تابع صفحتنا ع الفيس بوك

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم الاثار المصرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم الاثار المصرية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 21 يوليو 2014

أوصاف فرعون موسى

أوصاف فرعون موسى :-

جاء في التفاسير أنه قد كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون وقالوا أنه لا يموت .. فألقي علي ساحل البحر حتى رآه بنو إسرائيل أحمر قصير كأنه ثور .. ((1)) . وهناك روايات أخري كثيرة وصفت فرعون عندما رأوه بعد غرقه انه كان أصلع وأخينس .. ((2)) .. أخينس تصغير لأخنس .. الخنس (ذو أنف مرتفع ومتأخر عن الوجه قليلا – الخنس = تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة " القاموس المحيط") .. وهناك رواية لأبي بكر أنه قال : أخبرت أن فرعون كان أثرم .. ((3)) .. (الثَّرَمُ، :انْكسارُ السِّنِّ من أصْلِها، أو سِنٍّ من الثَّنايا والرَّباعِياتِ، أو خاصٌّ بالثَّنِيَّةِ. ثَرِمَ، كفَرِحَ، فهو أثْرَمُ ..القاموس المحيط) وأيضا (الثرم : سقوط الثنية من الأسنان والرباعية وقيل هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا .. النهاية في غريب الأثر) . وبهذا نستطيع ان نجمع صفات فرعون موسى كما وصفه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انه كان قصير و أصلع و اثرم و اخينس .

وهذه أوصاف رمسيس الثاني : 

بمقارنة هذه الصفات بمومياء رمسيس الثاني الموجودة بالمتحف المصري نجد أن رأسه صلعاء مع وجود بعض الشعر علي جانبي الرأس وخلفه وأن أنفه بارز قليلا ومرتفع عن الفم قليل مع بروز أرنبه بأعلى أنفه كما أنه كانت هناك فحوص طبية أجريت علي مومياء رمسيس الثاني في فرنسا في أواخر السبعينيات في رحلة علاج مومياءه ذكر فيها د. سميث أن هناك كسورا بأسنانه وخراريج بها خاصة في أسنان مقدمة الفم كما أوضح الكشف بالأشعة السينية لفك وأسنان مومياء رمسيس الثاني الحالة السنية للفرعون عند وفاته وقد تبين وجود بؤر عظمية انتانية عند شيخ عمره حوالي 90 سنة مصاب بفقدان عادي عام ومتقدم لمنطقة الأضراس ولم يبين الكشف وجود أي علاج أسناني تستطيع أن توضحه الأشعة السينية .. ((4)).

ولقد عثرت على صورة جانبية يمنى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية بأحد مواقع الانترنت.. ((5)) وبعرضها على الدكتور / حامد محمد سيد عبد الله – مدير إدارة طب الأسنان بمنطقة الشرابية الطبية الذي قام بفحصها ووجد فقد للقاطع الأيمن العلوي المجاور للناب الأيمن وبعرض صورة طبيعية أمامية لجمجمة رمسيس الثاني وهو فاتح فمه قليلاُ أفاد الدكتور/ حامد أن هناك فقد واضح للقاطع الأيسر العلوي . وللأسف لم أعثر على صورة جانبية يسرى لجمجمة رمسيس الثاني بالأشعة السينية أو صورة أمامية له بالأشعة السينية لبيان حالة باقي الأسنان خاصة القواطع من حيث وجودها أو فقد بعضها .. ولكن الله قد أكرمني كثيراً حيث عثرت أخيراً على تقرير طبي خاص لحالة أسنان مومياء رمسيس الثاني في رحلة مومياء رمسيس الثاني إلى فرنسا في السبعينيات جاء فيها فقده لغالبية القواطع والأنياب وانه لم يتبق منها سوى القاطع رقم 11 ورقم 13 فقط .. ((6)).

وبهذا نجد أن كل الصفات التي ذكرت في الروايات عن فرعون موسى الغريق تكاد تطابق مومياء رمسيس الثاني عدا صفة واحدة وهي طوله حيث ذكرت الروايات أنه كان قصيرا في حين أن طول مومياء رمسيس الثاني 173 سم أي انه كان وسطاً في الطول . وإن كنت أرى أن صفة الطول نسبية ... فربما كان هذا قصيرا إذا نسبوه للغالبية من رجال عصره أو بالنسبة لبني إسرائيل الذين وصفوه عندما شاهدوا جثمانه فقد كان موسى وهارون طويلين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأيت إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ، فأما موسى فرجل طوال (طويل) سبط يشبه رجال الزط ورجال أهل شبوة .. ((7)) .. و قال الثعلبي : قال كعب الأحبار : كان هارون بن عمران نبي الله رجلا فصيح اللسان بين الكلام ، وإذا تكلم تكلم بتؤدة وعلم ، وكان أطول من موسى وكان على أرنبته شامة ، وعلى طرف لسانه أيضا شامة ، وكان موسى بن عمران نبي الله رجلا آدم جعدا طويلا كأنه من رجال أزد شنوءة ، وكان بلسانه عقدة ثقل ، وكانت فيه سرعة وعجلة ، وكان أيضا على طرف لسانه شامة سوداء . بيان : قال الفيروزآبادي : أزد شنوءة وقد تشدد الواو : قبيلة سميت لشنآن بينهم .. ((8)).

ونحن وان كنا نبحث عن الفرعون الذي جمع في بدنه هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) من بين ما يقرب من 200 ملك وملكة (تقريباً) حكموا مصر خلال تاريخها القديم في 30 أسرة ملكية فان هذا الأمر يبدو صعباً للغاية لأننا في الواقع لم نتوصل حتى الآن إلا لعدد قليل من مومياواتهم ولكننا إذا ركزنا البحث في مومياوات ملوك الأسرتين ال18 وال19 التي اتفق غالبية الباحثين ان فرعون موسى فيهم وهم :الأسرة ال18: أحمس الأول - امنحتب الأول – تحتمس الأول – تحتمس الثاني – حتشبسوت – تحتمس الثالث – امنحتب الثاني – تحتمس الرابع– امنحتب الثالث – اخناتون - سمنخ كارع – توت عنخ آمون– أي– حور محب. الأسرة ال19: رمسيس الأول – سيتي الأول– رمسيس الثاني– مرنبتاح– آمون مس– سيتي الثاني– رمسيس سابتاح مع العلم بأن اغلبهم قد توصلنا إلى مومياواتهم . فأنه من السهل ان تجد ان هذه الأوصاف (قصير – أصلع – أثرم – أخينس) لا تنطبق إلا على رمسيس الثاني كما بينا .

اسفكسيا الغرق أم تصلب الشرايين : 

أثناء رحلة علاج مومياء رمسيس الثاني في السبعينات بفرنسا أجروا فحوصا طبية متقدمة لبيان سبب الوفاة توصل عالم البكتيريا الفرنسي روفر إلي أن سبب وفاته كان إصابته بتصلب الشرايين .. ((9)) .. وبهذا لم يكشفوا من قريب أو من بعيد أن سبب الوفاة كان اسفكسيا الغرق وأعترف أن هذا الأمر قد أصابني بالحيرة واليأس والفشل توقف معه بحثي هذا دون أي تقدم يذكر لمدة طويلة ... وكان لا بد أن أجد مخرجا مقنعا لهذا الموقف الصعب .. فكيف توصلت فلكيا ودينيا وتاريخيا وجغرافيا ومنطقيا إلي أن هذا الفرعون قد مات غريقا بما يتطابق مع كلام الله المنزل في القرآن والتوراة في حين أن الفحوص الطبية المتقدمة لموميائه أثبتت عدم صحة ذلك. وأخيرا جاء الفرج في تفسير بن كثير للآية 92 من سورة يونس حيث قال بن كثير في قوله تعالي " فاليوم ننجيك " أي نرفعك علي نشز من الأرض .. بدنك قال مجاهد : بجسدك وقال الحسن : بجسم لا روح فيه وقال عبد الله بن شداد سويا صحيحا أي لم يتمزق ليتحققوه ويعرفوه . لهذا فإن الله قد نجي بدنه من كل ما قد يتلفه من ملح أو كسر إذا غاص في قاع البحر وغيره .. فالله يريد أن يبقي بدنه آية وعبرة لمن لا يعتبر في كل الأزمان التالية وذلك في قوله تعالي : " لتكون لمن خلفك آية " خاصة وإننا نجد أحد القراءات الأخرى الصحيحة تذكر " لمن خلفك " علي صيغة الفعل الماضي.. أي لمن يأتي بعدك من القرون والأزمان التالية ... ومثلما تشكك بنو إسرائيل في موته تشكك المصريون أيضا في موته لأنهم كانوا يعبدونه إلها بعد أن أضلهم فرعون وهامان وجنودهما في ذلك حيث ذكر بن كثير فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف من قوم فرعون (المصريين) : ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوصي الله إلى البحر أن ألفظ فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخينس قصير .. ((10)) . ولنا أن نتساءل : من أي شئ نجى الله بدن فرعون ؟ هل من الموت أم من الغرق أم من ماذا؟ ... فمن المؤكد أن الله قد نجى بدنه من شئ ما لأنه قال : " فاليوم ننجيك ببدنك " .. والإجابة على هذا التساؤل : أن الله قد أغرق فرعون وأماته ومن معه جميعا لأنه قال تعالى : " فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا " الإسراء 103 . ولكن الله نجى بدن فرعون ليكون لمن بعده عبر كل القرون آية .

اسفكسيا الغرق أم اسفكسيا الاختناق: 

وصفت لنا بعض كتب التفاسير مشهد غرق فرعون موسى مستعينة بروايات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فذكرت انه عندما أدرك فرعون الغرق وقال "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" كان سيدنا جبريل حاضراً في هذا المشهد حيث أخذ يأتي بطين قاع البحر فيسد فم فرعون خوفاً من أن تدركه الرحمة من الله ذلك الذي ادعى الألوهية وبارز الله بكافة المعاصي ولقد جاءت هذه الأحاديث كثيرة في كتب التفسير نذكر احدها فعن حماد بن سلمة عن علي ابن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما أغرق الله فرعون قال : *( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) فقال جبرائيل : يا محمد ! لو رأيتني و أنا آخذ من حال البحر و أدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة " ... ((11)).

القران عطاء لمعاني كثيرة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولقد سبق ان حللنا هذه الآية في بحثنا السابق (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وذكرنا لها الكثير من التفاسير القديمة والحديثة والشخصية عندما جمعت عدد الآيات القرآنية التي ذكر فيها لفظ (فرعون) في المصحف الشريف فوجدتها 67 آية وهي تساوي عدد سنوات حكم رمسيس الثاني لمصر منفردا والتي اتفق عليها كل الآثاريين والتاريخيين وقلت ان هذا يعد إعجازا قرآنيا رقمياً والله اعلم . لكن هذه الأحاديث تضعنا أمام سبب آخر من نجاة بدن فرعون وهو ليكون نجاة بدنه آية .. فنحن نعرف أنه عندما يصارع المرء مياه البحر في الرمق الأخير مخافة الغرق فأنه يجاهد بكل ما يتبقى من قوة فيحتاج للمزيد والمزيد من الهواء ليتنفس ولا يسعفه دخول الهواء عبر انفه فنجده يفتح فمه على آخره ليأخذ هواء الشهيق ولكنه يأخذ الماء بدلا من الهواء فتمتلأ رئتاه بالماء وينتفخ بدنه ويمتنع الأوكسجين عن الوصول إلى الأعضاء والأنسجة وخاصة الخلايا العصبية الحيوية بالدماغ التي تؤدي إلى الوفاة بعد3 دقائق وتكون علامات موته ما نسميه باسفكسيا الغرق والتي من أهمها انتفاخ الجسد وزرقته , ولكننا في حالتنا هذه فان فرعون أثناء محاولته للحصول على الهواء من فمه حتى لا يموت غرقاً نجد ان سيدنا جبريل بقدرته الجبارة قد سد فمه بطين قاع البحر المبتل فمنع الأوكسجين عنه تماماً فمات فرعون مختنقاً وهو ما نسميه باسفكسيا الخنق أو الاختناق والتي من أهم أعراضها زرقة في البدن فيه دون انتفاخ أو تلف في بدنه وهو الذي حفظ بدنه سليماً وعندما شك بنو إسرائيل في موته أمر الله البحر ان يلفظ بدن فرعون كاملاً إلى الشاطئ قبل ان يتلف أو تأكله الأسماك المتوحشة فوجدوه أمامهم ميتاً وجسده سليماً لدرجة أنهم تعرفوا عليه بسهولة ووصفوه وصفاً دقيقاً بأنه كان قصيراً اخينساً أصلعا أثرماً ولم يصفوه بمنتفخاً أو متعفناً أو تالفاً .. لهذا نحن نحتاج إلى فريق متمكن من الأطباء الشرعيين ليتحققوا من سبب الوفاة الأصلي فالمشاهد المبدئية لجثمانه تبدو الزرقة هي الغالبة على بدنه كما ترى في الصورتين الآتيتين :

وربما كانت هناك تحاليل أو وسائل طبية حديثة يمكنها إثبات صحة هذا في مومياؤه أو نفيه . ونحن إذا ما أثبتنا صحة وفاته باسفكسيا الخنق أو الاختناق فيكون دليلاً دامغاً على شخصية رمسيس الثاني فرعون موسى , فهل سيكون هذا هو المقصود من الآية في قوله تعالى : " فاليوم ننجيك ببدنك لتكون من خلفك آية " ؟ ...... الله اعلم .

قراءات أخرى تنطبق على رمسيس الثاني : 

هناك قراءات أخرى للآية 92 في سورة يونس , فلقد قرئ (ننحيك) بالحاء كما جاء في كتب التفاسير ومنها تفسير البيضاوي جاء فيه ما نصه : " وقرأ (ننحيك) بالحاء أي نلقيك بناحية من الساحل."ببدنك " في موضع الحال أي ببدنك عارياً عن الروح ، أو كاملاً سوياً أو عرياناً من غير لباس .أو بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها" .. والفعل (نحّى) يعني أبعد وأزال (المعجم الوجيز) .. ولقد ورد في لسان العرب عن الفعل (نحّي) ما نصه :" نحّى الله عز وجل جوانب جوف الحوت عن يونس وجافاه عنه فلا يصيبه منه أذى ومن رواه عنه جوفه المسحوت (الجائع) يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق".. ((12)) . وبمثل هذا المعنى يمكننا أن نقول أن الله قد نحّى جسد فرعون عن البحر في آخر لحظة وقبل غوصه في قاع البحر وانتفاخ بدنه وقبل أن تأكله أسماك البحر وألقاه ميتا سليم الجسد بشاطئ البحر لكي يراه بنو إسرائيل ويتأكدوا من موته بعد أن تشككوا فيه ولكي يعثر عليه المصريون جثة سليمة فيتمكنوا من تحنيطه ليكون لمن خلفه آية . وقرئ (بندائك) أي عندما نادى فرعون بأن : "آمنت بأن لا اله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" .. و قرئ (بأبدانك) أي بأجزاء البدن كلها أو بدروعه كما جاء ذلك في تفسير البيضاوي وقد يفسر ذلك أن مومياء رمسيس الثاني عندما عثر عليها سنة 1881 م وتم فك لفائفها سنة 1886 م بواسطة الفرنسي جاستون ماسبرو وعاونه الأثري اميلي بروجش وذلك أمام الخديوي توفيق كانت سليمة الأعضاء وبحالة جيدة من الحفظ ثم تعرضت للتلف الشديد فيما بعد. كما يمكن أن نفسر قوله تعالى :" ننجيك بأبدانك" على أساس أن أبدان جمع بدن والبدن هو الجسد أو الجسم .. وكثيرا ما نطلق على أجساد الشخص بأنها جسده وجسد أبناءه وأحفاده وأبوه وجده وزوجته الذين رعاهم أو رعوه من أقرب أقرباءه.. وأننا نجد من بين أجساد (مومياوات) الملوك والفراعنة المصريين القدماء الذين عثر عليهم وعرضوا في المتاحف وشاهدهم الملايين من السائحين فأصبحوا علامة أو آية دالة عليهم وعلى تاريخهم حيث نجد من بينهم : - الملك رمسيس الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات ) وأبوه الملك سيتي الأول- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وزوجته الملكة نفرتاري– أسرة 19 – ( متحف تورين بإيطاليا رقم Supp. 5254 ) وابنه الملك مرنبتاح- أسرة 19 – (المتحف المصري –قاعة المومياوات) وحفيده الملك سيتي الثاني- أسرة 19 – (المتحف المصري ) ..

وحديثا حصلت مصر على مومياء جده الملك رمسيس الأول .. وكل هؤلاء الملوك والفراعنة هم أقرب الأقرباء الذي راعوا الفرعون رمسيس الثاني أو رعاهم عندما كان طفلاّ أو شاباّ أو كهلاّ أو شيخاّ مسناّ وبقيت أجسادهم (مومياواتهم) منذ أن ماتوا منذ أكثر من 3 آلاف سنة حتى الآن آية دالة وشاهدة عليهم وعلى تاريخهم . وتاريخياّ تعد هذه الحالة نادرة ولا يوجد لها مثيل في الآثار أو التاريخ المصري القديم ولا الحديث ولا في تاريخ العالم القديم ولا الحديث .. حيث لا يوجد جثمان سليم (أو شبه سليم) لرجل محنط ولزوجته ولأبوه ولجده ولأبنه ولحفيده في أي مكان في العالم وفي أي عصر قديم أو حديث غير حالة واحدة فقط هي لرمسيس الثاني .. لهذا أرى ان وجود مومياواتهم حتى يومنا هذا هو الأقرب لمعنى قوله تعالى : اليوم ننجيك ببدنك
والله اعلم







المصدر: الاعجاز العلمي فالقرآن والسنة 

BY:

Bebo Elbardisy

من هو فرعون موسى !!!


من هو فرعون موسى

أولا :


. أختلف الباحثون في تحديد اسم الفرعون الذي عاصر موسى وذكره القرآن والتوراة ..
وحتى لا نرهق القارئ في تلك القضية فأننا نكتفي باختيار ثلاثة من الباحثين تعرضوا لهذه القضية وبحثوها ,وكل منهم له خلفيته الثقافية والفكرية ..

1 ـ يرى الباحث الأمريكي بول ف بورك في كتابه ( the world of Moses ): أن الكتابات المصرية القديمة ليس فيها أشارة لموسى ، كما أن التوراة لم تذكر أسم الفرعون المعاصر لموسى ولا تذكر التاريخ الزمني لهما ، وليس على الباحث إلا أن يقارن بين الأحداث التاريخية التي ترجح على أن موسى قد ولد حوالي 1525 ق . م ، أي قبل الخروج الإسرائيلي من مصر بثمانين عاما .
ويقارن الكاتب بين ما استقاه من التاريخ الزمني لعصر موسى وبين التاريخ المصري القديم ويرجح أن تلك هي الفترة التي حكمت فيها الملكة حتشبسوت ، ويرى أنها هي التي قالت عنها التوراة أنها بنت الفرعون التي ذهبت لتغتسل في النهر فعثرت على تابوت موسى واتخذته ابنا لها . ويسير الباحث مع هذه النظرية ليفسر أحداث قصة موسى وقصة حتشبسوت وكيف انتهت المرحلة الأولى بهرب موسى من مصر، فهو يقول أن حتشبسوت كانت ابنة لتحتمس الأول حين عثرت على تابوت موسى وتبنته ، ثم تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني الذي أصبح فرعونا واستمر يحكم خمس سنوات فقط ، ومات دون أن ينجب منها ، وكان لتحتمس الثاني ابن من زوجة أخرى تولى الحكم اسميا مع حتشبسوت بعد موت والده ، وهو تحتمس الثالث ، إلا أن حتشبسوت اغتصبت منه النفوذ فظل في عهدها خامل الذكر ، وعملت على أن يتولى الحكم من بعدها موسى الذي تربى في البلاط الفرعوني وأصبح قائدا مهابا ، ولكن واجهتها ثورة فلم يكن موسى مصريا ولم يهتم بتأدية الشعائر المصرية ، ونجحت المؤامرة في قتل حتشبسوت وأنصارها ، فاضطر موسى للهرب إلى مدين ، وقد اختفت حتشبسوت من التاريخ المصري سنة 1442 ق . م . وكان عمر موسى وقتها أربعين عاما ، وتذكر التوراة أنه رفض أن يكون ابن الفرعون .
وبعدها تولي تحتمس الثالث كافة سلطاته، و بعد اختفاء حتشبسوت طمس تاريخها واضطهد أنصارها وانتقم لنفسه منها ..
وعلى ذلك فأن فرعون موسى أكثر من شخص ،تحتمس الأول الذي اضطهد بني إسرائيل ، وتحتمس الثاني الذي قام بتربية موسى ، ثم تحتمس الثالث الذي جاء له موسى فيما بعد نبيا مرسلا ..
ولكن الباحث الأمريكي لم يأت بأدلة على ما قالته التوراة عن اضطهاد فرعون لبني إسرائيل وتسخيره لهم، مع أن ذلك الباحث يعتمد علي التوراة في تحديد عصر موسى من وجهة نظره وهو أنه في عصر تحتمس وحتشبسوت ..

2 ـ أما الباحث المسلم محمد عزة دروزه في كتابه " تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم " فهو يربط بين ما جاء في التوراة من اضطهاد الفرعون لبني إسرائيل وبين ما ورد في أوراق البردي المصرية من حديث عن اضطهاد رمسيس الثاني للعبرانيين ، وكان رمسيس الثاني أعظم ملوك الآسرة التاسعة عشرة التي حكمت ما بين ( 1462 : 1288 ) ق. م .
ويعتمد على ما جاء في كتاب " تاريخ مصر من أقدم العصور " لمؤلفه " بريستد " الذي تحدث عن تسخير رمسيس الثاني للعبرانيين في جنوب بلاد الشام نتيجة لما كان بينه وبين الحيثيين من اتفاقيات ، وقد ذكر " بريستد " خروج بني إسرائيل من مصر في عهد منفتاح الثاني في ظروف الارتباك الذي حدث في مصر وقتها ، وأن السحرة والمنجمين نصحوا منفتاح بتعذيب بني إسرائيل ، وظهر فيهم موسى وانتهي الأمر بخروجهم وطاردهم منفتاح وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وقد اعتمد بريستد في معلوماته على المدونات اليونانية القديمة والمؤرخ المصري القديم ماثنيون الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. ويقول بريستد أنه قرأ نصوصا مكتوبة في طيبة ( الأقصر) يفتخر فيها منفتاح الأول بتنكيله ببني إسرائيل وباقي سكان فلسطين حين ثاروا عليه . ويحاول الأستاذ دروزة أن يجمع بين تلك الروايات فيقول أن بني إسرائيل خرجوا من مصر على دفعتين :دفعة صغري في عهد رمسيس الثاني أو أبنه ودفعة كبري في عهد منفتاح الأول أو الثاني ، والأخيرة هي التي قادها موسى .
ومعني ذلك أن فرعون موسى هو منفتاح الأول أو الثاني ، أو هما معا ..

3 ـ والباحث المصري القبطي فؤاد باسيلي في كتابه " حياة موسى" يذكر تضارب ألآراء في فرعون موسى بين تحتمس الأول وأموسيس الأول وسيتي الأول ورمسيس الثاني ، ويميل إلى أنه رمسيس الثاني على أساس أن ذلك الفرعون بني مدينه " رعمسيس" وسحر في بنائها بني إسرائيل ، كما أنه بني أيضا مدينة نافي وسخر فيها بني إسرائيل أيضا ..

ولنا بعض ملاحظات على آراء أولئك الباحثين ..
1 ـ فقد اختلفوا في تحديد من هو فرعون موسى ، ما بين تحتمس الأول إلى منفتاح الثاني ، وتلك فترة زمنية طويلة حوالي ثلاثة قرون ، ما بين ( 1539 : 1213 ) ق. م .ولم يستطع أحدهم الوصول إلى تحديد دقيق لفرعون موسى يحظى بتأييد أغلبية الباحثين ..

2 ـ وقد اعتمدوا في أدلتهم على المقارنة بين أحداث قصة موسى في التوراة وما يأتي متفقا مع بعض تلك الأحداث في التاريخ المصري القديم، سواء قصة الاضطهاد ، أو إيجاد صلة بين حديث التوراة عن بنت فرعون التي أنقذت موسى وحتشبسوت ..

3 ومبلغ علمنا أن كل من بحث هذه القضية قد أغفل الرجوع للقرآن الكريم .. ونحاول أن نسترشد بالكتاب الحكيم في تحديد أقرب لفرعون موسى ..

ثانيا :

1 ـ لقد كان الفراعنة معروفين بعدم تسجيل النكسات والهزائم وإغفالها ، في نفس الوقت الذي يحرص فيه كل فرعون على تسجيل أمجاده والمغالاة فيها ، ثم نسبة أمجاد السابقين لنفسه ، وذلك في حد ذاته يمثل عامل شك كبير في صدق المصادر التاريخية الفرعونية خصوصا عندما نحاول أن نتعرف منها على حقيقة الكارثة التي حدثت في عصر موسى ونتج عنها غرق الفرعون وجنده في البحر .
والأكثر من ذلك أن القرآن الكريم يثبت حقيقة تاريخية لم ترد في كتابات المؤرخين ، وهي أن بني إسرائيل قد ورثوا فرعون في مصر بعد انهيار النظام الفرعوني وغرق فرعون وقومه أو جنده: يقول تعالى " فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ )( الأعراف 137) ويقول تعالى: ( فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )(الشعراء 57 : 59 ")
والواضح من الآيات الكريمة أن بني إسرائيل لم يحكموا مصر بالمعني السياسي وإنما ورثوا خيراتها وثروتها بعد غرق النظام الفرعوني . كان فرعون وجنده أو قومه يتحكمون في الأرض الزراعية والفلاحين المصرين ، وذهب فرعون ونظامه ، وبقي الشعب الكادح الذي اعتاد تسليم ثمرة عرقه للحاكم . ولأن فرعون قد غرق بنظامه فأن بني إسرائيل هم الذين ورثوه في ثروته الذهبية والاقتصادية . وبالطبع أستمر ذلك حينا من الزمان ، واستعاد النظام المصري الفرعوني مؤقتا هيبته ولكنه اغفل تلك النكسة وتجاهلها ، ولولا القرآن ما عرفنا عنها شيئا ..

2 ـ ونعود إلى شخصية فرعون موسى من خلال القصص القرآني
أن المنهج القرآني المعتاد في القصص هو عدم تحديد الأشخاص وذلك للتأكيد على جانب العبرة والعظة بأن تتحول الحادثة التاريخية المحددة بالأسماء والزمان والمكان إلى قضية عامة قابلة للاستشهاد بها والاتعاظ بها في كل زمان ومكان ، وبذلك يتحول الشخص من " اسم " إلى " رمز "، بل أن القرآن الكريم حين يذكر اسم شخص فأنه يحوله أيضا إلى رمز لفكرة معينة ، ولذلك تحول " أبو لهب " و" آزر "إلى رمز للسقوط والتردي حتى لو كان ذلك الخاسر من أقرب أقارب النبي ، وبذلك اسقط القرآن دعاوى النسب الشريف التي تعطي حصانة لأصحابها فخاتم النبيين محمد عليه السلام كان عمه " أبو لهب " كافرا ، وخليل الله إبراهيم كان أبوه " آزر " كافرا .. ولم يغنيا عنها من الله شيئا لذلك تحول اسم " أبو لهب "و " آزر " إلى رمزين لقيمة أساسية من قيم الإسلام العظيم
. ونعود إلى فرعون موسى ..
أن " فرعون" في حد ذاته لقب سياسي للملك المصري ، وليس اسما شخصيا ، وفرعون موسى ليس بدعا من أسلافه ، في الطغيان ، ولذلك اكتفي به القرآن رمزا لكل حاكم ظالم مدع للألوهية يسير إلى نهاية الشوط فى حرب الله تعالى فيلقى جزاءه ..
ومع ذلك تبقي الإشارات القرآنية عامل توضيح وترجيح في تحديد شخصية فرعون موسى ..
ففي القرآن ما يرجح أن فرعون موسى شخص واحد ، هو الذي اضطهد بني إسرائيل وهو الذي طاردهم إلى أن غرق بجنوده ، في البحر .
تفهم ذلك من قول تعالى حاكيا عن تلك الفترة (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ )( الأعراف 127 ) . أى أن الاضطهاد استمر متصلا قبل مجيء موسى وبعده، والعدو الذي يمارس الاضطهاد شخص واحد ، وهو الذي سيلقي الهلاك وسيخلفه بنو إسرائيل في الأرض ..
وفي سورة القصص تفصيلات أكثر يتضح منها أن فرعون موسى شخص واحد وملك واحد . يقول تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ) ( القصص 4: 8 ) .
أى أن الفرعون الذي اضطهد بني إسرائيل هو نفسه الذي كفل موسى وهو نفسه الذي كان موسى سببا في ضياع ملكه ، بل أن الملأ هو نفس الملأ ، وهامان هو نفسه هامان في سنوات الاضطهاد وفي الغرق أيضا .
وفي سورة الشعراء توضيح طريف نتأكد منه أن الفرعون الذي تربي موسى في كنفه هو نفسه فرعون الذي جاءه موسى فيما بعد نبيا مرسلا يطلب الخروج بقومه ، وقد تعرف عليه فرعون بعد تلك المدة الطويلة وقال له: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ؟ ) (الشعراء 18 : 19 ) .

2 ـ أى إن فرعون موسى شخص واحد .. فمن هو ؟

أنه ليس بالقطع رمسيس الثاني الذي دحر الحيثيين في قادش بالشام وأرغمهم على عقد أول معاهدة في التاريخ ، وأحكم سيطرته على الشام خصوصا في جنوبها .
ليس هو رمسيس الثاني لسبب بسيط ، أن موسى حين قتل المصري وهرب من فرعون أتجه إلى مدين بالشام ، فكيف يهرب موسى من فرعون إلى فرعون ؟ كيف يهرب من يد فرعون اليمنى إلى يد فرعون اليسرى ؟
المفهوم أن يعشين في عصر رمسيس آخر يكون خلفا لرمسيس الثاني وأضعف قبضة منه على الشام حتى يحس موسى بالأمن وهو يستقر هناك مختفيا عن الأعين ..
والمفهوم أن يرث ذلك الفرعون عظمة رمسيس الثاني وأن يكون له من القوة الداخلية ما يمكنه من شغل وقت فراغه بتحديد النسل لطائفة مستضعفة في شعبه ، وأن يستخدم جيشه في التدريب على حرب داخليه مضمونة النصر ضد المستضعفين ، علاوة على ما انشغل به من عقد المؤتمرات وإلقاء الخطابات على نحو ما تردد في القرآن الكريم: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ) (الزخرف 51) (فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ) (النازعات 23 ـ )
ولو كان هذا الفرعون – مثل رمسيس الثاني – منشغلا بحروب خارجية ما التفت إلى الداخل بهذه الطريقة ، علاوة على أنه لم يرد في القرآن أن فرعون موسى قد أنشغل بغير مصر ..
لقد تحدث القرآن الكريم عن بني إسرائيل في عصر موسى وهم يرفضون دعوته لدخول فلسطين لأن فيها " قوما جبارين " وأولئك القوم الجبارون من سكان فلسطين كانت لهم دولة ذات حدود وأبواب، أى دولة مستقلة و لم تكن تابعة لمصر وقتها ، بل كانت دولة مهابة ، ونلمح هذا من الحوار الذى دار بين موسى وقومه ،ثم ما قاله رجلان من الشجعان : ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) (المائدة 22 ـ )..
والمعنى المستفاد من القرآن أنه بعد سقوط فرعون موسى بنظامه في البحر الأحمر قامت دولة مستقلة في فلسطين أرهبت بني إسرائيل فقالوا لموسى : ( قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) (المائدة 22 ،24 ).
إن تلك الدولة الكنعانية التي أرهبت بني إسرائيل لم تقم فجأة بين يوم وليلة وإنما بدأت تتكون على مهل أثناء انشغال فرعون موسى باضطهاد بني إسرائيل واستغراقه بشئون مصر الداخلية ، وأثناء ذلك اتسعت تلك الكيانات السياسية في الشام وتحررت من السيطرة المصرية فلما سقط فرعون وجنوه في البحر كانوا هم القوة الكبرى في المنطقة ..
.وبنو إسرائيل في عصر موسى عرفوا الكسل التام ، إذ كانت عصا موسى هي التي تجلب لهم المن والسلوى وتفجر لهم عيون الأرض أثنتا عشره عينا للاثنتى عشرة قبيلة ، والشيء الوحيد الذي نشطوا إليه هو أنهم صاغوا العجل الذهبي من الذهب المصري وقاموا على عبادته .. وحين طلب منهم موسى أن يدخلوا فلسطين طلبوا أن يخرج منها الفلسطينيون أولا ، أو أن يذهب موسى وربه ليقاتلا الفلسطينيين بالنيابة عنهم..
وبسبب تقاعس بني إسرائيل في عصر موسى عن الجهاد فإن الله تعالى حكم عليهم بأن يظلوا في الصحراء تائهين حتى ينقرض ذلك الجيل المتهالك ويأتي جيل آخر أشد وأقوى ، ومات موسى في فترة التيه ، وبعده جاء نبيٌّ وتم في عهده تعيين جالوت ملكا .. وهو الذي هزم طالوت الفلسطيني وأسٌّس دولة لبني إسرائيل ..
. والذي نفهمه أن الإمبراطورية المصرية تقلصت إلى حدود مصر الطبيعية بعد عصر فرعون موسى إلى درجة أنه قامت لبني إسرائيل دولة على حدودها الشرقية .
وذلك يرجح أن يكون فرعون موسى من خلفاء رمسيس الثالث ..
لقد تعاقب بعد رمسيس الثالث ثمانية من الملوك كل منهم فرعون يحمل لقب رمسيس ، ولا نسمع عنهم كثيرا كما يقول المؤرخون .
ويعزز ذلك أن مصر دخلت بعدهم في دور الضعف والانقسام والانهيار وتولي السلطة الليبيون والنوبيون وفراعنة ضعاف ثم احتل مصر الآشوريون ثم الفرس ، ومعناه أن فرعون مصر في عصر موسى هو آخر الفراعنة الكبار ، وقد لقي مصيره في اليم وحقت أللعنة على خلفائه الذين يسيرون على منواله..

3 ـ والقرآن يذكر أن موسى دعا الله أن ينتقم من فرعون ويهلكه ويطمس على أمواله ..وأن الله تعالى قال لموسى وهارون ": (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) (يونس 88 ،89 ).
وقد لحقت الدعوة ليس بفرعون موسى وحده بل بالنظام الفرعوني بأكمله فلم تر مصر بعدها فرعونا عظيما مهابا ..كما يؤكد ذلك التاريخ المصري القديم ، ولا تزال تلك الدعوة تلحق كل فرعون يحكم مصر مستبدا مفسدا، حتى فى عصرنا الراهن.ومن أجل هذا كان قصص فرعون موسى من أكثر القصص ترديدا فى القرآن الكريم.
والله تعالى لا يحكى هذا عبثا ـ تعالى الله تعالى عن العبث ـ (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) ( الطارق 13 ـ ) .
لقد كرر الله تعالى ذلك القصص القرآنى ليكون عبرة وعظة لكل البشر الى قيام الساعة : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (يوسف 111 ).
هو عبرة لأولى الألباب ..




المصدر : موقع اهل القرآن

BY:


Bebo Elbardisy



السبت، 12 يوليو 2014

الالعاب الاولـمبية فـى مصـر الفرعـونية









الالعاب الاولـمبية فـى مصـر الفرعـونية 

بداً اهتمام المصريون القدماء بالرياضة البدنية كوسيلة للتدريب العسكرى أبتداء من العهد العتيق مع ظهور الاسرة الاولى التى اسسها القائد العسكرى مينا موحد القطرين عام5600 ق.م (التقديم التحوتى . بدأت التدريبات بمختلف أنواع المصارعة والمبارزه واعتدت فى نفس الوقت الى الرياضة الشعبية . اما الرياضة النسائية فقد ظهرت فى نفس الوقت كما ظهرت نقوش بعض الواح الاوستراكا ونقوش المقابر بالرقص التوقيعى المرتبط بطقوس العباده لينتقل الى الرقص الشعبى الترفيهى مع خروج الالات الموسيقية المصاحبة له الى المجتمعات والمناسبات والاعياء ويجد الرقص مكانه وحركاته فى مختلف الالعاب الرياضية وقواعد ممارستها .

لقد اوحت الالات الموسيقية التى فرحت لتصاحب الرقصات التوقيعية وحركات الرياضة البدنية الى ظهورمختلف المعدات والادوات التى تعمل بدورها على تخطيط ممارسة الالعاب كالكرات بانواعها والمضارب والاكياس والعصى والاطواق والشباك والتى تحول ممارسة كل منها الى رياضة خاصة لها طابعها واسالبيها وقنونها ومبارياتها.

ملك الاسطورة (رمسيس الثانى)





رمسيس الثاني هو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر. حكم مصر لمدة 66 سنة من 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. (أو 1290 ق.م. - 1224 ق.م.). صعد إلى سدة الحكم وهو في أوائل العشرينات من العمر. ظُن من قبل أنه عاش حتى أصبح عمره 99 عاماً، إلا أنه على الأغلب توفي في أوائل تسعيناته. الكتاب الإغريق القدامى (مثل هيرودوت) نسبوا إنجازاته إلى الملك شبه الأسطوري سيزوستريس. يعتقد البعض أنه فرعون خروج اليهود من مصر. إذا كان قد اعتلى العرش عام 1279 ق.م.، كما يعتقد معظم علماء المصريات، فإن ذلك كان يوم 31 مايو 1279 ق.م. بناءاً على التاريخ المصري لإعتلائه العرش الشهر الثالث من فصل شمو يوم 27.
حياته


الخميس، 10 يوليو 2014

موروثات وعادات فرعونيه مازالت فى حياتنا اليوميه حتى الان !!!

مقدمة:

المصرى القديم والمصرى الحديث هما شخص واحد مهما أختلف الزمان او تغيرت العقيدة، فلا يزال المصرى القديم يحمل عن أجدادة الكثير وهو لا يعلم، من عادات وتقاليد وحب للخير وكرم وحسن الضيافة، وحتى فى لغتنا العربية الجميلة أدخلنا اليها الفاظ فرعونية وأصبغنها بالصبغة العربية الكاملة، حتى ظن البعض انها عربية خالصة لا تمت الى المصرية القديمة بصلة، وسوف نتحدث عنها بالتفصيل فى البحث، ولكن ما الذى جعل تلك الموروثات الثقافية والإجتماعية الفرعونية تظل معنا الى الآن فى حياتنا اليومية ،مع العلم بان الأسلام والمسيحية فى مصر حرموا الكثير من تلك العادات وأعتروها وثنية ؟

والسبب من وجهة نظرى الخاصة هو حب المصرى القديم والحديث بالتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها ، فكم من بلاد غزت مصر وأحتلتها بدأ من الهكسوس ومرور بالنوبيين والليبيين والفرس والبطالمة والرومان قديما الا ان تلك الحضارات القديمة أخذت كثيرا من المجتمع والفنون المصرية بل ومنهم من عبدوا معبودات مصرية خالصة او أصبغوها بالصبغة القريبة الى معبود بلادهم، مثل المعبودة آيزيس التى عبدها اليونان والرومان فى شكل آفروديت وفينوس، وحتى عند دخول الأسلام والمسيحية الى مصر عمل المصريين على صبغ عاداتهم وتقاليدة بالصبعة الدينية الجديدة والتى تتفق مع شرائع الدينات السماوية بحيث انهم لا يخالفوا عاداتهم ولا شرائعم الجديدة، وحتى ما فعل الفاطميون عندما أستمالوا الشعب المصرى بالحلوى والعادات الشيعية لكى يتركوا اهل السنة ويدخلوا المذهب الشيعى الا ان المسلمين المصريين رفضوا رفضا تاما ولم يدخل المذهب الشيعى آنذاك اى مصرى.

بل والجدير هنا بالذكر ان الأزهر الشريف ،هو مسجد أسسه الشيعة لتعليم المذهب الشيعى، أصبح منارة أهل السنة فى مصر والعالم أجمع، وحديثا الأحتلال والفرنسى والأنجليزى والذى دام اكثر من 70 عام، الا اننا نرى ان عقدة التلميذ المصرى الأولى فى الدراسة هى اللغة الآنجليزية، مع العلم ان بلدان بالكامل فى المنطقة قدر فرنست عن بكرت ابيها.

وأقول وأكد ان الشعب المصرى المتمسك بمبادئة وعاداتة وتقليده سيظل محتفظا بتلك الموروثات جيلا بعد جيلا مهما أختلف الزمان وأختلفت الثقافات ،وفى السطور القادمة سوف نتناول بعض تلك العادات والموروثات التى تركها المصرى القديم ،وخلد ذكرها المصرى الحديث جيلا بعد جيلا الى ان تقوم الساعة.
العادات الجنائزية :
هناك عده أشياء من العادات الجنائزية لا تزال موجودة الى الان فى المجتمع المصرى القديم لها صلة بالفراعنة ، وللعلم تلك الأشياء موجودة عند الغنى والفقير ،وفى الشمال والجنوب ،وعند المسلم والمسيحى، سواء كان المتوفى صغيرا او كبيرا رجلا او سيدة فأنها عادات تؤدى بشكل واحد لا يختلف مهما أختلفت البيئة من حوله ،وسنذكر منها على سبيل العرض وليس الحصر ما يلى:

أولاً: كتاب الموتى:
كان أصحاب الميت قديما فى مصر الفرعونيه، واهله يحملون التابوت على أكتافهم من منزل المتوفى الى المعبد الجنائزى الى مقبرته فى الحياة الآخرى ،وهذا ما يزال فى مجتمعنا المصرى الخالص الى الان، وخصوصا فى الصعيد وقرى الدلتا،والمجتمعات الشعبية فى المدن الكبرى وكانت توضع مع الميت كتاب الموتى، وهو كتاب يضم أدعية للمتوفى لكى يعرف طريقة الى جنة الخلد (آيارو)، لكى يستطيع الميت من خلالها اجتياز العقبات فى الحياه الآخر وتبرئه فى محكمه العدل فى يوم الحساب أمام الآلهه ايزيس وماعت وتحوت، وكان يوضع الكتاب الى جوار قدم الميت.

وهذا ما يزل موجود فى عادات المسلمين خاصتا ،وفيقرأ عن الميت شئ يسمى العاتقه لتعتق رقبته من النار، قبل خروجه من المنزل ،وايضا يصلى عنه لكى تسقط الصلاه التى لما يؤدهها فى حياته، وايضا يقراء له صوره الأخلاص بعدد معين من المرات، وهذا كله واضح ومعروف عند الصعايده والفلاحين وموجود حتى الآن ،وهو فى اغلب الأحيان عندهم جزء من عادتهم، لم يرد عنها فى سنه النبى محمد علية الصلاة والسلام ،ولم يرد عنه فى الأسلام شئا ، فمن اين اتى بها المصرى ؟وكيف عرفها وحورها بما يناسب مع عقيدته الجديده ؟ لا شئ الا ان هذا المصرى يحافظ على عادته وتقاليده من قديم الأزل الى الآن ، ويحورها بما يناسب مع عاداتة بما لا يخالف شريعتة الجديدة ، مع العلم ان معظم تلك العاداة منهى عنها شرعيا فى الأسلام.


رحلة الجسد بعد الموت

رحلة الجسد بعد الموت.. التحنيط الفرعوني :-

بقلم : اياد العطار

أينما يممنا وجوهنا شرقا وغربا سنجد من يحدثنا عن رحلة الروح بعد الموت ، فالأديان تجمع على أهمية الروح، فهي التي تحاسب، تثاب أو تعاقب، ثم تمضي إلى نعيم أو جحيم، أما الجسد فيقبع في القبر بلا أهمية، فهو لا محالة عائد إلى عناصره الأولية، ولن يتبقى منه في النهاية، من كل ذلك الكبر والغرور، سوى حفنة تراب!. بيد أن الناس لا تفكر في أرواحها قدر تفكرها في أجسادها، فالروح من علم الغيب، أما الجسد فهو ذات الإنسان وكيانه الذي عاش معه وأهتم لسلامته طيلة حياته، وهو الذي سيبقى في النهاية وحيدا يتعفن ببطء في ظلمات القبور. وبسبب الأهمية الكبرى التي يوليها البشر لأجسادهم، قررنا أن نترك الروح في حالها، لأنها من شأن بارئها، وعزمنا على ملاحقة الجسد في رحلته الأخيرة نحو الفناء، فمن الجيد أن يعرف الإنسان أي درب سيطوي إذا أزف وقت الرحيل.
التحنيط الفرعوني ارتبط بعقائد ما بعد الموت
عند سماع مفردة تحنيط أو مومياء فأن أول ما يقفز إلى الذهن طبعا هو مصر الفرعونية، فالمصريين القدماء كانوا بحق الأبرع في هذا المجال، لا يبزهم في ذلك أحد، لأن التحنيط لديهم أرتبط بشكل وثيق بعقائد ما بعد الموت فأكتسب أهمية قصوى وحاز عناية الفائقة، فبدون جسد محنط تنعدم فرصة المرء في أن يبعث حيا بعد الموت، يكون مصيره الفناء والعدم، ولتفادي هذا المصير المرعب حنط المصريون القدماء ملايين المومياءات خلال آلاف السنين، لم يفعلوا ذلك بطرا ولا لهوا، وإنما لأن التحنيط كان بوابتهم نحو الخلود.
هناك لغط وجدل كبير حول الفترة التي مارس الفراعنة التحنيط فيها لأول مرة، والمؤكد تاريخيا هو أن الجثث المحنطة الأولى لم تكن من صنع قدماء المصريين، وإنما يعود الفضل في تحنيطها إلى الطبيعة، حيث ساهم مناخ مصر الصحراوي الجاف والحار في تحويل الجثث إلى مومياء بشكل طبيعي، وأقدم نماذج تلك المومياءات الطبيعية تعود إلى عصر ما قبل الأسر الحاكمة، حيث عثر المنقبون في أواخر القرن التاسع عشر على مجموعة منها مدفونة في قبر جماعي، وكانت إحداها مومياء لامرأة أطلق عليها المنقبون أسم جينجر (Ginger ) بسبب خصلات شعرها الحمراء، وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني.
وإذا كانت الجثث المحنطة الأولى قد ولدت من رحم أرض مصر، فلا شك في أن المصريين القدماء أدركوا في وقت مبكر خاصية أرضهم العجيبة في تحويل الجثث إلى مومياء، وحتما لعب هذا الإدراك دور كبير في تطور عقائد ما بعد الموت لديهم، فحين كانوا يفتحون القبر لسبب أو لآخر بعد سنوات طويلة على الوفاة، كانوا يكتشفون بأن الجثة ماتزال محفوظة بصورة جيدة كأنها دفنت حديثا، وكان ذلك يثير في نفوسهم حتما العديد من الأسئلة المتعلقة بمصير الإنسان بعد الموت، أسئلة تبلورت بالتدريج للتحول إلى بواكير أقدم المعتقدات في تاريخ بني البشر فيما يختص بالموت والبعث والقيامة والحساب.

أنواع التحنيط


بعيدا عن السرد التاريخي الرتيب لتطور صنعة التحنيط عبر العصور، فأن المصريين عرفوا التحنيط منذ عهد السلالة الأولى (3100 ق.م) وتطورت هذه الصنعة لديهم لتبلغ أوج كمالها ورقيها في عهد السلالة الواحدة والعشرين. عملية التحنيط بحد ذاتها كانت تجرى وفق طرق وأساليب مختلفة يلعب المقام والجاه والثراء دورا كبيرا في تحديدها. فبحسب المؤرخ الإغريقي هيرودوت كانت هناك ثلاث طرق رئيسية للتحنيط، بسيطة ومتوسطة وموسرة، النوع الأول كان من نصيب الفقراء الذين كان تحنيطهم يقتصر على غسل الجثة وتجفيفها في الملح، فيما حظي التجار وأرباب الحرف والموظفين الصغار بالنوع المتوسط، حيث كان زيت الصنوبر يستخدم لإذابة أحشاء الميت واستخراجها من دبره ثم تجفف الجثة وتلف بالكتان، أما النوع الأخير، أي الأكثر أتقانا وتفصيلا، فكان من نصيب الأغنياء والنبلاء، ويجري فيه أخراج جميع الأحشاء من الجسد بعناية. وغني عن القول هنا أن أكثر المحنطين حرفية، وأفضل المواد وأغلاها، كانت من نصيب الفرعون وأسرته.


الأربعاء، 9 يوليو 2014

الطب عند المصرى القديم

     عندما تُذْكَر مصر القديمة يَرد إلى الذهن الإنجازات الكبيرة في مجالات الفنون والعمارة، بينما تغيب إنجازات أخرى لا تقل أهمية في مجالات العلوم، وأهمها الطب، والصيدلة، والفلك، والرياضيات، والهندسة..إلخ.
         إن إبداعات الحضارة المصرية في كافة مجالات الحياة تتطلب دون شك أجسادًا سليمة معافاة، إلى جانب عقول متقدة تستطيع أن تنهض بعبء هذه الإبداعات، فالمجتمع الذي يتسم بسلامة أفراده عقليًّا وجسديًّا سوف يتسم بإنجازات على نفس المستوى من سلامة المجتمع.
      
 والمجتمعات المتحضرة تقاس بمعايير كثيرة من بينها السلامة البدنية، الأمر الذي يتطلب طبًّا متقدمًا، فالطب يولد لتأمين حياة الإنسان من أخطار الأمراض، ومن ثم فقد أصبح يمثل قطاعًا مهمًّا في حياة البشر.
   ومن خلال الوثائق الطبية التي تركها لنا المصري القديم يمكن أن نتبين أنه أبدى اهتمامًا شديدًا بمعرفة أسباب المرض وتشخيصه وعلاجه، ومنذ بداية ظهور الإنسان على سطح الأرض بدت حاجته واضحة للتعامل مع الأمراض التي تصيبه، والتي تتطلب علاجًا يشفي منها.
  
وفي مراحل مبكرة من عمر الإنسان عرف على سبيل المثال كيف يستخدم الكحل الأخضر (الملاخيت) لعلاج بعض أمراض العيون، كما ورد في بردية "إيبرس" الطبية منذ الأسرة الأولى على أقل تقدير، وكما ورد في البردية المذكورة فقد أبدى الملكان "ر" و"دن" اهتمامًا بالطب، حيث أُشير إلى بعض الوصفات الطبية لعلاج بعض الأمراض، وأُشير كذلك إلى أن الملك "عحا" من الأسرة الأولى كذلك كان يلم ببعض المعلومات عن الصيدلة في بعض معابد مصر السفلى مثل معبد باستت (في الزقازيق)، حيث كان هناك كاهن يحمل لقب "رئيس الأطباء".



بردية إيبرس

المؤسسات التعليمية الطبية
        لم تكن هناك مؤسسات محددة لتعليم الطب، ولكن هذا الأمر كان يجري في المعابد في المكان الذي يعرف باسم "pr-cnh"(بر-عنخ)، أي:  "بيت الحياة"، حيث تعتبر  مؤسسة تعليمية بحثية تتعامل مع جوانب علمية متعددة من بينها الطب، كما كانت بمثابة مكتبة تضم أهم المعارف آنذاك.
ولقد وجدت مدارس الطب في المعابد الكبرى والمدن الكبرى مثل تل بسطة (الزقازيق)، وصا الحجر (الغربية)، وأبيدوس (سوهاج)، وعين شمس (القاهرة).
      ولقد ورد في برديتي "إدوين سميث" و"إيبرس" أن كاهن الإلهة "سخمت" في "تل بسطة" كان متمرسًا في الطب، كما ورد في نفس البرديتين مقولة "إن الأصل في الطب هو القلب، وعندما تفحص (موجهًا القول للطبيب) أي عضو من أعضاء الجسد، فإنك يجب أن تعلم كثيرًا عن القلب".
ومن "سايس" (صا الحجر) يقول كبير الأطباء "وجا حر سنب": "أمرني جلالة الملك أن أُعنى بمدرسة الطب بكل فروعها، وأننا يجب أن نختار أحسن الطلاب لدراسة هذا العلم، وأن نمدهم بكافة احتياجاتهم".
وفي هليوبوليس – كما ورد في بردية هرست- فإن طبيبًا من "بيت الحياة" كان متخصصًا في علاج الأمراض الناتجة عن الشياطين الشريرة.



الثلاثاء، 8 يوليو 2014

صا الحجر sAw


تقع على الضفة الشرقية لفرع رشيد، على بعد 7 كم من مدينة بسيون. عرفت في اللغة المصرية القديمة باسم (ساو)، ثم حرفه الإغريق إلى (سايس)، ثم أضيفت في العربية كلمة (الحجر) إشارة إلى كثرة أطلالها الحجرية.





                                          نماذج  من مطاحن ومهارس جرش الحبوب. صا الحجر


وقد اكتسبت هذه الآلهة شهرة خاصة في السحر والطب، مما جعلها إلهة حامية للأحياء، وكذلك للأموات، فهى إحدى الإلهات الأربع الحاميات اللائي يُحطن بالتوابيت وأواني الأحشاء. وجدير بالذكر أنه ينسب لهذه الإلهة اختراع فن النسيج، ولذلك كان لمقرها (صا الحجر) دورًا هامًا في العقائد الجنائزية، كما اعتبر مركزًا لتعليم الطب وفن النسيج.


                     رأس لتمثال ملكي من الحجر يعلوه الصل الملكي من "صا الحجر"

أما من الناحية السياسية، فقد برزت صا الحجر ابتداءً من الأسرة الرابعة والعشرين، ثم أصبحت عاصمة لمصر كلها في الأسرة السادسة والعشرين، والتي تعرف بالعصر الصاوي نسبةً إلى (ساو)، وهو العصر الذي جاهد ملوكه من أجل استعادة مجد مصر القديم. ويتميز هذا العصر بالعودة إلى القديم والتمسك به خوفًا عليه من الضياع، فقامت حركة وطنية شملت اللغة والدين والفن، لإحياء التقاليد القديمة التي كانت شائعة في الدولة القديمة، فنجدهم يقلدون تماثيل هذه العصور من حيث الملابس والزينة وأوضاعها المختلفة، كذلك يقلدون الخط الهيروغليفي، وأساليب وموضوعات الرسم التي كانت مسجلة على جدران مقابر الدولة القديمة.



الخميس، 3 يوليو 2014

اعادة دفن المومياوات احتراما لهم



ظهرت بعض الاصوات تطالب بمعاودة دفن المومياوات احترام لهم 
هناك حادثة شهيرة وقعت بعد الاستجابة القديمة لهذا الطلب ولكن لا نتعلم من الماضى 
بعد اكتشاف مقبرة توت طالب اهل الدين وايضا الصحافة العالمية وقتها احترام حرمة الميت ودفن جثمان الملك ..فقاموا بالفعل بدفنة ولكن بعد ما ارتكب كارتر ومن معة جريمة فظيعة لم يكتشفها العلماء الا بعد مرور اكثر من 40 سنة او خمسين على اكتشاف مقبرتة ..فلما فتحوا التابوت وجدوا مومياء الملك ولكن مقطعة اربا اربا ...قام كارتر المجرم بتقطيع جسد الملك توت من اجل استخراج الكنوز ففصل الراس عن الجسد وفصل اليدين والحوض وغيرها ..لو كانت مومياء توت تحت الانظار ولكن بشكل يليق .. لما استطاع كارتر ان يخفى جريمتة بهذا الشكل ..تلك المومياوات هى مومياوات ملوك لو اخفيت سيتم سرقتها او العبث فيها وعندنا اليهود يتمنون سرقة مومياوات العصر الحديث لاعتقادهم ان فرعون موسى منهم واعتقادهم ان اواخر الاسرة 18 هم ملوك من نسل اليهود سيحدث عبث كبير جدا فمن الافضل ان يتم وضع المومياوات تحت الانظار ولكن بطريقة تليق .. وليس بهذا الشكل التى نراها ..هؤلاء الملوك تحت انظارنا سيكونوا فى امان لكن لو تم الدفن فتوقع السرقات والعبث بلا حدود

BY : احمد حسين 

تابون نادر جدا


تابون نادر جدا ..هذا التابوت الذى وجد فية مومياء اعظم ملوك مصر الملك رمسيس الثانى فى خبيئة الدير البحرى الاقصر 
هناك شبهة بين هذا التابوت وبين توابيت الملك توت 
هذا التابوت ليس التابوت الاصلى الذى دفن فية الملك رمسيس فتوابيت الملك رمسيس كانت مصنوعة من الذهب ولكنها سرقت فصنع له الكهنة هذا التابوت اللى رغم روعتة الا انة متواضع بمقارنة بتوابيت الذهبية الاصلية

BY : احمد حسين 

قناع جنائزى


قناع جنائزى اكتشف فى الجبانة التي تضم مقابر بعض ملوك الأسرتين 21، 22 وبعض الملكات والأمراء والقادة العسكريين. تقع في حرم معبد الإله آمون الكبير في الركن الجنوبي الغربي منه.فى صان الحجر كشف عن الجبانة عام 1939

BY : احمد حسين

تابوت تويا حماة أمنحوتب الثالث


تابوت تويا حماة أمنحوتب الثالث (الاسرة 18 )
تيا أو تويا لها عدة ألقاب منها منشدة آمون والمشرفة على ملابس القصر الملكي , وكان زوجها من رجال البلاط
تويا وزوجها يويا في الأصل من منطقة أخميم. وكانا والدي الزوجة الفرعونة تي زوجة الملك أمنحتب الثالث.
ولقد دفنت تويا مع زوجها في إحدى مقابر وادي الملوك في طيبة. وقد أكتشفت هذه المقبرة سليمة ولم يعبث بها اللصوص ، مقابر ، وعثر على الأثاث جنائزي كاملاً.

BY : احمد حسين

الأحد، 29 يونيو 2014

اساطير القدماء

لم تكن أساطير القدماء مجرد خيال خصب يعيد تشكيل العالم بل كانت تلك الأساطير محاولتهم الدائمة لفهم هذا العالم.كعادة الإنسان القديم كانت من أهم الأشياء التي شغلت فكر المصري القديم هي أصل الخلق، لذا ظهرت العديد من الأساطير حول بداية الكون.كانت هناك ثلاث أساطير حول الخلق والنشأة تبعا لثلاث نظريات مختلفة الأولى تنسب لمدينة هليوبوليس والثانية لهرموبوليس والثالثة لمنف, ولكن في النهاية تغلبت أسطورة هليوبوليس بعد أن مزجت ببعض الآراء الصغيرة من نظريات هرموبوليس ومنف.

الأسطوره الأولية:

جاءت من هليوبولس وتتلخص في أن الكون قد نشأ من ماء غير مشكل يسمى نون انبثق منه الإله آتوم الذي ظهر فوق ربوة تسمى الربوة الاولى أو ربوة الخلق والإله آتوم يساوي الإله رع ثم قام الإله آتوم بإيجاد التوءمين شو إله الهواء و تفنوت ربة الرطوبة وهما الذان أوجدا بدورهما الإله جب إله الأرض والربة نوت ربة السماء ثم نتج عنهما اوزوريس وايزيس وست ونفتيس.وقد كونت الآلهة التسعة ما يسمي بالتاسوع الإلهي (أي مجمع الآلهة التسعة) ويعتبر التاسوع كياناً إلهيا واحداً و من هذا النظام اشتقت نظرية كونية تصور الكون على هيئة ثالوث يتكون من شو إله الهواء وهو واقف ساندا بيديه الجسد الممدد لربة السماء نوت ويرقد الإله جب عند قدميه.

أما الثانية :


نشأت في هرموبوليس وتقول أن المادة غير المشكلة كانت موجودة قبل نشاة الكون وقد كانت لها أربع صفات تضاهي ثمانية من الآلهة في اربعة أزواج وهم: نون ونونيت إله وربة الماء الأزلي (الماء الأول)، حوج وحوحيت إله وربة الفراغ (الفضاء)، كوك وكوكيت إله وربة الظلام، آمون وآمونيت إله وربة الخفاء.وقبل نشأة الأرض كانت هذه الآلهة مجرد صفات للمادة غير المشكلة وقد كونت هذه الآلهة ثامون هرموبوليس (مجمع الآلهة الثمانية) كما ظهرت أيضا من المادة غير المشكلة الربوة الأزلية (الأولى) في هرموبوليس وعلى تلك الربوة كانت هناك بيضة وهي التي خرج منها إله الشمس ثم أخذ إله الشمس في تنظيم العالم.أما الثالثة:والتي ظهرت في منف بعد أن أصبحت عاصمة مصر فقد حاولوا فيها تمجيد الإله «بتاح» إله منف فجعلوه في أسطورة نشاة الكون الإله الخالق الأكبر ولكنه يحتوي على 8 آلهة أخرى بعضها من التاسوع الهليوبوليسي والباقي من الثامون الهرموبوليسي. وقد احتل آتوم مكانة خاصة في هذه النظرية وأدخل الثنائي «نون وتوبيت» في المجموعة كما أدخل فيها تاتن (أحد آلهة منف) والذي يعتبر تجسيدا للإله الذي برزت منه المادة الأزلية الأولى ثم اضيفت أربعة آلهة أخرى غير محددة بدقة.وحسب النظرية فإن الإله آتوم يحمل صفات النشاط والحيوية للإله بتاح وهي الصفات التي عن طريقها تحقق الخلق، أما صفات الفطنة (الفكرة) والقلب ويجسدها الإله حورس ثم الإرادة واللسان ويجسدها الإله تحوت ويقال أن الإله بت أسطورة الكا والخلق عند الفراعنة الكا» مصطلح يتسع نطاقه عند الكلام عن الموتى بشكل خاص.فالعبارة «يذهب إلى كا» تعني «يموت». كما وصفت تماثيل الموتى التي دفنت في المقابر بأنها «تماثيل كا»، وبذلك تشبه الكا في طبيعتها «القوة الحيوية».هناك بعض الأفكار المصرية الغامضة، والتي نعجز عن وضع تعريف محدد لها مثل فكرة الـ «كا»، ولا شك في أن هذا العجز يرجع إلى عدم وجود نظير لها في معاجمنا أو في الفكر الحديث.وكانت الـ «كا» في الحقيقة مظهراً من مظاهر الطاقة الحيوية، وتعد قوة خلاقة تحفظ الحياة.وعلى هذا يمكن أن تكون كلمة «كا» بمعنى القوة الإلهية الخلاقة، وتعبيرا عن قوى استمرار الحياة التي أسندت إلى الإله ماعت.وبذلك تشبه الكا، في طبيعتها، القوة الحيوية التي تلعب دوراً هاماً في عتقدات كثير من الشعوب الأفريقية مثل مونتو عند شعب البانتو ومينيبي عند شعب الأوليه اح قد كون العالم في صورة عقلية قبل أن يخلقه بالكلمة (كن فيكون).
طاقــة الأهرامات:لقد تتابعت تجارب العلماء في مختلف الاختصاصات عن طريق استخدام أحجام متباينة من الأهرامات التي صنعت من مختلف المواد وتمت دراسة مدى تأثيرها.وثبت أن هناك حركة دوّامية لطاقة تنبعث من رأس أو قمة الهرم يتسع قطرها كلما ارتفعت ويبلغ ارتفاعها 8 أقدام وقطرها 6 بوصات فوق هرم مصنوع من الكرتون وارتفاعه 4 بوصات وكذلك وجد أنه إذا وضعت بللورات الكوارتز فوق نموذج هرمي فإنها تزيد من مجال طاقة الهرم.وثبت كذلك أنه يوجد داخل أي شكل هرمي مجال مغناطيسي يغير القوى الموجودة إذ أنه من المعروف أنه بوسع أي مجال مغناطيسي أن يمنع سريان التيار الكهربائي أو يغير من مجال مغناطيسي موجود وهذا يدل على أنه يوجد في الهرم
مجال كهرومغناطيسي وتبلغ قوة هذا المجال 13.000 جاوس في حين أن مجال الأرض هو 1 جاوس وهذا هو سبب زيادة استنبات البذور وتنشيط الأنزيمات.

اعداد :

Bebo ElBardisy

السبت، 28 يونيو 2014

لازالتى الاكتشافات مستمرة‬ !!

‫#‏لازالت_الاكتشافات_مستمرة‬ 

-اكتشاف 45 مقبرة أثرية فى الفيوم:

الأحد، 23 مايو 2010 -اكتشاف خمسة وأربعين مقبرة فرعونية أثرية...كتبت دينا عبد العليم.

أعلن فاروق حسنى وزير الثقافة أن بعثة المجلس الأعلى للآثار العاملة بمنطقة اللاهون الأثرية بالفيوم قد عثرت على خمسة وأربعين مقبرة أثرية ترجع للعصور المصرية القديمة تحتوى على مجموعة من التوابيت الخشبية الملونة وبداخلها مومياواتها.
وقال الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار إن بعثة المجلس التى يرأسها الدكتور عبد الرحمن العايدى عثرت على مقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة (1569-1315 ق.م) وتضم اثنى عشر تابوتاً خشبياً موضوعة فوق بعضها البعض، ويحتوى كل تابوت على مومياء تغطيها طبقة من الكارتوناج الملون وبحالة ممتازة.وقد صور عليها مناظر للآلهة المصرية المختلفة وتحتوى نصوصاً من نصوص التوابيت وكتاب الموتى، والتى تتضمن أبواباً عن العقائد المصرية الدينية فى مصر القديمة لمساعدة المتوفى فى العالم الآخر.وأوضح حواس أن العمل أسفر عن وجود جبانة عصر بداية الأسلرات (الأسرتين الأولى والثانية 3050-2687 ق.م) وجبانة الدولة الوسطى (2134-2061 ق.م) وجبانة الدولة الحديثة (1569-1081 ق.م) والعصر المتأخر (724-333 ق.م) ثم منطقة معبد الوادى للملك سنوسرت الثانى (1897-1878 ق.م).وأوضح حواس أنه بالنسبة لجبانة الأسرتين الأولى والثانية فقد تم الكشف عن أربع عشرة مقبرة ترجع لعصر الأسرة الثانية منها مقبرة كاملة بأثاثها الجنائزى وعثر بها على تابوت خشبى وضع به المتوفى على هيئة القرفصاء وقد غطته أقمشة من الكتان.
وأشار العايدى رئيس البعثة إلى أنه تم العثور على إحدى وثلاثين مقبرة ترجع لعصر الدولتين الوسطى والحديثة والأسرتين الحادية والعشرين (1081-931 ق.م) والثانية والعشرين(931-725 ق.م) وعثر بداخلها على توابيت خشبية ملونة وبداخلها مومياوات مغطاة بلفائف البردى وطبقة الجص وتحتوى نصوصاً دينية عبارة عن أدعية وتعاويذ تساعد المتوفى فى العالم الآخر، كما تتضمن مناظر ملونة تمثل الآلهة المصرية القديمة مثل حورس وحتحور وخنوم وآمون.كما عثرت أيضاً بمنطقة معبد الوادى للملك سنوسرت الثانى من الأسرة الثانية عشرة على أربعة آبار فى أركان المعبد الأربعة وعثر بداخلها على كميات كبيرة من الأوانى الفخارية.
وكانت البعثة قد كشفت العام الماضى عن ثلاثة وخمسين مقبرة صخرية بمنطقة الحفائر باللاهون ترجع لعصور الدولتين الوسطى والحديثة والعصر المتأخر والعصر الرومانى، ولا يزال العمل مستمراً فيما يجرى الآن أعمال الرسم المعمارى والأثرى والتصوير الفوتوغرافى للنشر العلمى.الجدير بالذكر أن مادة "الكارتوناج" عبارة عن طبقة من الكتان تغطى بطبقة رقيقة من الجص من خلال مادة لاصقة ويرسم على سطحها الأصلى بعض المناظر والنصوص الدينية، وهى معروفة فى مصر القديمة، وقد انتشرت بشكل واسع النطاق خلال الدولة الحديثة خاصة عصر الرعامسة، واستمرت طوال العصور المصرية المتأخرة وانتشرت فى العصرين اليونانى الرومانى، حيث يتم لف مومياء المتوفى بشرائط من الكتان ومزجها بمادة الجص للرسم عليها.

-اكتشاف توابيت نادرة من عصر الرعامسة في مصر:

كشفت بعثة جامعة واسيدا اليابانية العاملة في منطقة دهشور، جنوب موقع سقارة الأثري بمصر، عن أربعة توابيت خشبية على هيئة آدمية، وثلاث أوانٍ خشبية، كانت تستخدم لحفظ الأحشاء، بالإضافة إلى أربعة صناديق خاصة بتماثيل الأوشابتي، وكلها من الآثار النادرة.جاء الكشف في أثناء عمل البعثة في إحدى المقابر غير المعروفة سابقا، قرب شمال مقبرة «تا»، التي تعود إلى عصر المكتشفات الجديدة نفسه، وهو عصر الرعامسة.
وبينما أعلن مسؤولو المجلس الأعلى للآثار بمصر عن الكشف فإنهم فسروا تعذر عثور البعثة اليابانية على مومياوات داخل التوابيت إلى سرقة المقبرة خلال العصور المصرية القديمة، مؤكدين أن إحداها في حالة جيدة من الحفظ.
فريق البعثة لاحظ أن التوابيت المكتشفة لا تزال تحتفظ بمعالمها الأصلية ومطلية باللون الأسود وعليها نقوش باللون الأصفر.
وأوضح الدكتور ساكوجي يوشيمورا، مدير معهد المصريات ورئيس بعثة جامعة واسيدا، أنه عثر على تابوتين، أحدهما داخل الآخر، وأحدهما يرجع لشخص يدعى «توت باشو»، ويحوي زخارف تمثل ملوك الفراعنة. أما الثاني فلشخص يدعى «إري سارع»، ويضم زخارف للملوك القدماء. وتابع: «إن الأواني الخشبية للأحشاء عثر عليها في الجانب الجنوبي من غرفة بئر الدفن بجانب غطاء التابوت»، مشيرا إلى أن أحد صناديق الأوشابتي الأربعة كان مغلقا ولم تمتد أيدي اللصوص إليه من قبل، ويخص أحد هذه الصناديق «إري سارع»، «وإن هذه الصناديق ملونة باللون الأسود وعليها نقوش باللون الأصفر».وأوضح يوشيمورا أن معظم التماثيل الأوشابتي وجدها فريق البعثة محطمة، وأن عددها 38 تمثالا مصنوعا من الخشب، ويحمل بعض هذه التماثيل اسم «توت باشو»، «ونُقلت هذه اللُّقى إلى المخزن نظرا إلى حاجتها للترميم». مما يذكر أن بعثة جامعة واسيدا، في طوكيو، تعمل في منطقة دهشور منذ 15 سنة، وكشفت العديد من الآثار والمقابر والتوابيت وآبار الدفن، كما أن عددا من هذه القطع الأثرية يعرض الآن في معرض أثري يجول حاليا في عدد من المدن اليابانية بمناسبة مرور 40 سنة على بدء عمل البعثة في مصر.


اللغة المصرية القديمة



استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية علي جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك مثل الخط العربي.
ومن أهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه ، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل.
وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم ، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلا ، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالآتي : "أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو " أي رئيس الكتاب أمنمحعت ،الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.
يعد الخط الهيرغلفي الأب الأول لكل نظم الكتابة اللاحقة إذ بنى قوم ساميون على بعض رموزه نظامًا أبجديًا لتسجيل أصوات لغتهم هوالخط السيناوي الأولي الذي استُنبطت منه لاحقا كل نظم الكتابة الأبجدية المعروفة في العالم تقريبًا، البائدة منها والباقية، وعلى رأسها الكتابة اليونانية القديمة والقبطية ثم الرومانية، ومنها كتابة اللغات الأوروبية.
بعد اندثار المعرفة بقراءة الهيروغليفية في العصور المتأخرة انشغل عديدون بمسألة حل رموزها، وتذكر مصادر أن ذا النون المصري وابن وحشية كانا قادرين على قراءتها، ولو جزئيًا.في العصر الحديث كان لاكتشاف حجر رشيد على يد ضابط في الحملة الفرنسية، وما تلاه من عمل شامبليون على فك رموزها الأثر الأبلغ على تقدم علم المصريات.
الإشارة إلى لغة مصر القديمة باسم "اللغة الهيرغليفية" بين العوام ووسائل الإعلام خطأ شائع، لأن الهيرغليفية هي نظام الكتابة.
في الاستعمال الشائع تدل الهيرُغليفية المصرية على نظام الكتابة الذي استعمل في مصر القديمة لتسجيل اللغة المصرية والقيام بعمليات الجمع والطرح والحساب.
أقدم ما وصلنا مكتوبا بالهيرغليفية مخطوط رسمي ما بين عامي 3300 قبل الميلاد و 3200 ق.م. في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز إلى أصوات أولية للكلمات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت، من نبات وحيوان وأعضاءها ومصنوعات بشرية وغيرها. مثل الفم وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) أو الثعبان (فاي) ويؤخذ منها الحرف الأول (ف)، والبومة (م) والحدأة (أ)، كما استعملوا رموزا دخلت فيما بعد إلى الكتابة العربية مثل (هـ) و(و) و(ش).أخذوا أيضا أسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين : مثل البيت (بر) ، و العرش (ست) ، و الأرنب (ون) . كما استعملوا من بعض الكلمات ثلاثة حروف ، مثل : عنخ (ومعناها حياة) ، و حتب (ومعناها راضي أو قربان) ، و نفر ( ومعناها جميل) .
اصل الكلمة:
الهيرُوغليفية (من الإغريقية ἱερογλύφος)أو الميدو نتروا بالمصريه القديمه لأن هيرغليفيه كلمه اغريقيه و لكن المصريه هي ميدوا نتروا العلامات الروحانيه أو "النقش المقدس"، والمصطلح كما يستخدمه دارسوا نظام الكتابة يدل على فئة من نظام الكتابة التصويرية تندرج تحتها الكتابة الهيرغليفية المصرية ونظم كتابة أخرى منها المايا والكتابة الصينية في بداياتها.وكانت كلمة اله عند المصريين القدماء تعني mdw nṯrاشتقت كلمة "هيروغليفي" من الكلمتين اليونانيتين "هيروس" Hieros و"جلوفوس" Glophos وتعنيان "الكتابة المقدسة" إشارة إلى أنها كانت تكتب على جدران الأماكن المقدسة كالمعابد والمقابر و"الكتابة المنقوشة" لأنها كانت تنفذ بأسلوب النقش البارز أو الغائر على جدران الآثار الثابتة (المباني) وعلى الآثار المنقولة (التماثيل واللوحات..إلخ).