وانه استطاع نضال طويل ان ينتصر على ست واتباعه بالقرب من مدينة ومن اجل هذا صار يوضع قرص الشمس والأجنحة فوق مداخل المعابد ،حتى تطرد صور حورس الارواح الدنسة من بيت له.
الاله داخل المعبد:
يعتبر قدس الاقداس أهك اجزاء المعبد وهو أعلى مكانة فيه لانه بمثابة التل الأزلى: أول رفعة من اديم الارض ظهرت من مياه العدم فى يوم خلق العالم ،وعليها خلقت الأرض والسماء والانسان والآلهة الأخرى وفى قدس الاقدس يقوم المذبح ،وهو مصنوع من قطعة حجرية واحدة،ويعلوه الناووس الذى يوضع داخله تمثال الاله ،ويعتبر الناووس افق الاله اى المكان الذى يشرق منه ليظهر امام اتباعه.
وبواسطة طقوس معينة ،وتراتيل ذات قوة سحرية كان الاله يأتى من السماء الى المعبد حيث يجد تمثالا فيه ،فقد كان التمثال مجرد اله من الحجر أو المعدن أو الخشب يستطيع الاله ان يظهر فيها ،ويبدو أن الفكرة التى كانت سائدة فى العصور البطلمية هى ان الاله ينزل من السماء على شكل طائر ،فيهبط فى معبده ليتجد مع صورته.
ويحضر الاله فى مكان ظهوره كما اقتضى ذلك امر العبادة أو فى الاحتفالات، ويتجسد التمثال كان ينوب عن الاله ويحل محله كلما أراد العابدون أن يخاطبوا معبودهم ،وبذلك فان التمثال كان الها لاغراض العمل .واذا كانت معابد الشمس استغنت عن تماثيل الالهة، فقد كانت المسلة هى المكان الذى يستريح عليه الاله، ونحن نعرف من نصوص الاهرام ان المسلة كانت المكان الذى ويتجلى فيه الاله ومن حوله تدور عبادته.
علاقة الملك والاله:
لم يكن الملك الحاكم فى نظر المصرى القديم مجرد انسان من سائر البشر ،ولكنه تجسيد للاله "حورس" او ابن الاله "سارع" وكان الملك نفسه ينشا على هذه العقيدة ويلقنها قبل ان يتكلم ويمشى، وهكذا فان مصر كان يحكمها ملك من نسل الآلهة وليس مجرد انسان.
وبهذه الصفة وكما كان يذكر كثيرا فى الأسلوب الرسمى للنصوص فان وظيفة الملك الاساسية أن يمجد آباءه الآلهة، لانهم منحوه القوة والنصر وحياة تمتد ملايين السنين.
وأول واجبات الملك نحو تمجيد آبائه هى بناء بيوتهم ومواصلة سالتهم فى اقامة المعابد كميرات مقدس خلفته الآلهة نفسها، فإن وسشات بنفسيهما كانا قد غرسا قديما الأوتاد فى الارض ،شدا الحبال لتحديد تصميم المعبد.
ومنذ بداية عصر الاسرات كانت اقامة الملوك للمعابد بارزا يستحق التسجيل ،كما يشير الى ذلك ما ورد على حجر بالرمو الذى يذكر عددا من الاحتفالات بأعياد الآلهة، كما يشير إلى الاحتفالات يوضع اساس المعابد ،ولدينا اثر من عصر الاسرات الأولى يصور واحدة من هذه الاحتفالات ،وينقسم المنظر إلى قسمين :الى اليسار يقف الملك قابضا على المشأة والصولجان أمام اثنى عشر شخصا أقصر منه قامة وهم موزعون على ثلاثة صفوف ،والى الميين الالهة سشات والملك متقابلين يغرسان عمودا فى الارض بمطرقة وهو منظر تقليدى يعثر عليه الى عهد البطالمة.
وقد تركت تأسيس المعابد تاثيرها البعيد على الطقوس الدينية الخاصة بالخدمة اليومية لتمثال الاله المعابد .ويرى moret ان شعيرة نشر الرمل تمثال الاله ترتبط ببعض شعائر ارساء حجر الأساس فى الاحتفالات باقامة المعابد العريقة فى القدم.
وعلى أية حال فقد كان بناء المعابد واصلاحها على التاريخ المصرى وبوجه خاص خلال الدولة الحديثة اكثر ما به الملوك ويحرصون على تسجيله.
اضاف اليه بطبيعة الحال مع وجود التفاوت الكبير بين أحجام البناء ،واشكال العطاء.
ومن خلال النصوص الهائلة التى صاحبت اقامة المبانى وتقديم العطايا ،ويبدو لنا ان الدافع الى ذلك هو وفاء الملوك نحو ىبائهم الآلهة الذين اعطوهم العرش وهو أيضا تطلع الملوك الى مزيد من عطاء المعبود، فخدمة الاله والوفاء باحتياجاته سببها الظاهرى على الأقل "أن الاله أعطى وحتى يعطى".
والعطاء الذى يتطلع اليه الملك ويقدمه المعبود هو عادة الابدية والنصر والحماية والثبات وتتويج الابن ملكا ومنحه حكما الملايين السنين ،وقد يطلب الملك كما حدث فى معركة قادش –من الاله ان ينقذه من محنع\ة الهزيمة ،وأن يمنحه النصر، وكثيرا ما كان يطلب الملك من الاله حكما طويلا لملايين السنسن.
على أن هذه الأسباب وحدها لا تسطيع وحدها لا تستطيع أن تفسر لنا الحماس الجارف والشامل فى اقامة المعابد والاهتمام بها ،كما ان هذه النصوص لا تستطيع أن تخدعنا عن حقيقة مؤكدة وهى أن الملوك اقاموا المعابد تخليدا وتمجيدا لذاكرهم وليس بدافع التقوى الشخصية أو الوفاء والأمل فى الاله وحدهما ،ويتضح ذلك من ان الأسماء القديمة الخاصة بالمعابد العظيمة مثل "ابت" لمعبد آمون بطبية و"اشر" لمعبدموت قد استبدلت بها أسماء تقرن المعبد باسم الحاكم ومن ذلك أنه فى عصر رمسيس الثالث اطلق على معبد آمون اسم "معبد رسيس الثالث فى بيت امون"، وكذلك بالنسبة لمعبد رع ومعبد بتاح بل أكثر من ذلك كانت تطلق أسماء الملوك على ملاك الاله من الضياع والقطعان فكانت تسمى ضياع أو قطيع رمسيس الثالث فى بيت أمون.
ومن الناحية النظرية المحضة فان حق الملك والزير وكبار الكهنة فى تعيين موظفى المعابد كان مجرد ترشيح للوظيفة ،أما التعيين النهائى فلم يكن يتم تغير موافقة الاله ومنذ بداية الدولة الحديثة عندما شغلت احمس نفرتارى وظيفة الكاهن الثانى لآمون فان حفل التنصيب جرت مراسمه فى المعبد أمام الاله كما يشير الى ذلك حجر عثر عليه بين أنقاض معبد الكرنك.
ومن ناحية أخرى ،فان النقوش والناظر التى تبدو أعلى واجهات البيلون وعلى جدران الفناء تصور مناظر دنيوية ،الا أنها بالتدريج أيضا تنتقل من المناظر النيوية الى الدينية كلما اتجهنا الى داخل المعبد ،وهذا التدرج فى الاظلام وفى الصعود وفى النقوش كان الهدف منه اضفاء نوع من الغموض والخشوع على بيت الاله ، وبخاصة كلما اقتربنا من قدس الاقداس.

BY : ESRAA EMAD

هناك تعليقان (2):

  1. ممكن اعرف عن أول معبد جنائزي في مصر وفي أي أسرة كان لو سمحتم وشكرا

    ردحذف
  2. ممكن اعرف عن المعابد الجنائزيه في الدوله القديمه

    ردحذف