تابع صفحتنا ع الفيس بوك

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

تأريخ الفخار المصري القديم عبر العصور المختلفة

تأريخ الفخار المصري القديم عبر العصور المختلفة

صورة

أولا : المقدمه

1- التصنيفات القديمة :

يعتمد تصنيف الفخار المصري القديم يعتمد في تصنيفه علي تصنيفين هما .

1-1- تصنيف قديم : Old Classification

وهو تصنيف بتري وتصنيف كيلي وتصنيف حديث وهو تصنيف فينا ، فالتصنيف الأول القديم يعتمد علي الشكل الفني فقط ، وبالتالي فإن عملية التصنيف هي عملية تصنيف غير دقيقة ولا تستطيع تحديد فترة زمنية معينة في تاريخ معين أو التعرف علي ملامح التقنية الصناعية أوالنسيج أو خواص الحرق لأن الفخار قد يكون معالج بطبقة بطانة Slip layer .

1-2- تصنيف فينا : Vienna System

أما التصنيف الحديث وهو تصنيف فينا وهو التصنيف المتعلق بدراسة النسيج وهو تصنيف جيد ولكن به بعض نقاط الضعف ، حيث أن هذا التصنيف يعتمد علي استخدام الفحص بالعدسات في التعرف علي نوع الخام ، ولكن استخدام العدسات لا يمكن أن يساعد في التعرف علي نوع الطفلة وما بها من شوائب مثل بقايا الصخور النارية مثل الميكا بنوعيها والفلسبار والبلاجيوكليز والأرثوكليز والروتيل ، وكذلك لا يمكن للعدسات التعرف علي بعض المواد المالئة ولا سيما مسحوق الفخار ومسحوق الحجر الجيري ، كما أنها لا تستطيع أن تقدم صورة حية عن وجودة تكنولوجيا صناعة الفخار من عدمها من خلال دراسة شكل وحجم وتوزيع حبيبات الجسم الفخاري وعلاقاتها مع بعضها البعض ، فضلا عن جودة المعالجات السطحية والتي تثبت مهارة أو عدم خبرة الصانع .

ثانيا : التصنيف المقترح

2- التصنيف الجديد وأهميته العلمية .

  • - أما التصنيف الجديد المقترح يعالج الضعف الذي يعاني منه التصنيف القديم والحديث ( فينا) لأنه يعتمد علي دراسة الشكل الفني وهو ما يتفق مع تصنيف بتري وكيلي ، ويعتمد أيضا علي دراسة نسيج الفخار وهو ما يتفق مع تصنيف فينا .
  • - غير أنه يمتاز عنهما في أنه يستخدم أحدث أساليب الفحص والتحليل التي تعطي صورة حية مرئية توضح نوع النسيج بدقة متناهية لأنها ذات قوة تكبير تصل إلي 250 ألف مرة ، في حين أن قوة تكبير العدسات المستخدمة في تصنيف فينا محدودة جدا ما بين ( 1- 10 X)
  • - ويمكن ضرب مثال يوضح عيوب تصنيف فينا وهو أنه لم يذكر أن فخار عصر ما قبل الأسرات يحتوي علي مسحوق الفخار ، في حين أثبت الفحص والتحليل لفخار عصر ما قبل الأسرات المستخرج من منشية عزت بالدقهلية أنه يحتوي علي مسحوق الفخار كأحد المواد المالئة المضافة لتحسين خواص الطفلة ، وهو ما يؤكد قصور تصنيف فينا لاعتماده علي الفحص بالعدسات فقط وهذا طبيعيا لأن قوة تكبير العدسات محدودة .
  • - ومن عيوب تصنيف بتري أو فينا أنهما لم يغطيا كافة المواقع الأثرية عبر العصور المختلفة وبالتالي أصبح التصنيف تصنيف غير كامل .
  • - والتصنيف الجديد المقترح يعتمد علي دراسة النسيج ، والأخير يعتمد علي طبيعة الخام المستخدم وتركيبه المعدني والكيميائي وما به من شوائب وما أضيف إليه من مواد مالئة بقصد تحسين خواصها، وكذلك علي مراحل الصناعة والاستخدام الوظيفي ، ودراسة النسيج تتطلب عمل مسح شامل لشكل الحبيبات وعلاقاتها مع بعضها البعض ، وكذلك دراسة المواد المالئة Tempers والتي علي أساسها يتم تصنيف الفخار وتأريخه، وذلك بدراسة الخام ودراسة خواصه البصرية والطبيعية والميكانيكية بعد الحرق في المواقع الأثرية المختلفة خلال نفس العصر وعبر العصور المختلفة كل علي حده ووضعها في كتالوجات .
  • - ومن خلال تلك المقارنات يمكن علي Data لكل عصر يمكن الرجوع إليها في التعرف علي نوع النسيج والعصر بدقة متناهية ، خاصة أنه يصاحب تلك الفحوص والتحاليل عملية تأريخ للفخار بواسطة طريقة الوميض الحراري الذي يعطي تأريخ معين ودقيق ومحدد .

3- فوائد التصنيف الجديد المقترح :

  • - يفيد في التعرف علي نوع الطفلة وما بها من شوائب .
  • - يفيد في التعرف علي بقايا الصخور النارية .
  • - يفيد في التعرف علي درجة حرارة الحرق وخواص الحرق المختلفة وجو الحرق وما أحدثه من تغير في طبيعة الجسم الطفلي .
  • - يفيد في التعرف علي المواد المالئة المضافة .
  • - يفيد في التعرف علي نوع المعالجات السطحية وجودتها من عدمها .
  • - يفيد في التعرف علي ملامح التقنية الصناعية بدء من طبقة البطانة وحتي اللب الداخلي .
  • - يفيد في التعرف علي نوع النسيج بدقة متناهية .
  • - يفيد في تشخيص مظاهر التلف الناتجة عن عيوب صناعة الفخار أو تأثير بيئة الدفن ، وعلي أساس هذا التشخيص يمكن وضع خطة علمية لعلاجه وصيانته تتفق و حالة التلف .
  • - يفيد في التعرف علي تأريخ الفخار بدقة متناهية لا يعتريها أي خطأ.


4- أجهزة التصنيف الجديد المقترح .

ويعتمد هذا الفحص الحديث علي ما يلي :

أ- توفر العديد من أجهزة الفحص الحديثة .

ب- توفر العديد من أجهزة التحليل الحديثة .

جـ- توفر العديد من أجهزة تعيين الاختبارات المختلفة وهي كما يلي :

  • جـ-1- أجهزة تعيين الخواص البصرية واللونية .
  • جـ-2- أجهزة تعيين الخواص الطبيعية .
  • جـ-3- أجهزة تعيين الخواص الميكانيكية .


ثالثا: تطبيق معملي يوضح الرؤية العلمية لإعادة تصنيف وتأريخ الفخار المصري القديم عبر العصور



- تصنيف نسيج الفخار المستخرج من بعض المواقع الأثرية المختارة
Classification of Excavated Pottery Fabric from some Selected Archaeological Sites .


نستنتج مما سبق أن دراسة نسيج الفخار الأثري يعتبر من الدراسات الهامة جداً في الحقل الأثري ، لأنها تتعلق بملامح التقنية الصناعية خاصة طبيعة الجسم الطفلي وشكل وحجم الحبيبات ، وعلاقتها مع بعضها البعض ، وطريقة ترسيبها ، فضلا عن طبيعة المواد المضافة العضوية وغير العضوية مثل مسحوق الحجر الجيري أو مسحوق الفخار .

كما تفيد دراسة النسيج في التعرف علي خواص الحرق المختلفة وما أحدثته من تغيير في طبيعة الجسم الطفلي ، وهامة جداً في إظهار ملامح السطح ، وكل ما سبق يلعب دوراً هاماً في تصنيف نسيج الفخار سواء كان نسيج طين نيلي أو جيري أو أجنبي .

ومن خلال الزيارات الميدانية للمواقع الأثرية المختارة ، ومن خلال عمليات الفحص والتحليل ، تبين أن معظم القطع الفخارية المستخرجة من المواقع الأثرية المختارة تنتمي إلي نوعين من النسيج هما نسيج الطين النيلي ونسيج الطين الجيري ،ويمكن تناولهما علي النحو التالي :

- تصنيف نسيج الفخار المستخرج من منطقة آثار منشية عزت بالدقهلية .(*)

لقد تم التطبيق علي أربعة قطع فخارية مختلفة الأشكال والأحجام ، بعضها جيد الحرق ، وبعضها ردئ الحرق ، وبعضها مصقول بدرجة عالية جداً High Polished Wares ، ولقد تم أخذ بعض العينات الصغيرة جداً والحديثة الكسر ، ثم أعقب ذلك عمل مقاطع رقيقة منها Thinsection،

وتم بعد ذلك فحصها بالميكروسكوب المستقطب بغرض التعرف علي ملامح النسيج ، وكانت النتائج
كما يلي :


ولقد أظهر الفحص بالعدسات والميكروسكوب أن معظم القطع تنتمي إلي نسيج الطين النيلي ، وذلك لكونها تحتوي علي كميات مختلفة من الرمل وبعض المواد العضوية التي توجد كشوائب طبيعية أو مضافة عن عمد بغرض تحسين خواص الطفلة ، ويتراوح اللون ما بين البني إلي الأحمر ، وهما اللونين المميزين للطين النيلي بعد الحرق وذلك تبعاً لتصنيف فينا (1980) ،

والذي من خلاله تم تصنيف الفخار المستخرج من منطقة آثار منشية عزت بالدقهلية كما يلي :

1- القطعة الأولي : من خلال الفحص بالعدسات بقوة تكبير (10X) اتضح أن العينة رديئة الحرق ، ونسيجها خشن Coarse محتوي علي العديد من الحبيبات الجيرية ، واللب بني مائل إلي السواد ، كما أثبت الفحص بالميكروسكوب أن العينة تحتوي علي حبيبات الكوارتز المختلفة في أحجامها وأشكالها، ويتدرج حجمها ما بين الخشن إلي الدقيق ، وبعضها حاد الحواف والبعض الآخر مستدير الحواف ، كما أظهر الفحص وجود بعض الكالسيت بدرجة واضحة ، فضلاً عن وجود بعض معادن الميكا من نوع المسكوفيت ، والبيروكسين والروتيل وبعض البقايا العضوية ، وتتضح هذه النتائج كما في الصورة رقــم (2) ، ومما سبق يتضح أن العينة تنتمي إلي نسيج الطين النيلي من النوع Nile D

2- القطعة الثانية : اتضح من خلال الفحص بالعدسات بقوة تكبير (10X) أن العينة من النوع المعروف High Polished Ware ، وأنها ذات نسيج دقيق ، كما اثبت الفحص بالميكروسكوب أن العينة ذات نسيج دقيق ، تبدو فيه حبيبات الكوارتز أنها ذات تجانس مختلف ، فبعضها حاد الحواف والبعض الآخر مستدير الحواف ، بالإضافة إلي وجود الميكا من البيوتيت ، وبعض معادن الروتيل ، وبعض تجمعات من الطين المحروق ، فضلا عن وجود بعض البقايا العضوية مثل القش المحروق كما في الصورة رقم ( 3) ويتضح من خلال ما سبق أن القطعة الثانية تنتمي إلي نسيج الطين من النوع Nile A .

3- القطعة الثالثة : أثبت الفحص العيني بالعدسة بقوة تكبير (10X) أن العينة ذات نسيج دقيق ، كما أنها من النوع المصقول بدرجة عالية High Polished Ware ، كما أظهر الفحص بالميكروسكوب أن العينة ذات نسيج دقيق الحبيبات ، غير أنها تحوي بعض حبيبات كوارتز يتدرج حجمها ما بين الدقيق إلي الخشن ، فضلاً عن وجود الكالسيت والأرثوكليز والبلاجيو كليز والروتيل والقش والميكا وبعض معادن الحرق كما في الصورة رقم (4) .

ومما سبق يتضح لنا وتبعا لتصنيف فينا أن القطعة الثالثة تنتمي إلي نسيج الطين النيلي Nile Clay من النوع Nile D .

5- القطعة الرابعة : أثبت الفحص العيني بعدسة قوة تكبيرها (10X) أن العينة ذات نسيج خشن غير مصقول يحتوي علي بعض التبن المحروق Burntstarw ، كما أظهر الفحص بالميكروسكوب أن العينة تحتوي علي حبيبات كوارتز غير متجانسة مختلفة في أحجامها وأشكالها ، ومعظمها مستدير الحواف ، فضلا عن وجود الميكا والكالسيت كما في الصورة رقم (5) .
ويتضح من الفحص العيني بالعدسات وبالميكروسكوب المستقطب أن العينة تنتمي إلي نسيج الطين النيلي Nile Clay من النوع Nile D وذلك طبقا لتصنيف فينا 1980 .

من إعداد : د/ وليد كامل علي الغريب 



المصدر : موقع علماء الاثار  


By : Mohamed Talat




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق