تابع صفحتنا ع الفيس بوك

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عــــــام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عــــــام. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

اسطورة الخلق

**اسطورة الخلق عند مختلف الاديان :-



في الاسلام والمسيحية يظهر ان الله خلق العالم في ستة ايام ثم استراح على العرش، وبالطبع خلق الكائنات في الايام الثلاث الاخيرة، في الاول الطيور ثم الحيوانات الارضية واخيرا البشر. اغلب الاديان لديها اساطيرها الخاصة عن كيفية بدء الحياة، بالرغم من انهم يجدون صعوبة في توضيح ماكان سائدا قبل الخليقة. الكثير منهم يصور الامر وكأن الله قام بتنظيم الفوضى التي كانت سائدة من اجل تحقيق الظروف المناسبة لبدء خليقة الانسان، حيث ارسل قوى الشر الى بوادي بعيدة من واجبهم البقاء فيها طالما ان الانسان يلتزم بالقواعد التي وضعها الرب.

عند شعب دوغون الافريقي : 

عند شعب دوغون (dogon) في دولة مالي بدأ الامر منذ البداية مع امما (Amma) الذي خلق النجوم من الطين ثم رماهم الى الاعلى. الشمس كانت كرة طينية ملتهبة تحيط بها حلقات من النحاس. القمر كان ايضا مثل الشمس ولكن الخالق حماه بالنار فترة اقصر مما فعل مع الشمس. الارض كانت ايضا قطعة من طين وكانت منطرحة على ظهرها، عندما رآها الله (Amma) قرر ان يضاجعها. ولكن فرجها انفتح وظهر منه بظرها مدورا ليتتطاول الى ان يصل الى وجه الله عز وجل، لذلك قام الله امما بقصه، ليكون التطهير الاول للمرأة.
نتائج المضاجعة الاولى مع الارض لم يكن توائم كما كان الله يتمنى ولكن ولد لهم ضبع. غير ان الله لم يفقد الامل، لقد اعاد المحاولة من جديد لتولد له الارض هذه المرة توائم مع بعض اسمهم نومو (Nummo) وكانوا لنصفهم على شكل الحية. لقد اعطوا امهم العارية تنورة من جلدهم، عليها كان مكتوب الكلمات الاولى من اللغة الاولى.
الله (امما) فقد الامل ان يستطيع خلق بشر على شاكلته من خلال مضاجعة الارض، فقرر ان يصنع بنفسه زوج من شبهائه من الطين. اولاد هذه المخلوقات كانوا يخلقون ولهم جهتين احداهما ذكر والاخرى انثى. فقط بعد عملية التطهير بقص اللحمة الزائدة للعضو الذكري وقسم من البظر في مهبل المرأة عندها يصبح كل منهما ذكر وانثى منفصلين ونقيين طاهرين
اسطورة الخلق عند شعب دوغون طويلة للغاية ومعقدة وتفاصيلها يعرفها فقط الكهنة، ولكن جوهرها قائم على توضيح صعوبة خلق انسان كامل وبدون اخطاء. وحتى عندما اضطر الله ان يخلقه بنفسه لم يستطع ان يخلقه كاملا، لقد اضطر الله ان يزعن للواقع ويطلب من الانسان ان يقص النقص الذي لم يستطع الله معالجته. من هنا جاءت عادة التطهير لإصلاح عجز الله.
طبقا لشعوب الـ" Boshongo " في وسط أفريقيا , فإنه في البداية كان يوجد ظلام , ماء , والإله العظيم " Bumba " فقط . في يوم ما , تسبب الألم في المعدة الذي عانى منه Bumba في تقيؤه الشمس . تسببت الشمس بعد ذلك في جفاف بعض الماء على الأرض مما سبب في ظهور اليابسة . بينما ما زال Bumba يتألم من معدته , تقيأ القمر , النجوم , وأخيرا بعض الحيوانات , النمر , التمساح , السلحفاة , وأخيرا الإنسان .

عند شعب الهنود الحمر : 

شعب الهنود الحمر المسمى هورون (Huron) عاش على ضفاف البحيرات الكبيرة الواقعة في مايسمى اليوم ولاية اونتاريو في امريكا الشمالية. اسطورة الخلق لديهم تحدثنا انه في البدء لم يكن هناك إلا الماء وبها كانت تعيش الحيوانات المائية. ولكن من عالم آخر فوقنا سقطت فجاءة فتاة شابة ليتلقفها بطتين طائرتين. هاتان البطتان استدعوا حيوانات البحر فلبت نداءهم سلحفاة بحر ضخمة، على ظهرها وضعوا الفتاة. مع بقية حيوانات البحر جرى عقد مجلس استشاري كبير لمعرفة مالعمل من اجل انقاذ الفتاة. لقد توصلوا الى ضرورة ايجاد ارض من اجل ان تتمكن من العيش عليها. السلاحف بدؤ بالغطس واخراج بعض التراب من الاعماق لتقوم الفتاة بلصقه حول السلحفاة ليصبح بعد فترة ارضا كبيرة ممتلئة بالزرع.
منذ لحظة سقوط الفتاة كانت حاملا بتوائم كلاهما كانوا من الذكور. احدهم كان خيرا والاخر كان شريرا قتل امه بولادته. بعد دفنها ظهرت النباتات الاكثر شهرة من جسدها المدفون، البطاطا من رأسها والذرة من صدرها والبن من اذرعها. ابناءها وزعوا الارض بينهم. الشرير خلق كافة الحيوانات الشرسة في حين خلق الخير جميع الحيوانات الجيدة
هذه الاسطورة التي تتوجه لعبادة الارض منتشرة عند كافة هنود شمال امريكا. الخالق فيها يقوم بمساعدة الانسان على بناء العلاقة على الارض وتحقيق الانسجام والتفاهم. هنا يأخذ الخالق شكل سلحفاة البحر. عند شعب اخر من الهنود الحمر المسمى Cheyennei يأخذ الخالق شكل احد انواع البط البري بأعتباره مصدر واساس الخليقة.

عند هنود المايا:

اليا يوجد حوالي 6.1 مليون من نسل شعوب المايا.
استوطنت شعوب المايا مناطق امريكا الوسطى.
تعددت حضارات المايا و دولهم و مستوطناتهم التي يعود اقدمها إلى حوالي ال 2000 قبل الميلاد.
سقطت آخر دول المايا على يد الغزاة الأوربيين (الإسبان) عام 1697.
تقول الأسطورة:
في البداية كان هناك بحر مظلم و هاديء. في هذا البحر كانت الآلهة موجودة: الخالق تساكول
(Tzakol)، الذي يعطي الأشكل بيتول (Bitol)، المنتصر تيبيو (Tepeu)، الحية ذات الريش الأخضر غوكوماتس (Gucumatz)، الصانعين الوم (Alom) و كاهولوم (Caholom) و قلب السماء او القوة البدائية هوراكان (Huracan).
تيبيو و غوكوماتس خلقا الأرض بأن نادهوا الى الوجود. ثم تشكلت الجبال و الوديان و السهول و انقسم المياه. ثم خلق هذان الإلهان الحيوانات. طالما ان الحيوانات لم تكن تستطيع الكلام و بالتالي لا تستطيع ان تعبد و تحترم خالقيها و لا تستطيع ان تطلب من خالقيها ان يتركوها على قيد الحياة قررت آلهة الخلق صنع البشر. و لهذا الغرض قاموا بعدة تجارب في خلق البشر.
صنعوه في المرة الأولى من الطين و لكنه كان رخوا و سائلا فأتلفوه.
في المرة الثانية صنعوه من من الخشب. عاش البشر المصنوعين من الخشب و استطاعو التناسل و لكنهم كانو بدون عقل اي انهم لم يستطيعو عبادة الألهة لذلك قرر الآلهة اتلافهم و ارسلو عليهم الفيضان و قضو عليهم.
في المرة الثالثة صنع الألهة البشر من حبوب الفاصولياء و القصب و لكن هذا النوع من البشر لم يكن يستطيع الكلام او التفكير و لذلك اتلفتهم الآلهة بأن ارسلت عليهم مطرا من صمغ الأشجار السائل و كذلك هاجمتهم الحيوانات و افترستهم حتى ان مقالي الطبخ قفزت الى وجوههم انتقاما منهم لأن البشر كانو يحرقون مقلاة الطبخ على النار.
في المرة الأخيرة صنع الآلهة 4 رجال من الذرة. هؤلاء الرجال الأربعة كانو مشابهين جدا للآلهة اي انهم كانو اذكياء مثلهم و كانو على علم بكل شيء و يريدون ان يعلمو كل شيء. لذلك قام الآلهة بتخفيض قواهم العقلية من اجل ان يكونو اقل مكانة من الآلهة.
خلال نوم الرجال الأربعة خلق الآلهة 4 نساء لهؤلاء الرجال و منهم جاءت القبائل كلها.
بعد ذلك تم خلق الشمس و النور (حتى ذلك الوقت كان الحياة تحدث في ظلام دامس)
الله يقسم نفسه الى ثلاثة عند الهندوس
خلال عام كامل عاش براهمان، الذي لايعتبر إلها ولكنه قوة مقدسة، في بيضة جيلاتينية في البحر الابدي (ليس مقصودا بحار الارض ولا زمن الارض). براهما نفسه هو الذي صنح البحر الابدي والبيضة الجيلاتينية التي في النتيجة خرج منها الى جانب القوى المقدسة الاخرى ناريانا (Narayana): الروح الاولى، بوروشا (Purusha): الانسان الاول، واخيرا براهما الذي يعتبر إله يعكس خصائص براهمان لتتلائم مع الانسان.. براهمان في نفس الوقت خالق ومخلوق. بعد سنة في البيضة خلق الكون بأسره والحياة فقط من خلال تفكيره ومن خلال إرادته.
من اجل ان تصبح الخليقة بشرية وانسانية وكاملة يجب التضحية بجزء من جسد بوروشا. جزء كبير من جسمه لن يمس ولكن فمه سيكون من حصة طبقة البراهما العليا واقدامه من حصة الطبقة الدنيا. القمر خلق من روح الانسان والشمس من عيونه، فمه اصبح النار ونفسه اصبح الرياح.
في هذا الدين يظهر بوضوح فكرة التضحية، حيث كان بوروشا الضحية الاولى وهو مرتكز اساسي في الاصول الاولى للدين الهندوسي. وبالرغم من ان التضحية في الديانة القديمة كانت بالانسان نفسه، اصبحت فيما بعد بأشكال رمزية من خلال التضحية بالهدايا والزهور والنقود. واسطورة الخلق الهندوسية توضح قاعدة التقسيم الاجتماعي السائدة في المجتمع الهندوسي بين طبقة عليا مفكرة وطبقة دنيا عاملة. وإضافة الى التضحية يظهر اصل الثالوث المقدس.
البيضة تشير الى بذرة الحياة ونقطة الانطلاق لبداية الخلق والخليقة والعالم عند شعوب مثل بولينيسك. Polynesisk.

اسطورة الخلق السومري: 

تكتب الدكتورة ايمان الراجحي: حسب اسطورة الخليقة السومرية، قد كان يطلق على الكون اسم (ان - كي)، وهي كلمة مركبة تعنى (السماء- الارض). في هذه الثنائية تعتبر (آن ـ السماء) رمز الذكورة، اما (كي ـ الارض) فهي رمزالانوثة، ومن اتحادهما ولد (انليل اله الهواء). ثم قام(انليل) بفصل المساء عن الارض، وجعل والده مستقلا بعيدا، في حين استحوذ هو على امه الارض و لعلكم ستلاحظون وجه الشبه مع عقدة اوديب والتى شغلت تفكير كل علماء النفس و اعتنقها (سيجموند فرويد) و صار من أكبر المروجين لهاوتستمر اساطير الخلق السومرية لتؤكد على دور الانثى الفعال، حيث نجد الالهة (ننليل) بعد ان تضاجع (انليل) تلد (القمر) وهوبدوره ينجب الشمس.......
و من خلال هذه الأسطورة نجد ان الآلهة الانثوية كانت دائما تمتلك الكلمة العليا، وكانت على درجة المساواة مع الآلهة الذكورية، ولم تكن مهمة الخلق موكولة باله واحد، اذ جاء (انكي) مكملا عمل اسلافه، حيث تناديه امه(نمو) بعد ان كان نائما:
(( يا ابنى قم واخلق لنا خدم للالهة لينتجوا اشباههم).. ثم اعطاها (انكي) وصفة من اجل خلق البشر. هكذا خلق البشر بطلب من الهة انثى...
وهذا ما يقوله انكي لها:
(( ايا امي ان المخلوق الذي نطقت بأسمه موجود
اربطي عليه صورة الالهة
اخلطي قلب الصلصال الذي فوق الغور
ان الخالقين الطيبين يكتفون بالصلصال
ان ننماخ الالهة الام سوف تعمل معك من فوق
والهة الولادة سوف تقف معك في خلقك
يا امي قرري مصير هذا الوليد
ان ننماخ(الهة الارض الام) سوف
تربط عليه قالب الالهة..)).
ان ((عينانا)) لدى السومريين والتي حملت اسم ((عشتار)) لدى الاكديين، هي الام العظمى ورمز الانوثة التى عبدت في كل البلاد، وفي البداية في جنوب العراق (منطقة الاهوار بالتحديد). انها كانت الرمز الانثوي للخليقة والمعبرة عن الخصب. كان اتحادها مع ((دموزي) ـ رمز الذكورة) يعنى عودة الحياة. من اوائل ما يصلنا عن شكل ((عينانا) ـ (عشتار)) كان عبر المزهرية الصخرية من جمدة نصر 3000ق م وفيها نجد ((عينانا)) واقفة وامامها رجل عاري يقدم لها سلة من النذور وخلف ((عينانا)) شعارها حزمتا القصب(الذي يكثر في اهوار العراق). وهذا رمز يصعب فهم مضمونه الا انه يعطينا الاحساس بالانوثة.((عينانا)) لا يختلف شكلها كثيرا عن حامل النذور الا انها ترتدي ملابس طويلة وشعرها طويل كذلك. نستطيع ان نفهم بان ((عينانا)) لم تكن تختلف عن الانسان الاعتيادي وقد منحت شكلا انسانيا بحتا، ولكن رموز الالوهية تحيطها وتبرز اهميتها وتجعلها مختلفة عن الكاهن او ربما المتعبد الذي يقدم لها سلة من الفاكهة. انتهى الاقتباس
ففي الأسطورة السومرية تصطفي الآلهة الإنسان "زيوسودرا " من دون البشر لتحمله أمانة الحياة على الأرض فتبلغه بنيتها في إغراق الأرض بالفيضان وعليه أن يبني سفينة ويجمع فيها من كل حيوانات الأرض زوجين. وفعل " زيوسودرا" ما أمرت به الآلهة. فتهب العواصف على الأرض وتغرق ويموت كل حي عليها عدا ركاب سفينة زيوسودرا الذي أطلق حمامة ولما عادت عرف أن الأرض مازالت تغمرها المياه، ثم أطلق طائر السنونو وأخيرا أطلق غراب فلم يعد فعرف أن الماء بدأ في الانحسار. وأمام هذا المجهود تكافئ الآلهة " زيو سودرا" بالخلود في عالم الخلود " دلمون". تتعاطف عشتار مع البشر وتعد البشر بعدم تكرار هذا الخراب الكوني فتعلق عقدها في السماء وهو قوس قزح الذي يظهر بعد المطر.
أما أسطورة الطوفان البابلية الأكثر اكتمالاً والتي جاءت في ملحمة جلجماش تقدم لنا أقدم صياغة حول الطوفان
في أثناء هيامه وبحثه عن الخلود يلتقي جلجماش مع الإنسان الخالد " أوتنابشتيم" الذي يحكي له قصته مع الطوفان الذي حدث في مدينته والذي كان سبباً في خلوده
شوريباك مدينة أنت تعرفها، تقع على نهر الفرات
لقد شاخت المدينة والآلهة في وسطها
فحدثتهم نفوسهم أن يرسلوا طوفاناً
وتصطفي بعض الآلهة أوتنابشتيم لصلاحه وتأمره ببناء سفينة يجمع فيها من بذرة كل ذي حياة، ثم ترسل الآلهة عاصفة مدمرة وبعد سبعة أيام استقرت السفينة على جبل " نصير" ويتكرر حدث إطلاق الحمامة والسنونو والغراب كما في النص السومري حتى عرف أن الماء انحسر عن الأرض، ثم يصب خمر القربان على قمة الجبل. وتعلق الربة عشتار عقدها في السماء ليكون علامة وذكرى للحدث ووعد بعدم تكراره ويحصل أوتنابشتيم وزوجته على الخلود نتيجة عملهم في إنقاذ الجنس البشري
ثم يرى الإله " انليل" الذي تسبب في الفيضان السفينة الناجية فيغضب وتحاول الآلهة أن تحد من غضبه وتلومه على فعلته
دون تفكير أجريت الطوفان، حمل المذنب ذنبه والآثم أثمه، أمهله حتى لا يفنى ولا تهمله كي لا يفسد، كنت تستطيع بدل الطوفان أن تسلط الأسود لتنقص عدد البشر.

اسطورة الخلق عند الفينيقيين:

أولاً- قصص الجيل الأول من البشر:

أ - الآباء : آدم وسلالته:

1- آدم:

إن قصة آدم في الفردوس الإلهي وقصته مع حواء والأفعى التي نرجح أن تكون (تيفون) لا نستطيع تأكيد ما إذا كانت كنعانية أم لا ... كذلك تبقى قصة السقوط من الفردوس إلى الأرض غامضة ، رغم أن هناك ما يشير إلى أن آدم هبط إلى جبل حرمون الكنعاني (جبل الشيخ) وأن ولديه قابيل وهابيل أقاما طويلاً شرقي الفردوس في سهل البقاع ويستدل على صحة هذا التقليد اليوم من قبور هابيل وقابيل وشيت المقامة في المحل المشار إليه(1) .
ويروي سانخونياتن رواية تحمل مؤثرات مصرية وإغريقية عن خلق الإنسانين الأولين وهما (يون = الدهر أو الزمن) و (بروتوجون = حواء البكر) ومنهما جاءت ذرية فينيقيا وعددهم مائتان ، فسموهم النور والنار واللهب ، وبعد ذلك أنجب هؤلاء الكنعانيون أولاداً ضخام الأجسام ، طوال القامات وسميت الجبال التي ملكوها بأسمائهم وهي قاسيون ولبنان وأنتيلبنان وبراتي(2) .

2- قابيل وهابيل :

هناك ما يروى عن أن دمشق كانت أرض آدم وأنها الأرض التي شهدت الجريمة الأولى : قتل قابيل لهابيل ، حيث أن اسم دمشق يعني شراب الدم إشارة إلى إراقة دم هابيل عليها .
وينتشر بين سكان جبل قاسيون شمال دمشق الاعتقاد بأن هذه الجريمة وقعت أعلى قمة الجبل ، وينسب القزويني لصخرة دمشق الكبيرة أنها كانت المكان الذي قدم عليه قابيل وهابيل قربانهما وحين لم يقبل قربان قابيل قام بقتل هابيل وسال الدم على هذه الصخرة التي تجاورها مغارة تسمى (مغارة الدم)(3) .

3- شيث :

أما شيث المقابل البشري للإله سيتون فهو الذي انحدر منه الجنس البشري بعد مقتل هابيل وفرار قابيل إلى منطقة بعلبك حيث بنى في هذه المدينة وسكن فيها البشر من نسله، وإذا اتخذنا من الرواية التوراتية مؤشراً فسيكون نسل الأنبياء والرجال الصالحين القدماء منحدراً من شيث مثل (أنوش ، قينان ، مهلئيل ، يارد ، أخنوخ متوشالح ، لامك ، نوح)(4) وبالطبع فإننا لا نعرف الأسماء الكنعانية الدقيقة المقابلة لهذه الأسماء والتي نرى أنها تشكل مع آدم وحواء وأبنائهما الجيل الأول من البشر الذين نحتتهم الذاكرة الكنعانية من تراثها أو من تراث من سبقها ممن كان يعيش معها في مناطق نزوحها الأول .

الخلق في الديانة الايزيديه : 

أربعاء الخلق

يَرِدُ ذكرُ الأربعاء في الميثولوجيا الإيزيدية على أنه "يومُ بداية النهاية": بداية الخلق ونهاية العَماء الكوني، بداية النظام ونهاية الفوضى. فهو يوم انتهاء الله من عملية الخلق وإنهائه لحالة الفوضى الكونية. فمن "دعاء الخليقة":
إلهي وَضَعَ الهيكل،
في السبت كساه،
وما إن حلَّ الأربعاءُ
حتى كانت الخليقةُ على أتمِّ حالها.
يُفهَم من هذه السبقة أن الأربعاء هو اليوم الذي أتمَّ فيه الآباءُ الأوائل للبشرية/الآلهة خلقَ العالم: فهو يوم كمال الخلق.(مقتبس عن الايزيدية والطقوس الدوموزية للكاتب هوشنك بروكا). ويشير الى ان الاربعاء هو يوم الراحة الاسبوعية ويوم زيارة الموتى (الذي هم احياء في مملكتهم). والالهة هي التي خلقت " البدايات"، بدايات كل شئ، ولذلك فهي تفرح في الاربعاء. والعالم الذي جرى خلقه على شكل بيضة، والبيضة رمز للبداية وللخلق. والاربعاء الحمراء في شهر نيسان تجري عملية الاخصاب بين الالهة، ليكون الخلق مستمرا وليكون شهر نيسان هو شهر البدايات.
ولهذا اعتُبِرَت المرأةُ "أمَّنا الأرض"، واعتُبِرَت الأرضُ "أمَّنا الأولى والمرأة الخصبة التي لا مثيل لخصوبتها" ( إبراهيم محمود، ،الجنس في القرآن ، رياض الريس للكتب والنشر، طب 1، لندن/بيروت 1994، ص 92.). من هنا كان التشاكل كبيرًا بين حراثة الأرض وبين حراثة الأنثى في ميثولوجيا الأديان الكبيرة. فهذه إنَّانا، الإلهة الأم السومرية، تعلن عن جوعها الجنسي وتدعو عشيقها دوموزي إلى حراثتها – حرث فرجها:
"أما من أجلي، من أجل فرجي،
من أجل الرابية المكوَّمة العالية
لي، أنا العذراء، فمَن يحرثه لي؟
فرجي! الأرض المروية، من أجلي،
لي، أنا الملكة، مَن يضع الثور هناك؟"
فيأتيها الجواب:
"أيتها السيدة الجليلة، الملك سوف يحرثه لكِ،
دوموزي الملك
سوف يحرثه لكِ."
فتجيب، جذلى:
"احرثْ فرجي، يا رجل قلبي." (نقلاً عن: صموئيل ن. كريمر، إينانا ودوموزي: طقوس الجنس المقدس عند السومريين، بترجمة نهاد خياطة، سومر للدراسات والنشر والتوزيع، طب 1، قبرص 1986، ص 92.)
لذا فإن إثم الإيزيدي في "حرث النساء"، أي الزواج، في الزمان النيساني هو تمامًا كإثمه في حرث الأرض. يقول تركي علي الربيعو:
فالحراثة في جميع الميثولوجيات القديمة، من حراثة الأرض إلى حراثة الفرج ("نساؤكم حَرْثٌ لكم فآتوا حرثكم أنَّى شئتم" [سورة البقرة])، هي فعل ديني مقدس.

اسطورة الخلق في الحضارة الفرعونية : 

في البدء لم يكن هناك إلا بحر هائج، هكذا تقول اسطورة الشعب الفرعوني المنقولة عن نون Nun من مصر القديمة. في هذا البحر كانت توجد قوى الخير والشر. قوى الخير تحوي البذرة لكل ماهو حي في حين قوى الشر كانت تقطن الحية العظيمة Apofis. ولكن في لحظة ما خرج الاله آتوم Atum من اعماق البحر رافعا معه الارض من رحم البحر . في نفس الوقت صعدت الالهة رع لتصبح شمسا. رع مع الإله آتوم انجبت طفلين هم شو آلهة الهواء والريح وتيفنوت التي كانت آلهة الخصب. ولكن كلا الطفلين اختفوا، فارسل الله " آتوم" عينه الالهية لتبحث عن الاطفال وعندما وجدتهم بكى الله من الفرح لتتحول دموعه الى البشر الاوائل. الاخوة شو وتيفوت احبوا بعضهم البعض ليتناكحوا ويحصلوا الى ابناء توائم، لتكون الاولى آلهة السماء نوت والثاني آلهة الارض جيب، ، وذلك من اجل المحافظة عليهم بعيدين عن بعضهم البعض حتى لايرتكبوا الخطأ الذي ارتكبه والديهم بالزواج من بعضهم البعض. ومع ذلك كان فراعنة مصر يتزوجون اخواتهم في سبيل التشبه بالالهة، إذ كان سائدا ان الالهة فقط يحق لها الزواج بالاخوة.
هذه الاسطورة توضح ان الاصل هو الفوضى ليأتي النظام مع الالهة، لذلك وجب احترام ممثلي الالهة على الارض ولي الامر وكهنته من رجال الدين. الامر الذي يوضح الجذور العميقة لاحترام القوانين القادمة من السماء لدى شعوب الشرق وتقديسهم لرجال الدين. كما توضح اسس مشتركة للاساطير التي يتزوج فيها الاخوة بعضهم البعض، إضافة الى اسطورة العالم المائي قبل الخلق. يمكن الاطلاع على اسطورة الطوفان المصرية هنا
وفي مذهب التاسوع بمصر القديمة في مدينة أون"/هليوبوليس/عين شمس الحالية عن قصة الخلق نجد إله الأرض الذكر "جب" و إلهة السماء الأنثى "نوت" ملتصقان كلا بالآخر بعد أن خلقا من الإله "آتم" ونتج من إلتصاقهما /تزاوجهما أربعة آلهة"أوزير" و"إست"(إيزيس) و "نبت حت"(نفتيس) و "ست" بعدها قام الإله "شو" إله الهواء بالفصل بين الأرض"جب" والسماء"نوت" حيث يبدو "جب" الذكر عاريا وقد رفع "شو" من فوقه أنثاه العارية"نوت" ! وهي اسطورة تتشابه للغاية مع الاسطورة البابلية، وتذكر بفتق السماء عن الارض، بعد ان كانتا رتقا.

الخلق عند شعوب استراليا : 

في البدء لم يكن هناك احد على الاطلاق على الارض. هكذا تقول الاسطورة عند شعب قبيلة كاراديري Karadjeri الاسترالية.
بالضبط في لحظة اقتراب الظلام من اليوم الاول خرج كلبين اخويين من باطن الارض لتبدء رحلتهم في الفيافي والبراري. خلال هذه الرحلة كانوا يغيرون بأستمرار احجامهم ونوعهم كحيوان. لقد اصبحوا ايضا بشرا بأحجام هائلة الى درجة ان رأسهم عانق السماء.
خلال الرحلة كان الكلبين يغنون عن النباتات والحيوانات التي يصادفوها، ويطلقوا عليهم الاسماء، لتصبح واقعا حقيقيا. بأغانيهم خلقوا الحية والكنغر واشجار الصبار وكافة الحيوانات. بعد ذلك اتجه الاخوة الى الشمال ليلتقوا ببشر ليس لهم اعضاء تناسلية. الاخوة الكلاب صنعوا اعضاء تناسلية من الفطر والصقوها بالبشر. لقد اعطوا البشر سلاحا بدائيا واعطوهم اداة يصدر عنها الاصوات كأصوات آبائنا الاوائل. بعد ذلك تحولوا الى حية ليختفوا في ثقب بالارض.
شعوب استراليا الاصليين يملكون العديد من اساطير الخلق ولكن جميعها يجمعها جامع مشترك انها حدثت في عصر الاحلام، حيث الارض كانت تغوص بالفوضى. لقد تحولت الى واقع فقط عندما بدأت ارواح الاجداد العظام تتجول في البراري لتتطلق الاسماء على ماتراه فيتحول الى حقيقة. كما يفسر لماذا هذه الشعوب تجرح الصبيان تحت قضبانهم التناسلية، وبالطبع لان الاجداد قرروا ذلك.

اسطورة الخلق عند شعوب الشمال :

تبدأ قصة الخلق عند شعوب الشمال الاسكندنافية بالادعاء بأن الكون كان غير كامل وكان على حافة ثقب عظيم كالفم الهائل. من هذا الثقب كان يخرج نهر عظيم في البيداء الممتلئة بالضباب ويتجه الى الشمال، في حين كانت تخرج شرارات ملتهبة بأتجاه الجنوب. عندما تمكنت الشرارات من إذابة الجليد تحولت القطرات الى انسان هائل، إنه الشرير يمير Ymer. لقد كان هذا الشرير خصب للغاية إذ ان جسمه كان يولد منه بأستمرار المزيد من الاشرار الهائلين.
المياه المذابة انتجت ايضا بقرة بأسم Audhumbla ، حيث قام الانسان الشرير بشرب حليبها بينما كانت هي مشغولة بلحس الحجر الملحي. وفجاءة نبت للحجر شعر ومن ثم رأس وفي النهاية ظهر رجل كامل منه. هذا الرجل اصبح الجد الاول للالهة اودن Oden, Vile, Ve. هؤلاء الالهة الثلاثة قتلوا آباهم الاول ، غير ان دماء الاب اغرقت جميع الالهة ولم يبقى إلا اثنان منهم: امرأة ورجل، ليصبحوا والدين لجيل جديد من العمالقة.
الالهة بنت حديقة بها شجرة عملاقة ، ارسلت اغصانها وجذورها الى جميع زوايا الارض. عند الشاطئ عثرت الالهة على قطعتين من خشب هذه الشجرة منهم خلقوا امرأة ورجل بأسم Ask, & Embla ، ليكونوا اول البشر.
اسطورة شعوب الشمال نموذج على الاساطير التي يجري الخلق فيها من اجسام اولية، كما انها نموذج على الاساطير التي يقتل فيها الانسان الاول خالقه ليتحرر من العبودية. وهذه الاسطورة ترينا كيف ان الاساطير تنطلق من الواقع المحلي فتستخدم البيئة المحلية في الابداع. ومع ذلك تتفق مع اسطورة إسلامية عن العماليق الاولى.

اسطورة الخلق عند شعب الصين القديم : 

يحكى انه في العهود الموغلة في القدم كانت السماء والارض صنوين لا ينفصلان، وكان الفضاء يشبه بيضة كبيرة، في داخلها ظلام دامس، لا يمكن من خلاله تمييز الاتجاهات. ونشأ في هذه البيضة الكبيرة بطل عظيم واسمه "بان قو" يفصل الارض عن السماء. واستيقظ بان قو بعد 18 الف سنة من النوم، ولم ير الا ظلاما حالكا، وشعر بحرارة شديدة حتى كاد يختنق، وكان يريد النهوض، لكن قشرة البيضة كانت تلف جسده بشدة، ولم يتمكن من مد يديه ورجليه، فغضب "بان قو" واخذ يلوح بفأس كانت معه ، وبعد ذلك سمع صوتا مدويا وانشقت البيضة فجأة، وتطايرت المواد الخفيفة والصافية الى الاعلى لتشكل السماء وسقطت المواد الثقيلة والعكرة الى الاسفل لتكون الارض.
وكان بان قو سعيدا جدا بعد انفصال الارض عن السماء، لكنه خاف من امكانية التقاء السماء والارض مرة اخرى في يوم ما، لذلك، وقف بين السماء والارض، وكان طوله يزداد عشرة امتار يوميا، ويزداد ارتفاع السماء وسمك الارض عشرة امتار يوميا ايضا، وبعد 18 الف سنة، اصبح بان قو عملاقا، وبلغ طوله 45 الف كيلومتر، وهكذا استقرت السماء والارض آخيرا، ويشعر بان قوه بالتعب الشديد لكنه مطمئن نسبيا، اما الاسطورة فقالت ان جسده الضخم انهار فجأة.
وبعد وفاة بان قو، اصبحت عينه اليسرى الشمس الحمراء، واصبحت عينه اليمنى القمر الفضي، وتحولت انفاسه الآخيرة الى رياح وسحب، واصبح صوته الاخير هدير الرعد، واصبح شعره ولحيته نجوما متلألئة، وتحول رأسه واطرافه الاربعة الى اربعة اقطاب للارض وجبال شامخة، وتحول دمه الى انهار وبحيرات، واصبحت عروقه طرقا، واصبحت عضلاته اراضي خصبة، واصبح جلده واوباره ازهارا واعشابا واشجارا، واصبحت اسنانه وعظامه معادن واحجارا كريمة، وتحول عرقه الى امطار وندى، ومن هنا تقول الاسطورة ظهور الدنيا.

التطبيق الاندرويد للمجلة

بسم الله الرحمن الرحيم 




من واقع تميزنا عن الاخرين فى مجلة رابطة شباب كلية الاثار التى تقدم كل يوم لكل متابع محب للاثار معلومات ومقالات وكتب وصور عن مجال الاثار اكثر من رائعه 

اردنا اليوم انا نقدم لكل متابع لنا على الموبيل امكانية جديدة وهى تطبيق اندرويد تستطيع من خلاله ان تتصفح كل اخبار ومقالات المجلة بكل سهولة عن طريق هذا البرنامج صغير الحجم الاكثر من رائع 

البرنامج يتيح لك امكانيه التنقل ما بين كل صفحات المجلة دون التعب الذى يظهر عند استخدامك اى متصفح لذلك اذا كنت من متابعينا عليك تحميل هذا البرنامج على موبيلك الخاص واستمتع بكل ما هو جديد 

الجمعة، 11 يوليو 2014

اهمال الاثار فى محافظة سوهاج


إذا كانت محافظة سوهاج تضم اكثر من40 موقعا أثريا مهما يمكنها استقبال نحو15 ألف سائح يوميا, فإن المفتوح أمام الزيارة لايتجاوز موقعين فقط ولا يزيد عدد السائحين علي11 ألفا سنويا. هذه الأرقام تثير تساؤلا لابد منه: لماذا لاتفتح باقي المواقع الأثرية والمعابد الفرعونية أمام السائحين لترويج السياحة من ناحية وتشغيل الآلاف من أبناء المحافظة من ناحية أخري ومنع سرقة الآثار والاتجار فيها من ناحية ثالثة.فسوهاج تلك المحافظة الفقيرة في مواردها الغنية بآثارها مازالت كنوزها الضخمة الاثرية إما مدفونة أو مهملة وعرضة للسرقة, والمكتشف منها مغلق أمام السائحين فمن بين اربعين موقعا لم يتم التصريح سوي بزيارة موقعين فقط فاصبح لايزورها إلا عشرة آلاف سائح سنويا رغم انها تستوعب ضعف هذا الرقم يوميا.المسئولون اكدوا ان العجز عن تدبير التمويل اللازم وراء تعطيل المشروعات الأثرية بداية من نقل جبانات أخميم المبنية علي معبد رمسيس الثاني وصولا إلي تعطيل إنشاء المتحف لتترك آلاف القطع الاثرية مكدسة بالمخازن وعرضة للهلاك والسرقة.
ورغم مرور نحو30 عاما علي اكتشافه مازال معبد رمسيس الثاني يستغيث لانقاذه من تحت مقابر أخميم المنسية.بكثير من السخرية والاستغراب استقبل المواطنون استفساراتي حول موضوع تأخر نقل جبانات أخميم لاكمال الكشف عن معبد رمسيس الثاني, متسائلين: وهل بقيت آثار تحت المقابر؟!وقال لي سائق التاكسي الذي ركبت معه للوصول الي اخميم إن المدينة تحولت خلال سنوات الي ابراج سكنية ووصل سعر المتر الي اربعة آلاف جنيه.. كل هذا الثراء من فلوس بيع الآثار!فقلت له: وماهو الدليل علي أن ذلك من فلوس الآثار كما تقول؟! فقال مستغربا: يا استاذ اذا كان هناك شخص لم يكن أي شيء.. وفجأة اشتري شقة بمليون جنيه وسيارة بربع مليون جنيه فمن أين له هذا؟!المواطنون في اخميم يرفضون الخوض في الحديث عن الأثار مع الغرباء وقال لي احد مسئولي الاثار بسوهاج ـ فيما بعد ـ ان الناس اصابها هوس البحث عن الاثار والجميع يلهث وراء الثراء السريع الفاحش.والغريب ان الشائع لدي المواطنين تورط شخصيات بارزة وعامة وعائلات كبيرة بالمحافظة في تجارة الآثار.. بل يتهمون هؤلاء بانهم وراء تأخر عمليات الكشف الاثرية في المحافظة, وفي مقدمة تلك المواقع نقل مقابر اخميم لان هؤلاء يقومون حاليا باعمال حفر وتنقيب وسرقة للاثار الموجودة تحت هذه المقابر..وإن كانت تلك الاتهامات لايؤكدها أي دليل مادي قوي لتصبح حقيقة وليست مجرد شائعة.. إلا أنها تطرح تساؤلا مهما: أين أعضاء مجلسي الشعب والشوري من المطالبة بالانتهاء من اعمال الكشف الاثري؟ ولماذا لايضع المسئولون بالمحافظة هذه الاكتشافات في مقدمة أولوياتهم؟لذلك قد يكون الاتهام باطلا وقد يكون به شيء من الحقيقة والتي إن صحت تكون هي الكارثة بمعني الكلمة.

تفاوت الاهتمام وبعقلية الخبير الذي ينظر الي الامور برؤية عامة ويعرف الحجم الحقيقي للمأساة التي تعيشها تلك الآثار المدفونة والمهملة يقول الدكتور عبدالحليم نور الدين الامين العام السابق للمجلس الاعلي للاثار ان لدينا حوالي ألف موقع أثري في مصر إلا أن المسئولين سواء بوزارة الثقافة أو المجلس الاعلي للاثار لايعطون الاهتمام إلا لحوالي150 موقعا في سقاره والجيزة والاقصر علي حساب لنحو850 موقعا آخر لاتقل اهميتها التاريخية عن تلك المواقع.وأرجع السبب في ذلك إلي أن المواقع التي تلاقي الاهتمام من جانب المسئولين هي مواقع ذات إهتمام إعلامي وسياحي, مطالبا في ذلك الصدد بضرورة قيام المسئولين بوضع رؤية واضحة وجادة فيما يتعلق بالترميم والاكتشافات دون تفرقة بين منطقة وأخري وتقوم تلك الجهات بالالتزام الكامل بتنفيذ تلك الرؤية والتي تصب في النهاية في زيادة الرواج السياحي الي جميع محافظات مصر الغنية بكنوزها الاثرية المهمة.

وأوضح الامين العام السابق للمجلس الاعلي للاثار ان اخميم بما فيها من كنوز اثرية بل محافظة سوهاج بالكامل تأتي ضمن المناطق الأثرية المنسية الأمر الذي أدي الي تراجع عدد السياح بها ليصل الي نحو ألف سائح سنويا في حين وصل عدد الذين زاروا معبد أبيدوس خلال عام1990 الي حوالي150 ألف سائح وهو موقع من عشرات المواقع الاثرية في سوهاج والتي اذا وجدت الاهتمام اللائق بآثارها فيمكن ان يصل عدد السائحين اليها في اليوم الواحد الي خمسة عشر ألف سائحبما يعني زيادة دخل المحافظة وتوفير فرص العمل لآلاف الشباب بها, خاصة أن تلك المحافظة تحتوي علي مناطق أثرية فريدة مثل العرابة المدفونة ومعبد ابيدوس ومعبد سيتي الاول وضريح الاله ايزوريس اله الخير في مصر القديمة والذي كان يعد مقصدا للحجاج في عهد الفراعنة من جميع انحاء العالم وغيرها من المواقع الاثرية ذات الشهرة العالمية.

قصة اكتشاف المعبد وللاقتراب اكثر من حقيقة الوضع كان لابد من لقاء زين العابدين علي دياب مدير عام آثار سوهاج ومكتشف معبد رمسيس الثاني اسفل مقابر اخميم والذي جاء حديثه ما بين الحماسي حينما تذكر قصة كشفه للمعبد وقت أن كان مفتشا لاثار أخميم عام1981 وما بين اليأس بعد أن طال انتظار عمليات الكشف عن المعبد وحتي الآن لم تتم عملية نقل الجبانات يقول: إنه خلال الفترة من28 سبتمبر1981 حتي6 اكتوبر1981وركزت جميع وسائل الاعلام علي هذا الكشف الضخم إلا ان مقتل الرئيس الراحل انور السادات يوم6 اكتوبر جعل الجميع ينشغل عن هذا الكشف وتواري عن الانظار حتي عام1991 عندما تم الكشف عن تمثال مرت امون ابنة الملك رمسيس الثاني( الاله أتوم) اله الشمس وله تمثال ضخم محطم بجوارها نعمل حاليا علي ترميمه بالاضافة الي قطع اثرية عديدة اخرها تمثال للملك رمسيس الثاني وللكهنة,وفي نهاية عام1991 تم الكشف عن ظهر لتمثال ضخم جدا للملك رمسيس الثاني وتم ايقاف العمل وبعد عمليات الحفر للكشف عن التمثال وجد انه بالفعل للملك رمسيس الثاني وهو جالس علي العرش بارتفاع اكثر من13 مترا فاصدر محافظ سوهاج في ذلك العام(1991) قرارا بنقل الجبانات واختيار موقع بديل بعيدا عن المنطقة الأثرية.
ويضيف مدير اثار سوهاج إن ضخامة تمثال الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر قرابة67 عاما يدل علي اتساع المعبد المدفون تحت مقابر اخميم ويؤكد ان المنطقة غنية جدا بالآثار والتماثيل الضخمة وان مدينة اخميم بالكامل تطفو فوق بحيرة من الآثار, ورغم أهمية الموقع فإن مدير اثار سوهاج استبعد امكانية نقل مدينة اخميم بسبب مصاعب التمويل والعجز عن توفير ما يكفي لنقل الجبانات موضحا انه سبق وتم تخصيص1500 فدان لنقل المدينة إلا ان هذا المشروع لم ينفذ.وحول المواقع الأثرية الموجودة في سوهاج أوضح زين العابدين ان سوهاج بها اكثر من40 موقعا اثريا مهما والمسموح بزيارته من جانب السياح موقعين فقط هما ابيدوس واخميم وباقي المواقع مغلقة إما بسبب الاكتشافات أو لأسباب أخري.

وزيادة علي ما ذكره زين العابدين علي دياب فهناك مواقع لا حصر لها مدفونة تحت التراب في المدينة البطلمية الوحيدة التي لم تكتشف وترقد اسفل مدينة المنشأة كما يوجد ايضا معبدان اسفل قرية كوم أثريب بجوار أخميم ومعبد ترجان أسفل أخميم بالاضافة الي العديد من الآثار المهددة بالغرق او الانهيار والسرقة.
الاعتمادات المالية نعود الي قضية نقل جبانات أخميم لمعرفة السبب وراء تأخير تنفيذ تلك العملية حتي الآن حيث يقول رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التعمير بجنوب الصعيد التابع لوزارة الاسكان والمشرف علي عملية النقل يقول ان مشروع نقل الجبانات يقوم علي بناء10062 مقبرة منها7002 مقبرة جماعية( حوش) و3060 مقبرة فردية بالاضافة الي مسجد ومكان لإقامة الحفارين بتكلفة حوالي32 مليون جنيه وكان المفترض ان يبدأ التنفيذ منتصف عام1998 وينتهي خلال ثلاث سنوات, وتكون المقابر البديلة علي مساحة70 فدانا بحي الكوثر بموقع يبعد حوالي6 كيلو مترات عن المقابر الحالية ولكن لم يتم التنفيذ بسبب صعوبات التمويل.
وفي عام2002 طالبت المحافظة بضرورة إعادة التصميمات لتقليل التكاليف وتم تكليف كلية الهندسة جامعة القاهرة بهذا الأمر, وتم اعداد دراسة قللت التكلفة الاجمالية من50 مليون جنيه الي حوالي40 مليونا وفي شهر فبراير عام2002 وافقت وزارة الاسكان علي تلك الدراسة وفي شهر ابريل عام2003 تم استئناف العمل مرة أخري طبقا للدراسة الجديدة وتم توفير اعتمادات مالية علي فترات إلا ان عدم الالتزام بتوفير تلك الاعتمادات من جانب الجهات المسئولة عن التمويل وهي وزارة الثقافة( المجلس الاعلي للاثار) أدي الي تعثر المشروع اكثر من مرة.و جار دراسة موقف الشركة المنفذة للمشروع لاستكمال الاعمال المتبقية طبقا لاسعار السوق الحالية حيث انتهت الشركة من تنفيذ القيمة التعاقدية مضافا اليها25% تعويضات تحرير سعر الصرف وان الاعمال المتبقية في المشروع طبقا للدراسة المبدئية ستصل تكلفتها لحوالي30 مليون جنيه وفرت منها المحافظة بمعرفة وزارة السياحة3.5 مليون جنيه فقط.

متابعة دورية يستكمل رئيس منطقة تعمير سوهاج ان الجهاز التنفيذي لمشروعات التعمير مفوض من قبل المحافظة بالاشراف علي تنفيذ المشروع وهناك متابعة دورية لما يتم انجازه ويتم اعداد تقارير اسبوعية تصل الي المحافظة ووزارة الاسكان وتم الانتهاء من بناء جميع المقابر الفردية البالغ عددها3060 مقبرة اما المقابر الجماعية فقد تم الانتهاء فقط من5200 مقبرة من اجمالي7002 مقبرة بنسبة تنفيذ74%.

BY : AMIRA MOHAMED

كنوز الفراعنة تختفي تحت المقابر نقل جبانات أخميم.. حلم متعثر !


كنوز الفراعنة تختفي تحت المقابر نقل جبانات أخميم.. حلم متعثر!
الأثرية والبلطجية ينهبون الآثار والشرطة تتفرج....


فىغياب الامن.. كل شىء مستباح .. حتى آثار مصر العريقة
عندما يتردد اسم قرية " دهشور" يتصور البعض انها مجرد منطقة صحراوية جنوب الجيزة ..لكن الحقيقة أنها موطن يعج بالكنوز . فدهشور قرية اثرية نادرة ،لم تبح بكل اسرارها حتي الان ويؤكد المتخصصون أنها تحتوي علي تراث فريد يعود للدولة القديمة والوسطي ،حيث يوجد بها خمسة أهرامات ، هرمان للمك سنفرو وثلاثة اهرامات أخري لفراعنة الدولة الوسطي بالإضافة إلي العديد من الجبانات التي بنيت بالدولة القديمة والوسطي والتي تتمتع بتصميمات البناء الفريدة التي تعود لهذه العصور .
هذه المنطقة الاثرية النادرة تتعرض منذ الانفلات الامني لاعتداء غاشم من الجهلاء الذين لايقدرون مدي الجرم الذي يرتكبونه في حق المنطقة ومصر الفرعونية بملوكها العظام حيث تجرأ بعض الاهالي والافراد علي هذه الاراضي الاثرية الفريدة في ظل تراخ وتكاسل من قبل الجهات الامنية وقاموا بالاستيلاء عليها دون اي اكتراث لما تمثله من قيمة تاريخية لمصر والعالم أجمع.
»الأخبار« زارت المنطقة لرصد تفاصيل الاعتداء الثلاثي الغاشم علي آثار مصر علي أمل أن يتحرك د . وزير الآثار لانقاذ آثار مصر قبل أن تندثر تحت زحف العشوائيات .

واذا أردنا التعرف أكثر علي تاريخ منطقة دهشور الاثرية فنجد أنها تقع علي بعد نحو 10 كيلو مترات جنوب منطقة سقارة وتوجد بها مجموعة من الأهرامات، أهمها هرم دهشور الشمالي وقد بني فيها الملك سنفرو اثنين من أهراماته الثلاثة وهما الهرم المنحني والهرم الأحمر، وكان الأخير أول هرم كامل في مصر. وفي الدولة الوسطي قام بعض ملوك الأسرة الثانية عشرة وهم أمنمحات الثاني، وسنوسرت الثالث وأمنمحات الثالث بتشييد أهراماتهم هناك، وفي هذا المكان شيد الملك سنفرو أول فراعنة الأسرة الرابعة مجموعته الهرمية، كما أسس أسرة ملكية جديدة، وقد تزوج الملكة حتب حورس التي عُثر علي أثاثها الجنائزي المعروض حاليا بالمتحف المصري في بئر بجوار هرم ابنها خوفو صاحب الهرم الأكبر بالجيزة.
وهرم سنفرو الشمالي هو أول هرم كامل بحالته في مصر وثاني أضخم هرم بعد هرم خوفو، وتم تشييده من الحجر الجيري المستخرج من المحاجر المحلية ويبلغ طول كل ضلع من أضلاع القاعدة نحو 220 مترا، أي أنه يقل فقط 10 أمتار عن طول هرم خوفو كما يبلغ ارتفاعه 99 مترا، وزاوية ميله 43.40 درجة وهي زاوية تقل كثيرا عن زاوية معظم الأهرامات التي بنيت بعد عصر سنفرو، والتي تبلغ غالبا نحو 52 درجة مما جعل له مظهرا خاصا.
والهرم الجنوبي الذي يطلق عليه الهرم المنحني الذي يقع علي مسافة كيلومترات جنوبي الهرم الشمالي ولذا سمي بالهرم الجنوبي، وهو مشيد من الحجر الجيري المحلي وله كساء من الحجر الجيري الأبيض والهرم مربع القاعدة وطول كل ضلع من أضلاعه 188.60 متر وارتفاعه 101.15 متر.
وبفضل تلك الآثار الفرعونية العريقة صارت دهشور موقعًا مهمًا من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام 1979.
مدافن فوق الآثار
بدأت قصة التعدي علي المواقع الاثرية في دهشور واللشت منذ قيام ثورة يناير، حيث قام عدد كبير من أهالي القري المجاورة بالزحف علي المنطقة الأثرية، واقامة مدافن ومبان وقامت هيئة الآثار بعمل عدة محاضر لهم بالتعدي علي المنطقة الأثرية، ومنذ تلك اللحظة ومن حين إلي آخر يقوم الأهالي بالتعدي علي المنطقة الأثرية دون اكتراث أو اهتمام بماتضمه من آثار تاريخية وماتتمتع به من حظر الاستخدام الخاص باعتبارها منطقة اثرية.
محاضر بالعشرات
وأكد أحد قيادات شرطة السياحة بالمنطقة - رفض ذكر اسمه - انه قد تم عمل 171 محضرا للتع ر وارتفاعه 101.15 متر.
وبفضل تلك الآثار الفرعونية العريقة صارت دهشور موقعًا مهمًا من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو منذ عام 1979.
مدافن فوق الآثار
بدأت قصة التعدي علي المواقع الاثرية في دهشور واللشت منذ قيام ثورة يناير، حيث قام عدد كبير من أهالي القري المجاورة بالزحف علي المنطقة الأثرية، واقامة مدافن ومبان وقامت هيئة الآثار بعمل عدة محاضر لهم بالتعدي علي المنطقة الأثرية، ومنذ تلك اللحظة ومن حين إلي آخر يقوم الأهالي بالتعدي علي المنطقة الأثرية دون اكتراث أو اهتمام بماتضمه من آثار تاريخية وماتتمتع به من حظر الاستخدام الخاص باعتبارها منطقة اثرية.
محاضر بالعشرات
وأكد أحد قيادات شرطة السياحة بالمنطقة - رفض ذكر اسمه - انه قد تم عمل 171 محضرا للتعديات علي المنطقة الاثرية وتولت النيابة الامر ونحن بانتظار صدور احكام قضائية بازالة التعديات لتنفيذها فورا حفاظا علي آثار الاجداد الفراعنة وتاريخ مصر العريق واوضح ان الاراضي التي اعتدي عليها الأهالي بمنطقة آثار دهشور تم استخدامها لإقامة مقابر عليها لدفن الموتي مع انها تمثل امتدادا لمعبد الوادي وقد يكون بها آثار ثمينة ويجري حاليا القيام بعمل مجسات وحفريات للتعرف علي مدي احتوائها علي اثار من عدمه، واشار إلي أن السبب في اصرار الاهالي علي بناء مقابر بهذه المنطقة الاثرية علي الرغم من انه غير مسموح بالبناء عليها ان المقابر الخاصة بهم في "منشية دهشور" لم تعد تكفي وتحتاج الي توسعة فقام الاهالي بالتوسع علي حساب المنطقة الاثرية ضاربين عرض الحائط بالقيمة التاريخية لها.
واضاف ان منطقة دهشور الآن تتبع وزارة الدولة لشئون الاثار بينما كانت تتبع سابقا القوات المسلحة وهو ما يتطلب تعاون الجهات العسكرية والامنية مع الاثار والمحليات لازالة التعديات تماما بل واتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لمنع وقوع اي تعديات جديدة.
الجيش هو الضامن

ويقول حارس هرم "سنفرو" انه يقوم بحراسة المقبرة منذ 10 سنوات وان منطقة دهشور بوجه عام كانت مؤمنة تأمينا شديدا لوجود معسكر تدريب للجيش ولأنها كانت تابعة للقوات المسلحة وهو ما جعلها في حماية قوات الجيش عشرات السنوات ولكن بعد قيام الثورة اصبحت تحت حراسة الشرطة فقط ومع ندرة السائحين بسبب ظروف البلاد السياسية والامنية تم اهمال المنطقة ولم تعد تحظي بقدر كاف من الاهتمام او التأمين او التجميل، وابدي حزنه الشديد تجاه ما يحدث من اعتداء بعض الافراد علي الاراضي الاثرية حيث ان الآثار المصرية تراث بلدنا الحقيقي وهو ما يجعل للبلاد قيمة بين دول العالم، واضاف قائلا ان بناء المقابر بدهشور أو بالاخص منطقة الجبل الاسود بدأ منذ عشرات السنوات وكانت تسمي منطقة "الجبانة" اي المقابر لكن منذ قيام ثورة يناير فوجئنا بعدد من اهالي القري المجاورة لقرية دهشور يقومون بالتوسع في بناء مقابر لذويهم وبل وقاموا بتوسيع المساحات وزيادة اعدادها بطريقة تثير الذعر والخوف علي الاثار العريقة الموجودة بالمنطقة، خاصة انهم ليسوا من المنطقة ولم يستطع احد ردعهم حتي الآن.
الأثار في خطر
"نائب رئيس قطاع الآثار المصرية" اكد ان بناء الجبانات أو القبور في المناطق الأثرية غير قانوني في الأساس مشيرا إلي أن المخالفات المستمرة بالتعدي علي الأراضي الأثرية في معظم أنحاء الجمهورية مثل بني سويف والبحيرة واسوان وأخيرا دهشور واللشت مؤشر خطر علي سمعة مصر وكنوزها الاثرية، وأضاف عبد المقصود انه علي الرغم من قيام شرطة السياحة بدورها إلا أنه لابد من تكاتف الجيش والشرطة والأهالي الوطنيين للقضاء علي هذا النوع من التعديات علي الاثار باعتبارها تمثل حضارة المواطن المصري والحفاظ عليها واجب قومي.
كينونة شعب
واشار "رئيس قطاع الآثار المصرية" الي أن سرقة الأراضي الأثرية موجود قبل الثورة ولكنه زاد في الفترة الأخيرة بسبب الانفلات الأمني، فما يحدث في دهشور من استيلاء علي الأراضي وبناء المقابر علي تلك الأراضي الأثرية لهو دليل واضح علي الحفر وسرقة الآثار في تلك المنطقة مشيرا إلي أن السياح يأتون من انحاء الدنيا لمشاهدة الآثار المصرية العريقة لكننا للاسف نراها تنهب الآن من قبل جهلاء مع انها تمثل تراث أمة وكينونة شعب ولابد من النظر بعين الاهتمام من قبل الدولة لتأمين الاثار حتي لاتتكبد المزيد من الخسائر فهي قضية لاتقل اهمية عن قضايا الامن القومي مؤكدا ان ضعاف النفوس يدمرون تراثهم بأيديهم ويحاربون انفسهم , فيجب علينا التكاتف والتناسق والاهتمام بين كل المسئولين والجهات المعنية للخروج من هذه الأزمة.
توفير الأمن
واكد أمين عام قطاع الاثار المصرية ان غياب الامن وعدم تسليح الشرطة بالاسلحة الكافية الفعالة هو السبب في تجرؤ بعض الاهالي والتمكن من فرض السيطرة علي هذه المناطق بل والتصدي لمن يتعرض لهم، بالاضافة الي ان غياب التمويل الكافي من الوزارة واهمال بعض المناطق مما ادي الي زيادة التعديات بل وقيام البعض بزيادة المساحات بشكل جنوني وهو ما قد يعرض هذه الاثار للسرقة والدمار. واشار الي ان الوزارة كانت تواجه العديد من الصعاب والتحديات وانه قد تم عمل جلسة عرفية مع اهالي دهشور والقري المجاورة لها لحل الازمة منذ اربعة اشهر، وتم الاتفاق علي صرف 50 ألف جنيه من خزانة الوزارة لعمل مجسات للارض للتأكد من وجود شواهد اثرية من عدمه.
واكد ان انقاذ منطقة دهشور من التعديات يتوقف علي تضافر 3 جهات هي القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الدولة لشئون الاثار، لكي تكون مهمة القوات المسلحة والشرطة توفير الحماية الازمة ووزارة الاثار تقوم بتقديم الدعم الفني وامداد الاماكن والشواهد الاثرية بالعلماء والخبراء المدركين لقيمة هذه الاثار ولذلك لان الاثار من مشاهد الامن القومي وهو ما يحفظ لمصر مكانتها وقيمتها بين دول العالم أجمع.

BY : AMIRA MOHAMED

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

عودة ثماني حشوات خشبية تعود إلي العصر الإسلام



عودة ثماني حشوات خشبية تعود إلي العصر الإسلامي
تتسلم وزارة الآثار والتراث، من إدارة العلاقات الثقافية بالخارجية المصرية ثماني حشوات خشبية تعود إلي العصر الإسلامي، والتي تم استردادها من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، بعد أن نجحت مصر في انتزاع حكم قضائي من إحدى المحاكم الدنماركية بأحقية مصر في استردادها، و قد صرح ا.د. ممدوح الدماطي وزير الآثار والتراث. مشيرًا إلى أن وزارة الآثار والتراث سوف تتسلم أيضًا قطعة أثرية يبلغ طولها 19 سم، تم استعادتها من فرنسا، وهي عبارة عن جزء من غطاء مومياء مصنوع من مادة جصية وقماش الكتان (كارتوناج)، ومدون عليه ثلاثة سطور بالكتابة الهيروغليفية بالقاب المتوفي، كانت مسروقة من مخزن بعثة اللوفر بسقارة عقب أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وتم رصدها في باريس ونجحت جهود وزارة الآثار والتراث في استردادها.
من جانبه قال الأثري مدير عام ادارة الآثار المستردة أن الحشوات الخشبية التي تم استعادتها من الدانمرك كانت قد سرقت في عام 2008، من المنبر الخشبي الخاص بمسجد جانم البهلوان ''833 هـ ، 1429 م''، بمنطقة الدرب الأحمر بمنطقة جنوب القاهرة الإسلامية، مشيرًا إلى أن تلك القطع تبلغ أبعاد اكبرها (150 × في 50 سم)، بينما يبلغ ابعاد القطع الأخرى (10سم × 20 سم تقريبًا)، موضحًا إن ملابسات القضية تعود إلى عام 2008، حين تم اكتشاف واقعة السرقة، والتي على أثرها تم تحرير المحضر رقم 3754 جنح الدرب الأحمر من قبل المسئولين عن المنطقة الأثرية آنذاك، وأضاف أن الخارجية المصرية تلقت في عام 2012، إخطارا من سفارتنا في كوبنهاجن يفيد بأن الشرطة الدانمركية تمكنت من ضبط الحشوات الأثرية ضمن مشمول طرد بريدي تم إرساله من الولايات المتحدة إلي سويسرا عبر الدنمارك. وافاد أنه لاستعادة تلك القطع الأثرية حركت مصر دعوى قضائية امام احدى المحاكم الدنماركية، لأثبات احقيتها في تلك القطع، والتي قضت بإعادة قطعة واحدة، وتم استئناف حكم اول درجة امام محكمة الاستئناف الدنماركية والتي قضت بأحقية مصر في استعادة القطع الأثرية الثمانية.


BY : AHMED KASPR

الوعي الأثري أهميته ووسائل نشر



إذا أرادت أمة أن تحافظ على تراثها الأثري، فلن تجد أفضل من الوعي الأثري سياجاً يحتضن هذا التراث، وكم يحتاج هذا التراث الأثري ويتطلع إلى هذا الوعي، ويتلهف على إيجابية اليوم وغداً. ويعني الوعي الأثري في أبسط كلمات إدراكاً حقيقياً لمعنى التراث وأهميته وقيمته، وهو من إنجاز الأجداد القدماء. ويفتح هذا الإدراك كل السبل أمام العناية والمحافظة على هذا التراث، ومن ثم يتبنى هذا الوعي الأثري على مستوى الجماهير كل موجبات البحث والاهتمام بهذا التراث الأثري المعروف، وكل ما نتوقع الكشف عنه باعتباره المصدر الأساسي والبكر لكتابة التاريخ الصحيح الذي يجسد مبلغ اجتهاد أولئك الذين خلفوا هذا التراث، وهم الأجداد المتحضرون.
ويعتبر الوعي الأثري- عندما ينتشر على مستوي الجماهير العريضة من أبناء الشعب- خير تعبير بالفعل عن مبلغ ما وصل إليه التحضر عند الشعب. وخير أمة أو خير شعب هو الذي يمتلك الوعي الأثري، ويقدر تراث الأجداد، ولا يفرط فيه أبداً. وخير أمة أو خير شعب متحضر هو الذي يحافظ على هذه الثروة الأثرية، ويعكف على دراستها، وإتاحة الفرصة للآخرين للتعرف على قيمتها من وجهة النظر الحضارية.
ولا يبلغ الشعب هذه المرتبة من الوعي من غير أن يعي تماماً أن من لا ماضي له لا خير في حاضر له. بل ويجب أن تبقى جذور الحضارات القديمة قوية ثابتة ونابضة بالحيوية في الأرض الطيبة التي نبتت فيها. ومن غير الوعي الأثري (الذي يجسد معني المحافظة على الجذور الحضارية) يغيب عن الشعب فهم الحقيقة التي تقول إن صياغة وبناء الحاضر لا يمكن أن تنبني إلا على أساس هذه القاعدة الحضارية الراسخة العريقة. كذلك الأمر إذا غابت عنه أيضاً الحقيقة التي تؤكد على أن قوة وأصالة الحاضر الحضاري – التي لا تنفصل عن جذور الماضي الحضاري- تبث القوة والعزم والتصميم في تطلعات المستقبل الحضاري.
والوعي الأثري هو نقطة البداية في العمل الأثري. وهو الذي يهييء المناخ البشري المناسب لكل العمل المتخصص في المسح الأثري، والتصوير الأثري، والتسجيل الأثري والتنقيب الأثري. وهو الذي يضع العناية والمحافظة وحسن عرض الآثار على الدرب الصحيح من وجهة النظر العلمية والعملية على حد السواء. وفي غيبة هذا الوعي الأثري يمكن أن نتوقع كل شيء إلى حد انتهاك أو إهدار التراث الأثري أو التفريط فيه. بل قل في غيبة الوعي الأثري يتبلد الحس الأثري تبلداً تتضرر بموجبه معايير التقويم الصحيح للتراث الأثري، بل ولا نبالغ حين نقول أن مثل ذلك يؤدي إلى قدر من التبلد الوطني، أعني فقدان الانتماء، وذلكم أخطر ما في الأمر.
ويتضح لمن يتابع نشأة وتطور علم الآثار، تطوراً منهجياً استوجب انضمامه إلى زمرة العلوم الأكاديمية، ويدرك تماماً مبلغ الصعوبات والتحديات التي تواجهها الدراسات الأثرية العلمية الأكاديمية في غيبة الوعي الأثري. إن غياب الوعي الأثري في كثير من البلدان التي قامت على أراضيها الطيبة حضارات قديمة في منطقة الشرق الأدنى، هو المسئول أصلاً عن تأثير أو تردد أو تجمد الاهتمام الواعي بالآثار. بل هو مسئول أيضاً عن تأخير انضمام علم الآثار في الوقت المناسب إلى زمرة العلوم التي تتبناها الجامعات في إطار دورها الوظيفي الأكاديمي. والفرق كبير بين علم الآثار الذي يدعمه ويشد أزره الوعي الأثري على أوسع مدى، وعلم الآثار الذي يفتقد هذا الدعم ويتضرر في غيبة الوعي الأثري. وفي غيبة الوعي الأثري كم تعرضت الثروة الأثرية في بلدان الشرق الأدنى للسلب والنهب أو التدمير والتخريب. وفي غيبة الوعي الأثري تمتد الأيدي العابثة التي تنهب أو تخرب، ولا هم لها غير الهدف المتجرد من كل دواعي الأمانة والشرف. وسواء أكان الهدف الحصول على التحف الأثرية التي تتجمل بها القصور أو المتاحف العالمية، أم كان الهدف الحصول على التحف الأثرية التي تتحقق بها مكاسب كبيرة ، فإن الأيدي المخربة في الحالتين تنهب وتهرب وتدمر وتخرب من غير وعي أثري أمين، أو في غيبة الوعي الأثري الأمين. ولقد ساعد على ذلك الاستنزاف إغفال القيمة الحقيقية للتراث الأثري، ودون الوعي الأثري الحقيقي.
وفي غيبة الوعي الأثري من جهة المعنى الوطني والقومي على مدي القرون الثلاثة الأخيرة، واعتباراً من حوالي القرن السابع عشر الميلادى، وفد الخطر الذي مس التراث الأثري في بلادنا بكل سوء. وكم امتدت أيدي المغامرين والأفاقين من الأوروبيين الباحثين عن الشهرة أو عن الثراء إلى المواقع الأثرية. وهم لم ينقبوا التنقيب الفني عن الآثار، بل قل كانوا ينبشون نبشا مخرباً للتراث في المواقع الأثرية. وهم أيضاً الذين تحايلوا على تهريب بعض القطع الأثرية الفنية النادرة التي لا تقدر بثمن، والناس أصحاب هذا التراث في غفلة، لأنهم لا يملكون الوعي الأثري، بقيمة هذا التراث، وخطورة العبث به. ومنذ القرن الثامن عشر، وفي غيبة الوعي الأثري، والتراث المصري الأثري العزيز يتعرض لامتداد وتلاعب الأيدي العابثة.
وهذه هي عين ما تعنيه الخسارة الفادحة في غيبة الوعي الأثري، وتشهد على هذه الخسارة والعواقب الوخيمة تاريخياً وحضارياً التحف الأثرية المصرية التي اختلستها هذه الأيدي. وتجد هذه التحف التي نقلت خلسة، وفي غيبة الوعي الأثري، وهي تزين متاحف أوروبا والمجموعات الأثرية الخاصة في القصور العتيقة. ولقد حدث هذا كله ويمكن أن يحدث أكثر منه في غيبة هذا الوعي، ومن ثم تصبح يقظة الوعي الأثري ونشره على مستوى الجماهير ضرورة أو مسألة وطنية. وتبدو هذه المسألة أكثر من ملحة لحماية التراث الأثري المصري، ومواجهة عوامل الاستنزاف والتخريب.
وعلى صعيد المسئولية، لا يمكن لجهة معينة أن تتحمل وحدها مسئولية نشر الوعي الأثري. والأولى أن تشترك في تحمل هذه المسئولية جهات متعددة تمثل زمرة الشركاء في المسئولية على كل المستويات. ويتألف فريق الشركاء في مسئولية التوعية الأثرية على أوسع مدي وبين كل أفراد الشعب، وزارة الثقافة، والمجلس الأعلى للآثار، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة السياحة، ووزارة الأوقاف، ووزارة الشباب، ووزارة الإعلام. وينبغي أن يتألف مجلس متخصص للتنسيق لكي يحسن توظيف كل شريك في هذه المسئولية التوظيف الأنسب لبث روح ومنطق التوعية. هذا، ويملك هذا المجلس الذي ينسق ويقر سياسة التوعية الأثرية أو بث روح ومنطق الوعي الأثري أن يفعل الكثير في إطار مسئولياته. ويتمثل خير ما ينبغي أن يفعل فيما يلي: 
أولاً: تكليف وتوجيه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة بالبث الذي يعالج ويعبر عن الخلفية الحضارية القديمة، والذي يضع الإنسان المصري الذي أبدع التراث الحضاري المادي في مكانته العالية المرموقة، بل يجب أن يبشر بحتمية العناية بالتراث الأثري الذي يجسد الإنجاز العظيم والعطاء القيم الذي خلفه الأجداد، وأنه ليس ملكاً لأحد، ولكنه ملك لكل مواطن على الصعيد المصري، وينبغي أن تقدم لهم جميعاً النصح، وتدعوهم إلى احترام وحسن تقويم التراث الأثري، وكف الأذى عن الآثار في مواقعها، وكأن كل واحد منهم مسئول بذاته شخصياً عن العناية بها وحراستها. بل وينبغي أن تحث برامج البث وإذاعة ونشر الوعي الأثري على مستوى الجماهير الناس جميعاً على تقديم ما لديهم من آثار باختيارهم، والإعلان الصريح عنها، والتنازل عنها مقابل حوافز مادية ومعنوية. وهذا الدور الذي يبصر ويبث الوعي الأثري وينشره ويثريه ويبقي عليه متيقظاً وعينه لا تغفل - يمكن أن تقوم به الإذاعة والتليفزيون والصحف في تكامل وتنسيق مناسب.
 ثانياً: توسيع دائرة إنشاء المتاحف الإقليمية في المدن الرئيسية وعواصم المحافظات، كما يستحسن الاستمرار في إنشاء بعض المتاحف في بعض المواقع الأثرية المنتخبة. وفي كل الحالات يمكن أن يضم المتحف الإقليمي بعض القطع الأثرية المناسبة في إطار المكان. هذا بالإضافة إلى اصطناع بعض النسخ من الآثار التي لا تتكرر، أو الثمينة أو يقتنيها المتحف الرئيسي للآثار في العاصمة، وعرضها للبيع إلي الجمهور، ومن ثم فبالتعايش بين الناس والطلاب غير الجامعيين وبين الآثار - يمكن أن تبدأ كل المؤثرات التي تربي وتبث منطق وروح وفلسفات الوعي الأثري على أوسع مدى، هذا بالطبع إلى جانب إتاحة مثل هذا التعايش بالمشاهدة وأساليب العرض والشرح بالمتاحف.
ثالثاً: توصية الوزارات المعنية، وزارة التربية والتعليم لكي تتبنى نشر الوعي الأثري بين الطلاب في المراحل التعليمية الإلزامية والإعدادية والثانوية العامة والفنية. وقد تحبذ التوصية إدخال البرامج التعليمية المناسبة لكل مستوي من هذه المستويات، لكي يتعلم الطلاب شيئاً مناسباً عن الآثار ضمن مقررات التاريخ، وفي مقررات متخصصة ومنفصلة أحياناً أخرى. وينبغي أن تضاف إلى ذلك مهمة إعداد وتنشيط بعض الرحلات التي تنظمها المدرسة، وتضع الطلاب في مواجهة مباشرة مع الآثار في المتاحف بالمحافظات أو في المتاحف الرئيسية في القاهرة وغيرها، أو في المواقع الأثرية ومواقع التنقيب.
رابعا: تنشيط السياحة الداخلية، والرحلات السياحية العامة والخاصة، ودعم وتكثيف وسائل النقل التي تخدم هذه السياحة إلى المتاحف أو إلى المواقع الأثرية. ومن الضروري أن تكلف وزارة السياحة من خلال بعض الشباب المتخصص في الإرشاد السياحي والآثار بمصاحبة واستقبال وفود السياحة الداخلية، والطواف معهم وتزويدهم بالمعلومات والبيانات الصحيحة والمناسبة عن الآثار في مكان الزيارة بصفة خاصة، وعن التراث الأثري المصري بصفة عامة. وقد يدعو الأمر إلى توزيع بعض النشرات المكتوبة عن هذه الآثار بعناية بالغة.
خامساً: توجيه مراكز الشباب في المدن والأقاليم ومراكز الثقافة والأندية الاجتماعية لتبني الوعي الأثري بين الرواد والأعضاء. ويتعين إقامة ندوات أحياناً، ومحاضرات عامة أحياناً أخرى، يشترك فيها المتخصصون، من أجل نشر الوعي الأثري بين الرواد والمستمعين. ويستحسن أن يكون الحديث عن الآثار مصحوباً ببعض الصور والشرائح والأفلام السينمائية الملونة. وقد تتولى هذه المراكز تنظيم بعض الرحلات إلى مواقع الآثار أو إلى المتاحف الإقليمية إلى أقرب المواقع من مقار المراكز المعنية بنشر الوعي الأثري على مستوي الجماهير.
سادساً: توصية أو تكليف بعض الجهات المتخصصة (مثل الجامعات والمجلس الأعلى للآثار) بتنظيم دورات تثقيفية عن الآثار. وينبغي أن ينضم العاملون من ذوي العلاقة إلى هذه الدورات التثقفية الأثرية. وسواء أكانت هذه الدورات منتظمة دورية أم غير وردية، فإنها تنشط المعرفة بالتاريخ الحضاري المصري عبر كل العصور، وتاريخ الأثر، وعلم الحفائر، والمواقع الأثرية القديمة، واليونانية والرومانية، والمسيحية والإسلامية، على الصعيد المصري. هذا بالإضافة إلى دروس خفيفة في قراءة اللغة المصرية القديمة.
سابعاً: تكليف المجلس الأعلى للآثار بعملية النشر العلمي عن الآثار المصرية. وينبغي أن يتولى هذا المجلس نوعين على الأقل من النشر العلمي الأثري. ويتمثل النوع الأول في إصدار المجلة أو النشرة الدورية المنتظمة التي تنشر بلغة أجنبية، واللغة العربية. وأن تنقل إلى العربية الأبحاث المكتوبة بلغة أجنبية، ويتمثل النوع الثاني في نشر البحوث والكتب التي تعالج موضوعات عن الآثار المصرية نشرا خاصا وغير منتظم. ويراعي في الحالتين تبادل هذا النشر مع الهيئات المناظرة على الصعيد العربي الإقليمي وعلى الصعيد العالمي. وليس أهم بعد ذلك كله من انتهاز بعض الأحداث ذات العلاقة بالآثار، وحسن استخدام هذه الأحداث لحساب الوعي الأثري، والمهم أن نجعل منها وكأنها الصدمات الكهربية التي تهز الحس الأثري هزاً شديداً، أو التي تثير انتباه الوعي الأثري، وقد يتمثل الحدث في إنقاذ بعض الآثار الهامة، بمعنى الكوارث الطبيعية التي تهدد بعض المواقع الأثرية أو الآثار التي يمكن أن توظف في خدمة الوعي الأثري، والاكتشافات الأثرية يمكن أن توظف لنفس الغرض.
ومهما يكن من أمر، فإنه ينبغي أن نعرف كيف تتخطى الجماهير الحد الفاصل بين اللاوعي بقيمة الآثار إلى الوعي الكامل بالآثار المصرية وأن نرسخ في الأفراد الإحساس بالمهابة والعزة والتقدير لتراثهم. ولقد ظهرت بالفعل بعض المؤشرات التي تبشر بالخير في الوقت الحاضر، وتجسد هذه المؤشرات انتعاش الوعي الأثري بين أفراد الشعب المصري، وهو في أشد الحاجة إليه في هذه المرحلة التاريخية. ومن هذه المؤشرات المبشرة الإقبال على زيارة المتحف، والإقبال على طلب ودراسة علم الآثار في الصفوف الجامعية، وطرح قضايا الآثار للمناقشة في بعض المجالس الخاصة بين زمرة المثقفين، وأول الغيث قطرة. هذا، وإذا كانت دراسة الآثار تعتمد في المقام الأول على الدراسة الميدانية، وعلى التعامل المباشر مع الآثار في مواقعها، فإن العمل في ظل الوعي الأثري السائد بين عامة الناس يؤمن البحث ويهيئ له فرص النجاح. ومن غير هذا الوعي الأثري لا يعرف الناس كيفية العناية بالآثار، ولا حتمية الحماية التي تحافظ على كنوزها الثمينة. بل قل من غير الوعي الأثري لا تتحقق أي من موجبات الأمن التي تضمن العمل العملي الباحث عن الآثار في مواقع التنقيب، أو الذي يحيط الآثار في مواقع التنقيب بعناية، ويشل الأيدي التي تمتد إليها بأي سوء، وكأن الوعي الأثري هو سياج من أسوجة الأمن التي تنشدها الثروة الأثرية المصرية.

BY : AHMED KASPR

آثار. تحت الطلب!




ما بين الدجالين الذين يزعمون أنهم قادرون علي استخراجها بكل سهولة. 
وبين الخرافات التي تستخدم في عمليات التنقيب عليها. تظل آثار مصر عرضة للنهب من جانب مجموعة من اللصوص الذين يقضون كل حياتهم في التنقل بين الجبال, والمحافظات والقري والنجوع وتصبح الآثار مثل الشيء الذي يجده أي شخص ولم يستدل له علي صاحب فيقرر بيعه في أقرب فرصة. لكن. أن يحضر أباطرة الآثار في 4 محافظات بجنوب الصعيد ويستخرجوا تماثيل بالجملة ويقولوا انهم يبيعونها بكل سهولة بحجة استغلال غفلة القائمين علي حماية الآثار, فإن الأمر يستدعي التدخل فورا. حراس الاثار مازالوا نائمين. والمقابر تفتح. والتماثيل تسرق. والأسعار بالملايين "خضراء اللون". والتجار والسماسرة يجوبون كل مكان في مصر يحملون في تليفوناتهم المحمولة كل أرقام زعماء التجارة ومشاهد فيديو بالجملة لآثار تم استخراجها.
"الأهرام المسائي" يعيش كواليس التجارة والتنقيب, والبيع, ويكشف عن مافيا جديدة بالصعيد, تتعامل مع ذبح الأطفال, ودماء المرأة الحائض, وأذان الديوك, وعويل الكلاب في فتح المقابر الاثرية, واستخراج الآثار, وخبرة البخور المغربي في تسهيل عمليات البيع لتظل أثار مصر تحت الطلب. 
وكما تشير السيناريوهات التي تبادلها كثير من ابناء الصعيد نجد أن الحديث عن عمليات التنقيب والبيع بمثابة أمر طبيعي وهو ما دفعنا إلي خوض مشوار طويل لكشف أدق اسرارها برسالة من أحد السماسرة ويعمل لدي كبار تجار الاثار المعروفين وأهل الثقة لدي سكان تلك المناطق التي تضم قطعاً أثرية حديثة الاكتشاف مع شخص قال انه يسكن بإحدي القري أو بأحد المراكز أو باحدي المحافظات والرسالة تحتوي علي كافة التفاصيل لكنه ليس في كل الأحوال يكون بلاغ السمسارللتاجر الموجود بالقاهرة أو في أحد الفنادق بالأقصر عن قطع أثرية تم استخراجها بالفعل بل قد تحتوي رسالته علي اكتشاف مقبرة مغلقة ولم يتم الاقتراب منها وصاحبها "فلان بن فلان" ويحتاج إلي معدات كبيرة لإزالة الصخور التي تغطي المحتويات التي تتصدر مدخلها بالقرب من نقوشها الفرعونية.
في هذه الحالة يحاول التاجر الذي يقوم بدور المنقب بالبحث عن أحد المشايخ المشهورين بـ "حارس المكان" الذين عرفت بعضهم بالإسم من خلال تردد أسمائهم بين الباحثين عن الاثار. وهنا يكون الحق للتاجر في اختيار أحد النوعين من المشايخ سواء "المغربي" وهو غالي الثمن أو المحلي الذي ربما يفشل.
في القيام باللازم وعندما يتم الاتفاق بين التاجر المنقب وصاحب المكان الذي به المقبرة يحدد الشيخ المتفق عليه مسبقا شروطه وتتمثل في الاتفاق علي ثلث الآثار المستخرجة من المقبرة, والمساعدة علي تهريبها الي خارج البلاد نظراً لعلاقته بالتجار وهذه الحالة تعني أن الشيخ المتفق معه للعمل هو "المغربي" أما في حالة الاتفاق مع الشيخ المحلي فيقتصر دوره علي فتح المقبرة, وفي حالة الاتفاق النهائي مع أحد الاثنين تبدأ عملية تحديد الوسائل المستخدمة في الفتح والتي تقدر بعد تحديد مستوي المياه الجوفية الموجودة في مكان المقبرة وبناء علي مستوي وجود التماثيل من باطن الأرض, فبعض المشايخ يقوم برفعها الي مستوي أعلي فتكون التكلفة أكثر.
وأهم هذه الوسائل والتي يشترط الشيخ حضورها "البخور المغربي", والذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه أكثر من 300 ألف جنيه ويستخدم في عمليات التنقيب والبحث عن الآثار فقط. أو يطلب دم طفل أقل من ثلاث سنوات يتم ذبحه ويرش دمه علي جوانب المقبرة وذلك في الحالات الأكثر تعثراً مع المشايخ, وقد يطلب أيضاً قطع العضو الذكري لشخص أقل من 10 سنوات علي مدخل المقبرة لتسهيل عملية فتحها وذلك حسب ماأكده لنا أشهر مشايخ البحث عن الاثار. بالاضافة الي رش دم أو حيض إمرأة عاقر "لا تنجب".
الخطوة التالية لذلك تتضمن سؤالا من الشيخ المسئول لصاحب المقبرة عن الشواهد التي رآها من قبل تحدث بجوار المقبرة لأن كل واحدة تحتاج الي نوع معين من البخور أو الدم سواء كانت المشاهدة تتضمن منظرا لكلب أسود اللون أو ديك أصفر اللون أو شخص أسود اللون وبوجود هؤلاء يتأكد الشيخ من وجود كنوز أثرية باعتبارهم الحارس الفرعوني لهذا المكان, أو مايعرف بالرصد.
وفي الحالتين سواء كانت المقبرة مغلقة أو أثارا جاهزة للبيع, تحدد بعض الشروط بين التجار والبائع والسمسار قبل المعاينة علي الموقع ومشاهدة الاثار علي أرض الواقع, وهي أن تكاليف الخبير الأثري الذي سيعاين المكان ويؤكد صحته تكون علي حساب صحاب المقبرة وهي حجز تذكرتي طيران ذهابا وعودة ودفع مبلغ 10 آلاف جنيه ثمن معاينة المكان علي أن يدفع صاحب المقبرة أو صاحب التماثيل المعروضة للبيع مبلغ 50 ألف جنيه كضمان للتاجر قبل البدء في التنفيذ الحقيقي للموضوع وفي حالة وجود خلل في الاتفاق من جانب صاحب المقبرة يصبح هذا المبلغ "كأن لم يكن".
وفي حالة بيع تماثيل جاهزة يطلب التاجر شريط فيديو يتضمن جميع المشاهد وبكافة الجوانب وهنا يشترط أن يكون التصوير حديثا ومؤكدا بإحدي أوراق نتيجة العام الجديد تصور بجوار التمثال أو تصوير عدد اليوم لنسخة من جريدة الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية مع ضرورة إظهار تاريخ العدد لتأكيد المصداقية وحداثة الصورة.
وفي حالة تأكد التاجر من صحة الموجود وبعد موافقة خبير الآثار الذي يعمل معه يتم الاتفاق علي كيفية التسليم والتسلم, وفي حالة الأحجام الصغيرة فتنقل عن طريق سيارة ميكروباص تتحرك بالطريق الصحراوي أو سيارة ملاكي أرقامها مميزة أو عن طريق سيارة نقل كبيرة والمؤكد منها سيارات نقل الطماطم التي تأتي من أقصي جنوب الصعيد الي القاهرة يومياً في موسم الشتاء.
وبعد وصول الصفقة الي المكان الذي يخصصه التجار بالقاهرة ويعتبر أشهر أماكن وجودهم فندق مشهور بالمعادي, وتبدأ المفاوضات من جديد بالنسبة لتحديد السعر, في حالة عدم الاتفاق علي السعر الذي يحدده التجار تنتهي العملية بإبلاغ رجال المباحث ويتم تحريز المحتويات, وأحياناً يقوم التاجر بتجهيز تمثال فخاري مقلد يكون صورة طبق الأصل من التمثال الذي تجري المفاوضات عليه يتم تبديله وتخطر المباحث بالواقعة ويحرر محضر بالتمثال المضروب.
وفي حالة الاحجام الكبيرة والتي تزيد عن 180 سنتيمتراًَ فيتم البيع علي أرض المكان لأسماء وشخصيات مشهورة تتردد أسماؤها بين الصغير قبل الكبير في هذه الأماكن ولهم حق التصرف في الآثار وتهريبها بالطريقة المناسبة والتي قد تكون عن طريق طائرة أو البيع لشخص أجنبي.
والسؤال الذي نطرحه بعد كشف أدق أسرار عملية تهريب وتجارة الاثار أين ذهبت هذه الآثار التي ننشر مشاهد منها؟ وهل فعلاً موجودة في مخازن هيئة الآثار؟ ولماذا يتردد بين سكان مناطق استخراجها أنها هربت وتم بيعها خارج الصعيد؟
واذا كان لدينا الكثير من المشاهد فسنعرض أهمها والتي تم بيعها خلال الـ 4 أشهر الماضية, المشهد الأول الذي تنشر صور مقاطعه يحتوي علي تمساح ذهبي وضع علي قطعة خشبية وتم تسعيره وفقا لخبراء الاثار الذين شاهدوا المقطع بـ 5 ملايين د ولار, ويحتوي المقطع أيضا علي عشرة تماثيل ذهبية طول الواحد لايزيد علي 60 سنتيمترا تقف في صف واحد تظهر كأنها حارسون للملك وقدرت قيمة هذه التماثيل بـ 3 ملايين دولار ويحتوي المشهد أيضا علي تمثال كبير يجلس علي تابوت خشبي يصل طوله إلي مايقرب من 180 سنتيمترا 
حقيقة هذه لمشاهد التي تأكدنا منها ونحن بين أهل المكان وحديثنا مع من شاهدوا هذه التماثيل وقت خروجها أنه تم استخراجها عن طريق حفار كبير يعمل بمواقع توصيل الغاز الطبيعي لأحدي شركات البترول بمنطقة الرزيقات بأرمنت رغم أنه قبل خروج الحفار بيوم واحد كانت مجموعة من سكان المكان ينقبون علي بعد 10 أمتار منه
الغريب أنه بمجرد خروج هذه التماثيل حدثت مشاجرة بين عمال الشركة وخفير يعمل حارسا لدي الشركة علي عملية التقسيم التي انتهت ببلاغ الخفير إلي إحدي الجهات المسئولية وترددت أقاويل بين بين من شاهدوا الواقعة أنه تمت معاملة الحفير معاملة سيئة وتم توزيع هذه المحتويات وتهريبها عن طريق أفراد وصلوا إلي المكان قبل أن تصل المحتويات الي هيئة الأثار 
وعندما بحثنا عن تاريخ الواقعة والتماثيل المسجلة بالهيئة بالمنطقة الخاصة بالمكان لم نستدل علي هذه الآثار واعتبروا أنها مشاهد مضروبة وأن هذه الواقعة احتوت علي 4 تماثيل فخارية مسجلة بنفس التاريخ إلا أنه خلال التدقيق في المشهد وبعد ذهابنا إلي نفس المكان وجدنا صوت الحفار وبجواره مواسير الغاز ويظهر بعض عمال الشركة في هذا المكان وهذا ما أكده بعض أهالي القري المجاورة للمكان الذين كذبوا كل من يقول إن هذه المحتويات الموجودة بالمشهد لم تكن هي التي خرجت من واقعة حفر شركة البترول علي الطريق الصحراوي فوق الرزيقات
أما الواقعة الثانية والتي حدثت قبلها بأيام عملية تهريب لتمثال كبير علي هيئة مسلة فرعونية تم استخراجها من منطقة جبل اسنا قدر سعرها بـ 5 ملايين دولار 
وأكدت مصادر لنا أن هذا التمثال خرج عن عملية تنقيب قامت بها مجموعة من شباب قرية بإسنا وأثناء عملية البيع وبعد اتفاقهم مع أحد كبار سكان المكان. اختلفوا علي السعر وانتهي الأمر بنقل التمثال علي عربة كارو إلي منزل بنفس القرية والغريب أن هذا الشخص تم القبض عليه بعد بلاغ ممن طمعوا في التمثال وأفرج عنه وخرج التمثال للبيع.
والواقعة الثالثة والتي حدثت في نفس الفترة الزمنية ننشر محتويات المشهد الخاص بها والذي يبدو أنه صورة لتمثال ملكي وآخر لتابوت خشبي وبداخله مومياء وتظهر ملامح التابوت بأنه شخصية مهمة تتميز بالأنف الكبير والعينين المتسعتين وعلي رأسه تاج به ثعبان. ومن التدقيق في بعض مشاهد الفيديو يلاحط أن المقبرة التي عرضت محتوياتها للبيع تحتوي علي تماثيل كثيرة مختلفة الأحجام وتابوت مطلي بالذهب وذلك وفقا لما أكده مواطنون باحدي قري مركز بنجع حمادي بأنه تم تهريب محتويات هذه المقبرة إلي خارج البلاد ومن بين المحتويات التي احتواها المشهد أيضا تمثال لملكة جالسة علي عرشها وتمثال من الجرانيت الوردي غالي الثمن منقوش القاعدة وعليه من الخلف خرطوش منقوش عليه اسم أحد الملوك الكبار للأسرة الثامنة عشرة وتمثال آخر من البازلت الأسود لأحد الملوك , وعليه خرطوش ملكي غير واضح وتمثال لطفل من الجرانيت الوردي, وبلغت قيمة هذه المحتويات ـ الموجودة علي المشهد الذي نحتفظ به ـ ما يقرب من 100 مليون دولار وفقا لما قدره خبراء الأثار بالصعيد "ويظهر في المشهد" والدليل علي سرقة هذه التماثيل أنها موجودة داخل حظيرة مواش , وفي المشهد هناك صوت "حمار" يؤكد ذلك أما الواقعة الرابعة والتي تظهر في مشهد فيديو آخر بدأ ينتشر منذ ثلاثة شهور علي المقاهي في محافظة قنا يتضمن عرضا لستة تماثيل صغيرة منها مجموعة من الحجر الديورايت الأسود طول الواحد 20 سنتيمترا يتوسط هذه المجموعة تمثالان علي هيئة قرص الشمس وتمثال لامرأة جالسة ترضع طفلها وثلاثة تماثيل في وضع الوقوف ويحتوي المقطع علي تابوت خشبي مطعم بالذهب
ويلاحظ من خلال التدقيق في المشهد أن هذه التماثيل كان يتم عرضها في مخزن للأعلاف الحيوانية مثل البرسيم وهذه المقبرة تم استخراجها وفقا للخرائط الأثرية بمركز فرشوط بمحافظة قنا والسؤال الذي نريد أن يجيب عليه المسئولون عن حماية الأثار بعد عرض هذه المشاهد, أين ذهبت هذه الأثار وهل يمكن أن تعود وهل يمكن وقف هذه الاعمال المنافية للقانون؟
 

BY : AHMED KASPR

السبت، 28 يونيو 2014

اهمال فى مخازن ألاثار منذ 70 عام !!!


-لم يتم جرد مخازن الأثار منذ 70 عاما:

الدكتور نور الدين عبد الصمد مدير عام التوثيق الأثرى بقطاع المتاحف:سرقة 13 ألف قطعة آثار.. و14 ألف قضية أمام المحاكم مخازن "المقاطف والمقشات" تجرد سنويًا.. ومخازن تراث مصر منسية!
مافيا الآثار بدلت آلاف القطع الأثرية النادرة بقطع مزيفة.. ولا يوجد حصر للآثار بجميع مخازن المتاحف150 ألف قطعة ببدروم "رية وسكينة" تبحث عن شهادة ميلاد مخازن المتحف المصرى تضم آثارًا تم اكتشافها منذ 150 عامًا ولم يتم تسجيلها حتى الآن المتحف الإسلامى كان يضم أكثر من 100 ألف قطعة لا يوجد منها إلا 3000 فقط اليهود نهبوا معظم منتقيات المتحف القبطى وهربوا وثائق الجنيزة إلى إسرائيل.
سرقة 58 ألف قطعة أثرية من مخزن آثار "الجمهورية" وخطة شيطانية للتمويه.
سرقة 140 قطعة آثار من مخزن كلية الآثار ونهب مخزن جامعة القاهرة بسقارة.
فضيحة بكل ما تحمله من معان.. فجرها الدكتور نور الدين عبد الصمد مدير عام التوثيق الأثرى بقطاع المتاحف فى خطاب وجهه لوزير الآثار ، أكد فيه أن مخازن الآثار فى مصر لم يتم جردها منذ أكثر من 70 عاما، رغم أن جميع المخازن الحكومية يتم جردها سنويًا فى نهاية كل عام، بما فيها مخازن المهمات مثل الأخشاب والحبال و"المقشات" و"المقاطف" والخردة والكتب والمخلفات وغيرها، ولكن مخازن الآثار لا يتم جردها على الإطلاق، مما تسبب فى ضياع رصيد مصر من التراث التاريخى والأثري!! 
وأكد عبد الصمد لوزير الآثار أنه تم تبديل الآلاف من القطع الأثرية بأخرى مزيفة، وتم سرقة آلاف من هذه القطع وأتحدى أن تجد مخزن آثار فى مصر غير مسروق.
وعلى صعيد آخر، أكد تقرير رسمى أن هناك أكثر من 14 ألف قضية أمام المحاكم خاصة بسرقة الآثار فى مصر، وأن الآثار التى ثبت سرقتها واستبدالها رسميا بلغت نحو 13150 ألف قطعة آثار نادرة منذ عام 1994 وحتى الآن.
"المصريون" التقت بالدكتور نور الدين عبد الصمد، مدير عام التوثيق الأثرى بقطاع المتاحف التابع لوزارة الآثار، وسألته عن تفاصيل هذه الكارثة، فقال:نعم هذه حقيقة ومعظم مخازن الآثار فى مصر لا يتم جردها، حتى لا تنكشف جرائم سرقة ونهب آثار مصر والتى تعرضت لعمليات نهب واسعة وغير مسبوقة فى التاريخ وإهدار منها مئات وآلاف القطع.
وأضاف نور الدين: تنقسم مخازن الآثار فى مصر إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول، مخازن آثار المتاحف مثل مخزن آثار المتحف المصرى بالتحرير ومخزن آثار المتحف اليونانى بالإسكندرية ومخازن المتحف الإسلامى ومخازن المتحف القبطى وغيرهم.وجميع مخازن المتاحف بلا استثناء لا يوجد حصر عام لعدد القطع الأثرية الموجودة بها، خاصة ما يوجد فى بدروم المتحف المصرى المعروف اصطلاحاً لدى الأثريين ببدروم "رية وسكينة"، حيث عجزت السلطات عن تسجيل ما به من آثار طوال العقود الثلاثة الماضية. ويؤكد ثقات أن عدد القطع داخل بدروم رية وسكينة يتجاوز 150 ألف قطعة من نفائس القطع الأثرية التى تم استخراجها عبر قرن ونصف من الزمان.
أما عن المتحف اليونانى، فقد تم افتعال حيلة ماكرة لتهريب آثاره، حيث تم غلقه بحجة ترميمه وتطويره وتم نقل الآثار التى كانت معروضة فى الفنارين، وكذا الآثار المخزنة بمخازنه إلى مخزن آثار بمنطقة ماريا بالإسكندرية على بعد 20 كم من المتحف اليونانى الرومانى، وقد تم تهريب أعداد ليست بالقليلة من المتحف خلال عملية النقل، إضافة إلى القطع الأثرية التى سرقت من مخازن المتحف قبل النقل، حيث كانت عملية التطوير ذريعة للتهريب وشيوع ما تم سرقته قبل ذلك أثناء وجود الآثار فى المتحف قبل نقلها. 
ويضيف الدكتور نور الدين عبد الصمد: أما المتحف الإسلامى فلم يسلم من السرقة، وطبقا للسجلات فإنه يحوى فى معروضاته ومخازنه أكثر من 100 ألف قطعة أعلن وزير الآثار الجديد منذ بضعة أيام أنه تم اكتشاف سرقة 7 قطع.والمفاجأة أن المتحف الإسلامى لم يعرض فيه إلا 3 آلاف قطعة فقط، أما باقى القطع، فيقال إنها فى المخازن، ويتردد أنه تم تهريب آلاف منها أثناء عملية تطوير المتحف وإغلاقه أمام السياحة خلال العقد الماضى، حيث كانت عملية التطوير ذريعة أيضا للإجهاز على نفائس القطع بالمتحف الذى يمثل فخر الحضارة الإسلامية والفن الإسلامى عبر 14 قرنا مضت.أما المتحف القبطى فحدث ولا حرج – حسبما يقول الدكتور عبد الصمد - فقد تمكن اليهود من تهريب جميع وثائق الجنيزة من المتحف ونقلوها إلى إسرائيل باعتبارها تراثا يهوديا، كما قاموا بتهريب إنجيل يهوذا ولم يعد منه غير قصاصات صغيرة والباقى موجود فى مدينة جنيف فى إحدى الفيلات، حيث تتم دراسته بواسطة متخصصين فى الجمعية الجغرافية الأمريكية التى يملكها الملياردير العالمى روبرت مردوخ، ومعلوم أن إنجيل يهوذا يمثل أهمية كبيرة فى قضية خيانة يهوذا للمسيح، ناهيك عن كونه تراثا وطنيا، حيث تم العثور عليه فى نجع حمادى ويعود إلى القرن الثالث الميلادى طبقا لنوع الخط المكتوب به.
وأضاف الدكتور نور الدين عبد الصمد: يوجد متاحف فى بعض محافظات مصر تم غلقها منذ سنوات للتكتم على سرقتها، مثل متحف كوم أوشيم بالفيوم ومتحف طنطا ومتحف هرية رزنة بالشرقية وغيرها من المتاحف التى يخشى النظام فتحها وجردها من هول الكارثة والسرقة والتبديل والتبديد الذى شهدها.
وأضاف الدكتور نور الدين عبد الصمد: هناك مخازن عادية تم بناؤها منذ عشرات السنين، بعضها مبنى بالطوب اللبن ومسقوف بالخشب، ويضم فى جنباته آلاف من القطع النفيسة تم سرقة الكثير منها، لسهولة اقتحام هذه المخازن من قبل اللصوص، إضافة إلى قيام بعض مفتشى الآثار والخفراء فى مساعدة اللصوص فى عمليات السرقة، حيث تم سرقة 58 ألف قطعة - ثمانية وخمسون ألف قطعة من مخزن آثار فى شارع الجمهورية بوسط القاهرة، حيث تم اتهام أحد كبار التجار مع مسئول كبير فى المجلس الأعلى للآثار فيما عرف بقضية الآثار الكبرى، حيث تمكن أحد موظفى الجمارك فى سويسرا من اكتشاف شحنة تهريب آثار، فأبلغ الإنتربول الدولى عنها بعد أن شك فى أثريتها، وعندها ظهرت السرقة للعالم كله.وأضاف: أما بالنسبة للمخازن المتحفية، تم بناء ما يقرب من 30 مخزنا على مستوى الجمهورية، إلا أنها هى الأخرى لم تسلم من السرقة على الرغم من تجهيزها بأجهزة إنذار متطورة، حيث تم تعطيل جميع هذه الأجهزة بلا استثناء على مستوى الجمهورية!! وتم نقل آلاف من القطع المسجلة من أماكنها الأصلية إلى أماكن أخرى لشيوع الجريمة، بحيث يستحيل على من يجرد هذه المخازن الخروج بنتيجة وتحديد المسئولية، فمثلاً تم نقل آثار من الأقصر إلى مخزن آثار البهنسا فى المنيا، وآثار من مخازن إسكندرية إلى مرسى مطروح، وهكذا - أصبحت الآثار المنقولة مثل جراب الحاوى - والكارثة أنه لا يتم جرد سنوى لهذه الآثار بتواطؤ كامل من أجهزة الدولة خاصة الجهاز المركزى للمحاسبات. 
آثار نفرتيتى وعلى الصعيد ذاته، قضت محكمة القضاء الإدارى الدائرة الأولى برئاسة المستشار عبد السلام النجار، نائب رئيس مجلس الدولة، بعودة 179 قطعة أثرية نادرة تخص الملكة كليوباترا من الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان نور الدين عبد الصمد، قد أقام الدعوى القضائية رقم 14159 لسنة 66 قضائية، وطالب فيها بعودة هذه الآثار إلى مصر، والتى قام الدكتور زاهى حواس وزير الدولة للآثار السابق بشحن هذه الآثار إلى مدينة شيكاغو بتعاقد شخصى منه مع الجمعية الجغرافية الأمريكية، الأمر الذى أضر بالمصالح الاقتصادية العليا للبلاد وحرمان المصريين وسياح دول أوروبا وجنوب شرق آسيا من رؤية آثار الملكة الشهيرة التى أثرت فى تاريخ العالم القديم بعلاقتها مع مارك أنطونيو وإمبراطور روما أوكتافيوس.
وحذر الأثرى نور الدين عبد الصمد، من عودة هذه القطع بنسخ مقلدة وفقدان مصر لثروة أثرية وتاريخية وفنية لا يمكن تقدير ثمنها، نظير ثمن بخس يبلغ 430 ألف دولار، وذكر المدعى فى دعواه أن الدكتور زاهى حواس قد خالف جميع القوانين المعمول بها فى مصر.
سرقة آثار بسيناء وعلى صعيد آخر، حصلت "المصريون" على وثائق ومستندات تؤكد سرقة 800 قطعة أثرية من مخازن الآثار بسيناء، وأن لجنة الجرد الأثرية التى شكلها المجلس الأعلى للآثار بمخازن سيناء، التى تم السطو عليها يوم 29 يناير الماضى، والتى أكدت فى تقريرها أن اللصوص قاموا بسرقة وتدمير 800 قطعة أثرية من العصور المختلفة.وأوضحت اللجنة فى تقريرها، أن اللصوص قاموا بسرقة بعض القطع التى لم يتم تحديد عددها، وهى قطع تخص أعمال حفائر ثلاث بعثات أجنبية، مؤكدة أن القطع المسروقة من العصور الفرعونية والرومانية والإسلامية.
وأوضح التقرير الذى أعده الدكتور محمد عبد السميع مدير منطقة شمال سيناء الأثرية، أن جميع القطع المسروقة مسجلة ومصورة وأغلبها منشور عالمياً، موضحاً أن القطع المسروقة هى قطع فخارية وبرونزية وتمائم ورءوس سهام.
مخزن الجامعة بسقارة لم تقتصر سرقة الآثار على المخازن والمتاحف فحسب، بل شملت مخازن كليات الآثار بالجامعات المصرية، ففى مايو 2011 استيقظت جامعة القاهرة على فضيحة مدوية بعد اكتشاف سرقة مخزن كلية الآثار بجامعة القاهرة، وقد تم اكتشاف السرقة عقب دخول لجنة من أساتذة قسم الترميم بالكلية لاستئناف أعمال سابقة، فتم إبلاغ إدارة الجامعة والنيابة العامة.وأكد التقرير المبدئى لأعمال الجرد سرقة أكثر من 140 قطعة آثار فرعونية وإسلامية، أهمها رأس أوزوريس ومرآة الإله حتحور، وتمثال آخر للإلهة "أوزوريس" والمبخرة البرونز، وهى من القطع النادرة فى العالم كله، وتماثيل الأوشابتى، وعدد كبير من العملات الذهبية، بالإضافة إلى دراهم ودنانير ذهبية نادرة من المتحف الإسلامى، إضافة إلى تمائم ورأس ملكى وتمثال للإله حابى إله النيل.ورغم أهمية المخزن وما يحتويه من آثار، حيث يضم أكثر من أربعة آلاف قطعة أثرية نادرة، فهو يضم حفائر أساتذة الكلية فى مناطق آثار الجيزة وسقارة والمنيا وتونة الجبل وغيرها، ومن أبرز القطع التى يضمها تمثال نادر لأوزوريس من البرونز وتحف معدنية ملتفة بالفضة وأبواب خشبية وتماثيل نادرة وخزف من مدينة أزنيق التركية، وهو من أشهر أنواع الخزف فى العالم، ولوحات فنية زيتية نادرة وغيرها.أما مخزن جامعة القاهرة بسقارة، فتكررت سرقته أكثر من مرة، وهو ما ورد بمذكرة النيابة الإدارية رقم 1617 أمام محمود العروسى رئيس النيابة عن سرقة مخزن جامعة القاهرة بسقارة، كما أن هناك آثارًا سرقت دون الإبلاغ عنها!وجاء فى مذكرة النيابة أن مخزن الآثار الخاص بكلية الآثار – جامعة القاهرة بمنطقة سقارة، غير مؤمنة وهى عرضة للسرقة، كما أن جميع الآثار الموجودة داخل هذا المخزن غير مسجلة ولا تعرف عنها جامعة القاهرة شيئًا.كما أشارت التقارير إلى أن مخزن الآثار – جامعة القاهرة، فقد سبق سرقته عام 1981، وأكد الجرد اختفاء 325 جعرانًا، وانتهى الأمر عند تقدير ثمنها بمبلغ 1500 جنيه، أى بتقدير الجعران الأثرى بأقل من ثلاثة جنيهات!!كما أشارت مصادر أخرى إلى فقد أكثر من مائة قطعة آثار فرعونية، وهى عبارة عن أبواب وهمية ولوحات وتماثيل ونمنمات ورقائق ذهبية وموائد قرابين من مخازن الجامعات المصرية وكليات الآثار. وعلى صعيد آخر، تقدم كل من الكاتب الصحفى على القماش، وأحمد دسوقى مدير عام الشئون الفنية للمتاحف التاريخية "سابقاً"، ببلاغ لنيابة الأموال العامة، تحت رقم 7456 لسنة 2012، ضد كل من زكريا عزمى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، وفاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، تضمن البلاغ وقائع خطيرة مدعمة بالمستندات، حيث أكد البلاغ اختفاء 365 "جالية" أثرية من أصل 500 جالية استلمتها قصور الرئاسة من متحف ركن حلوان، ويقدر سعر الجالية الواحدة بمبلغ 30 مليون دولار. وعلى صعيد آخر، تقدم فتحى شهاب الدين، رئيس لجنة الثقافة بمجلس الشورى، ببيان عاجل لرئيس الحكومة ووزير الدولة لشئون الآثار حول عمليات النهب المنظم لكل آثار مصر، داعيًا أعضاء اللجنة إلى إعداد تقرير عاجل حول عمليات التنقيب وسرقة الآثار التى تشهدها عدة محافظات بالجمهورية، لوقف تلك العمليات. فيما طالب النائب صلاح الصايغ بإقالة وزير الآثار لمسئوليته الكاملة عن تلك الوقائع، والتى ينكر حدوثها، برغم من وجود تسجيلات رصدت عمليات الحفر فوق المقابر بدهشور.


اعداد :

أميره محمد 

مدينة يافا




بالعبرية: יפו) هي مدينة تقع في فلسطين، وهي من أقدم مدن فلسطين التاريخية [بحاجة لمصدر]. تقع المدينة في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . تبعد بحوالي 60 كيلومتر عن القدس . في عام 1949 قررت الحكومة الإسرائيلية توحيد مدينتي يافا وتل أبيب من ناحية إدارية، تحت اسم البلدية المشترك "بلدية تل أبيب - يافا" . تحتل مدينة يافا موقعاً طبيعياً متميزاً على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند إلتقاء دائرة عرض 32.3ْ شمالاً وخط طول 34.17 شرقاً ، وذلك إلى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات ، وعلى بعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس ، وقد أسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقع منيعاً يُشرف على طرق المواصلات والتجارة ، وهي بذلك تعتبر إحدى البوابات الغربية الفلسطينية ، حيث يتم عبرها إتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا . ويُعتبر ميناؤها أحد أقدم الموانئ في العالم ، حيث كان يخدم السفن منذ أكثر من 4000 عام . ولكن في 3 نوفمبر 1965 تم إغلاق ميناء يافا أمام السفن الكبيرة ، وتم استخدام ميناء أشدود بديلاً له ، وما زال الميناء يستقبل سُفن الصيد الصغيرة والقوارب السياحية . و احتفظت مدينة يافا بهذه التسمية "يافا" أو "يافة" منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية . والإسم الحالي "يافا" مُشتق من الإسم الكنعاني للمدينة "يافا" التي تعني الجميل أو المنظر الجميل . وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى "الجمال" . هذا وإن بعض المؤرخين يذكرون أن اسم المدينة يُنسب إلى "يافث" ، أحد الأبناء الثلاثة لِسيدنا نوح عليه السلام ، والذي قام بإنشاء المدينة بعد نهاية الطوفان . هذا وإن أقدم تسجيل لاسم يافا وصلنا حتى الآن ، جاء باللغة الهيروغليفية ، من عهد "تحتمس الثالث" حيث ورد إسمها "يوبا" أو "يبو" حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ، ضمن البلاد الآسيوية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية ، وتكرر الإسم بعد ذلك في بردية مصرية أيضاً ذات صفة جغرافية تعرف ببردية "أنستازي الأول" ، تؤرخ بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد ، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار . ثم جاء اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها "سنحاريب" ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو التالي : "يا – اب – بو" وورد إسمها في نقش (لاشمونازار) أمير صيدا ، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، على النحو التالي : "جوهو"، حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه "يافا" ومدينة "دور" مكافأة له على أعماله الجليلة . أما في العهد الهلينستي ، فقد ورد الإسم "يوبا" ، وذكرت بعض الأساطير اليونانية القديمة أن هذه التسمية "يوبا" مشتقة من "يوبي" بنت إله الريح عند الرومان . كما جاء اسم يافا في بردية "زينون"، التي تنسب إلى موظف الخزانة المصرية الذي ذكر أنه زارها في الفترة ما بين (259-258 ق .م) أثناء حكم بطليموس الثاني . وورد إسمها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم "يافو". وعندما استولى عليها جودفري أثناء الحملة الصليبية الأولى ، قام بتحصينها وعمل على صبغها بالصبغة الإفرنجية ، وأطلق عليها اسم "جاهي" ، وسلم أمرها إلى "طنكرد-تنكرد" أحد رجاله . ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافية العربية في العصور العربية الإسلامية تحت اسم "يافا" أو "يافة" أي الاسم الحالي .وتعرف المدينة الحديثة باسم "يافا" ويطلق أهل يافا على المدينة القديمة اسم "البلدة القديمة" أو "القلعة" .وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948 م ، تحتفظ بإسمها ومدلولها "يافا عروس فلسطين الجميلة" حيث تكثر بها وحولها الحدائق ،وتحيط بها أشجار البرتقال "اليافاوي" و "الشموطي" ذي الشهرة العالمية ، والذي كان يُصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد او ما قبله . 1 يافا عبر التاريخ 2 السُكان والنشاط الاقتصادي 3 النشاط الثقافي في مدينة يافا 4 معالم المدينة 5 أعلام المدينة 6 المدينة اليوم 7 وصلات خارجية يافا عبر التاريخ 1- يافا في العصور البرونزية : لم تمدنا الاكتشافات الأثرية التي أجريت في مدينة يافا حتى الآن ، بالأدلة المباشرة الكافية للتعرف على جميع المجالات الحضارية للمدينة في العهد الكنعاني ، إلا أنه من الممكن التعرف على بعض الجوانب الحضارية للمدينة من خلال الآثار والمخطوطات التي عثر عليها سواء في المدينة ، أم في المدن الفلسطينية الأخرى ، أم في الأقطار العربية المجاورة ذات العلاقات المباشرة وغير المباشرة مع مدينة " يافا " وبخاصة في مصر ، وسورية ، ولبنان ، والأردن . وتبين من الأدلة الأثرية المختلفة التي عثر عليها في مواقع متعددة من المدينة وضواحيها ، وجود مخلفات تعود إلى عصور البرونز ، وتمتد إلى الفتح العربي الإسلامي ، على الرغم من تعرض المدينة للعديد من النكبات في مسيرتها الحضارية التي ابتدأتها منذ خمسة آلاف سنة تقريباً . وتشير تلك المصادر إلى أن يافا من أقدم المدن التي أقامها الكنعانيون في فلسطين ، وكان لها أهمية بارزة كميناء هام على البحر المتوسط ، ومُلتقى الطرق القديمة عبر السهل الساحلي . 2- يافا في عصر الحديد (1000-332 ق.م) : تتميز هذه الفترة في فلسطين باتساع العلاقات الدولية والتداخلات السياسية التي حتمت على سكان فلسطين " الكنعانيين " أن يكافحوا بكل قوة للحفاظ على كيانهم السياسي والاجتماعي ، ضد القوى الكبرى المجاورة المتمثلة بالمصريين ،والآشوريين ، ثم الغزوات الخارجية المتمثلة بالغزو الفلسطيني"الإيجي" ، القادم من جزر بحر إيجة ، الذي حاول أن يمد سيطرته على المزيد من المناطق الفلسطينية بعد إستيلائه على القسم الجنوبي من الساحل ، ما بين يافا إلى غزة ، ثم الغزو اليهودي القادم عبر نهر الأردن ، ومحاولاته المستمرة في تثبيت أقدامه على أرض فلسطين ، وقد ترتب على ذلك كله إتساع مجالات الصراع على الساحة الفلسطينية بين الكنعانيين من جهة ، وبين كل من الفلسطينيين واليهود من جهة أخرى ، ثم الصراع بين الغزاة الفلسطينيين "الإيجيين" واليهود وسط تعاظم النفوذ الخارجي للدول الكبرى المجاورة . وفي خضم هذا الصراع كان الساحل الفلسطيني من شمال يافا إلى عكا تابعاً للنفوذ الفينيقي ، أما منطقة الساحل من يافا إلى حدود مصر ، فقد كان لها وضع خاص التفت حوله مصالح جميع الأطراف المتصارعة ، فالأدلة تشير إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بنوع من الإستقلال الذاتي من خلال التعايش بين الكنعانيين والعناصر الفلسطينية "الإيجية" التي استقرت في المنطقة ، مع الاعتراف بالنفوذ المصري الذي كان يركز على الاحتفاظ بحرية الملاحة التجارية والبحرية في موانئ يافا ، وعسقلان ، وغزة ، فاحتفظ المصريون بمركز إداري رئيس لهم في غزة ، وبمركز آخر أقل أهمية في يافا ، كما كانت لهم حاميات في يافا وفي أماكن أخرى في فلسطين . 3- يافا في الحضارة الهلينستية ( 332 ق.م - 63 ق.م ) : وكانت عائلة بيدس فيها من أكبر العائلات في يافا انتهى الحكم الفارسي لفلسطين عام 331 ق.م ، بعد أن هزم اليونانيون الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني (356 -323 ق.م) فدخلت فلسطين في العصر الهلينستية ، الذي امتد حتى عام 324 م ، عندما انتقلت مقاليد الأمور بفلسطين إلى البيزنطيين . الحضارة الهلينستية هي مزيج بين الحضارات الشرقية واليونانية وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لها ، وقد كان الإسكندر هو صاحب فكرة دمج الحضارات في حضارة واحدة . وقد عرف قاموس المصطلحات المصري الهيلينسي أسلوب من الفن اليوناني أو المعماري أثناء الفترة من موت الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م. حتى إرتقاء أغسطس كقيصر عام 27 قبل الميلاد . وتشير الأدلة إلى أن مدينة يافا قد حظيت بإهتمام خاص في العصر الهيلنستي حيث اهتم بها اليونانيون كمدينة ومرفأ هام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، تمثل قاعدة هامة بين بلادهم وفلسطين ، في فترات تميزت بالإتصال الدولي والنشاط التجاري بين بلاد الشام والأقطار العربية المجاورة ، وبلاد اليونان ، وجزر البحر المتوسط . 4- يافا في العصر الروماني (63 ق.م - 324 م) : في نهاية العصر الهيلنستي ظهرت روما كدولة قوية في غرب البحر المتوسط ، وأخذت تتطلع لحل مكان الممالك الهيلينية في شرق البحر المتوسط ، فانتهز قادة روما فرصة وجود الاضطراب والتنافس بين الحكام ، وأرسلوا حملة بقيادة "بومبي بومبيوس" الذي استطاع إحتلال فلسطين ، فسقطت مدينة يافا تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م. ، والذي استمر إلى نحو 324م ، وقد لقيت يافا خلال حكم الرومان الكثير من المشاكل ، فتعرضت للحرق والتدمير ،أكثر من مرة ، بسبب كثرة الحروب والمنازعات بين القادة أحياناً ، وبين السلطات الحاكمة والعصابات اليهودية التي كانت تثور ضد بعض الحكام أو تتعاون مع أحد الحكام ضد الآخرين ، أحياناً أخرى . وكانت هذه المحاولات تقاوم في أغلب الأحيان بكل عنف ، فعندما اختلف "بومبيوس" مع يوليوس قيصر ، استغل اليهود الفرصة ، وتعاونوا مع يوليوس في غزوه لمصر ، فسمح لهم بالإقامة في يافا مع التمتع بنوع من السيادة . وعندما تمردوا على الحكم عام 39 ق.م. ، في عهد "أنطونيوس" ، أرسل القائد الروماني " سوسيوس " (Sosius ) جيشاً بقيادة "هيروز" لتأديبهم ، واستطاع إعادة السيطرة الكاملة على المدن المضطربة وبخاصة يافا ، والخليل ، ومسادا (مسعدة) ثم القدس عام 37 ق.م . وقد عاد للمدينة إستقرارها وأهميتها ، عندما استطاعت "كليوباترا" ملكة مصر في ذلك الوقت إحتلال الساحل الفلسطيني وإبعاد هيرودوس ، حيث بقي الساحل الفلسطيني ، ومن ضمنه مدينة يافا تابعاً لحكم "كليوباترا " حتى نهاية حكمها عام 30 قبل الميلاد . وفي نهاية عهد أغسطس قيصر ( 27 ق.م. -14م. ) ضم الرومان مدينة يافا إلى سلطة "هيرودوس الكبير" ، إلا أن سكان المدينة قاوموه بشدة ، فانشأ ميناءاً جديداً في قيسارية (63 كم شمال يافا) ، مما أثر تأثيراً كبيراً على مكانة يافا وتجارتها ، ولم يمض وقت طويل حتى عادت المدينة ثانية لسيطرة هيرودوس ، ثم لسلطة ابنه "أركيلوس" في حكم المدينة من بعده حتى عام 6 ق.م. ، عندما ألحقت فلسطين بروما ، وأصبحت "ولاية رومانية" . 5- يافا في العهد البيزنطي (324 م - 636 م ): دخلت يافا في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي ، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م ) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي . وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية . وقد احتلت يافا مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي ، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأرض المقدسة . 6- يافا في العصر العربي الإسلامي (15 هـ -1367 هـ-636م -1948 م ): يتميز العصر العربي الإسلامي في مدينة يافا خاصة ، وفي فلسطين عامة ، بمميزات هامة تجعله مختلفاً تماماً عن العصور السابقة ، سواء منها البيزنطية ، أم الهيلنستية ، أم الفارسية ، أم غيرها . فالفتح العربي الإسلامي لفلسطين لم يكن من أجل التوسع أو نشر النفوذ ، أو إقامة الإمبراطوريات ، إنما بدوافع دينية لنشر دين الله ، وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها ، ويبدو ذلك بكل وضوح في عدم تعرض مدن فلسطين إلى أي تدمير عند فتحها . فلقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية ، في القرن السابع الميلادي تحرير بني قومها من سيطرة البيزنطيين ، ومن ثم تعزيز الوجود العربي فيها ، ورفده بدماء عربية جديدة ، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة ، من أنباط حوالي 500 ق.م. ، وآراميين حوالي 1500 ق. م. ، وآموريين ، وكنعانيين حوالي 3000 ق.م . وكانت القبائل العربية المختلفة وفي مقدمتها طائفة من لخم يخالطها أفراد من كنانة قد نزلت يافا . وظلت الروابط العرقية والاجتماعية والثقافية والتجارية تتجدد بين فلسطين والجزيرة العربية الأم ؛ وعندما بدأ الفتح العربي الإسلامي ، تضامن عرب فلسطين والشام مع إخوانهم العرب المسلمين ، للتخلص من حكم الرومان الأجنبي وإضطهاده لهم . لقد أصبحت فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي إقليماً من أقاليم الدولة الإسلامية ، ونعمت في ظلها بعصر من الإستقرار لم تعرفه من قبل ، فاستراحت من الحروب التي كانت تجعل أرضها ساحة للمعارك . 7- الدولة العثمانية : بعد إنهيار الحكم المملوكي ، دخلت كل من مصر وبلاد الشام ، بما فيها فلسطين في عهد الدولة العثمانية . وفي مطلع ذي القعدة عام 922 هـ ، كانون الأول ، ( ديسمبر ) 1517 م استسلمت المدن الرئيسية في فلسطين ، ومنها يافا ، والقدس ، وصفد ، ونابلس للدولة العثمانية دون مقاومة . كما امتد السلطان العثماني إلى جميع أقطار الوطن العربي . ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يعتبرون الدولة العثمانية إمتداداً للدولة الإسلامية التي ورثت الخلافة الإسلامية ، وقضت على الدولة البيزنطية . ومن مميزات العهد العثماني أنه أبقى على وحدة الأقطار العربية ، وعلى العلاقات الطبيعية بينها ، إذ تشير الأدلة إلى وجود علاقات تجارية وثقافية وثيقة بين مصر وبلاد الشام عامة ، ومصر وفلسطين خاصة ، حيث وجد في مصر حرفيون فلسطينيون ينتمون إلى جميع المناطق الفلسطينية ، منهم اليافي ، والغزي ، والنابلسي ، والخليلي ، وغيرهم . 8- الانتداب البريطاني : بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، وهزيمة الدولة العثمانية ، دخلت فلسطين في عهد جديد ، هو عهد الإستعمار البريطاني ، الذي عرف ب"الانتداب البريطاني" على فلسطين ، حيث ابتدأ بوضع فلسطين تحت الإدارة العسكرية البريطانية من سنة 1917-1920م ، وفي تموز 1920 م ، وقبل أن يقر مجلس عصبة الأمم صك الانتداب ، الذي كانت ستحكم فيه فلسطين ، بحوالي عامين ، حولت الحكومة البريطانية الإدارة العسكرية في فلسطين إلى إدارة مدنية ، وسبقت الحوادث ، ووضعت صك الانتداب موضع التنفيذ قبل إقراره رسمياً ، وعينت السير "هربرت صموئيل" اليهودي البريطاني "أول مندوب سامي في فلسطين" . وقد اختلف هذا العهد عن جميع العهود السابقة التي مرت بها المسيرة التاريخية للمدينة ، فقد طغت الأحداث السياسية في هذا العهد 1917- 1948 م على جوانب الحياة الأخرى للمدينة ، كما تميز هذا العهد بتنفيذ المخطط الصهيوني الإستعماري في فلسطين . الكفاح المسلح : ومع تطور الأحداث والصدامات المسلحة ، أصبح الكفاح المسلح هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الحقوق . وقد أعلن الشيخ عز الدين القسام ، الثورة المسلحة ضد اليهود والإستعمار البريطاني في فلسطين . وقد ألهب هذا الإعلان مشاعر المواطنين الفلسطينيين في كل مكان ، وانتشرت روح الجهاد ضد الاستعمار ، واقتنع الجميع بأن الكفاح المسلح هو الأسلوب الوحيد لحماية الوطن . ثم استشهد الشيخ عز الدين القسام في 19/11/1935 ، وكان ذلك بمثابة إعلان الثورة . ومن ناحية أخرى فرض المندوب السامي البريطاني في فلسطين قوانين الطوارئ ، كما فرض نظام منع التجول على مدينتي يافا وتل أبيب ، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها يافا ومناطق أخرى من فلسطين بين العرب واليهود في نيسان (إبريل) 1936 م ، غير أن هذه الإجراءات لم تحل دون تأجج نار الثورة ، حيث حدثت عدة مصادمات بين العرب والجنود البريطانيين في يافا إحتجاجاً على وضع مساجد المدينة تحت الاشراف المباشر للسلطات البريطانية . ونتيجة لتلك الأحداث التي انتشرت في يافا وفي معظم المدن الفلسطينية ، اجتمع زعماء يافا في مكتب لجنة مؤتمر الشباب ، وشكلوا لجنة قومية ، وقرروا الإضراب العام تعبيراً عن سخط الشعب الفلسطيني ومعارضته للهجرة اليهودية ، وشجبه للسياسة البريطانية الغاشمة في فلسطين . كما انتخبوا لجنة قومية للإشراف على الإضراب ، وقد استجابت لهذا الإضراب وأيدته ، وشاركت فيه هيئات عديدة من أنحاء فلسطين . وقبيل الحرب العالمية الثانية ، والظروف التي واكبتها ، توقفت الثورة الفلسطينية المسلحة مرة أخرى في أيلول (سبتمبر) عام 1939م ، لكنها ظلت كامنة في نفوس المواطنين . وعندما حل عام 1947 م ، وعلى أثر إعلان قرار تقسيم فلسطين ، عادت الثورة المسلحة للظهور ، وحدثت عدة مصادمات وعمليات عسكرية في معظم أنحاء فلسطين . ويمكن حصر أبرزها في مدينة يافا على النحو التالي : بعد قرار التقسيم بأسبوع واحد ، نشبت معركة بين العرب واليهود في حي "تل الريش" شرق المدينة ، حيث استطاع المناضلون العرب إقتحام مستعمرة "حولون" المجاورة ، وفي مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) من 1947م قام اليهود بهجوم كبير على حي "أبو كبير" وقتلوا عدداً من المواطنين . وفي 4 كانون الثاني (يناير) عام 1948 م ، قام اليهود بعمل إجرامي كبير ، حيث نسفوا "سرايا الحكومة" في وسط المدينة ، والتي كانت مقراً لدائرة الشؤون الاجتماعية ، بواسطة سيارة ملغومة ، وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى . وفي 15 /5/1948 انسحبت القوات البريطانية من المدينة ، ودخلت القوات اليهودية الصهيونية وعلى رأسها عصابات الهاجانة المدينة وأعملت السلب والنهب والإستيلاء على ما تجده ، بعد هزيمة المجاهدين والمدافعين عن يافا . السُكان والنشاط الاقتصادي صورة تاريخية من عشرينات القرن العشرين تبين تحميل صناديق البُرتقال اليافاوي على القوارب اليافية ، ليتم نقلها بعد ذلك إلى سُفن الشحن الأوروبية الراسية خارج ميناء يافا .لقد تطور عدد السكان في مدينة يافا خلال فترة الإنتداب البريطاني ، إذ أظهرت نتائج التعداد العام للسكان عام 1922 ، أن قضاء يافا احتل المركز الرابع ضمن مجموعات السُكان التي تضم أكثر من 50 ألف نسمة . أما التعداد العام للسكان عام 1931 فقد أظهر احتلال قضاء يافا المركز الثاني ضمن المجموعة التي تضم عدد سكان أكثر من 170 ألف نسمة ، وفي عام 1944 أصبح قضاء يافا يحتل المركز الأول بعد أن وصل عدد سكانه إلى 374 ألف نسمة ؛ ويرجع سبب هذه الزيادة إلى هِجرة الكثير من أبناء القرى والمدن الداخلية إلى المناطق الساحلية ، بسبب خصوبة التربة والأراضي الزراعية من جهة ، وإزدهار ميناء يافا من جهة أخرى . وقد تنوعت الأنشطة الاقتصادية في مدينة يافا ومن أبرز مظاهر النشاط الاقتصادي : 1. الزراعة : انتشرت بساتين الحمضيات والفواكه والخضار حول المدينة واشتهرت مدينة يافا ببرتقالها "اليافاوي" الذي نال شهرة عالمية . ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل تستغل هذه الشهرة إلى يومنا هذا ، حيث تضع على كل حبة بُرتقال "يافاوي" تصدر إلى دُول العالم مُلصقاً صغيراً مكتوباً عليها "Jaffa" ، وهي علامة تجارية عالمية مُسجلة . 2. التجارة : كانت مدينة يافا ميناء فلسطين الأول قبل أن ينهض ميناء حيفا ، حيث كان ميناءاً للتصدير والإستيراد ، وقد صدرت من هذا الميناء الحمضيات والصابون والحبوب ، وتم إستيراد المواد التي احتاجت إليها فلسطين وشرق الأردن مثل الاقمشة والأخشاب والمواد الغذائية . أما على صعيد التجارة الداخلية ، فقد كانت مدينة يافا تعج بالاسواق والمحلات التي يزورها الكثير من سُكان القرى والمدن المجاورة . ومن أشهر أسواقها : سوق بسترس - سوق اسكندر عوض - سوق الدير - سوق الحبوب - سوق المنشية - سوق البلابسة - سوق الاسعاف . 3. الصناعة : وجدت في مدينة يافا العديد من الصناعات كصناعة التبغ ، والبلاط ، والقرميد ، وسكب الحديد ، والنسيج ، والبسط ، والورق ، والزجاج ، والصابون ، ومدابغ الجلود ، والمطابع . النشاط الثقافي في مدينة يافا يعتبر المجال التعليمي والمجال الصحفي من أبرز مجالات النشاط الثقافي في مدينة يافا في هذه الفترة ، حيث ازدادت أعداد المدارس بجميع المراحل ، كما ظهرت مطابع حديثة ، وصدرت العديد من الكتب الأدبية والعلمية وانتشرت الصحف اليافية في كل أرجاء فلسطين . التعليم : فمن الناحية التعليمية ، تم إنشاء العديد من المدارس الجديدة ، سواء الحكومية منها أم الأهلية ، ففي حين كان عدد المدارس في عام 1930/1931 م ، ثلاث مدارس حكومية منها : مدرسة للبنين ، حتى الصف الثاني الثانوي ، ومدرستان للبنات ، حتى الصف الخامس الإبتدائي ، بلغ عددها عام 1936/1937 م ثمان مدارس ، منها أربع مدارس للبنين حتى الصف الأول التجاري ، بعد الصف الثاني الثانوي . وكان عدد طلابها 1092 طالباً . أما المُعلمون فقد بلغ عددهم أربعة وثلاثين مُعلماً . ثم أربع مدارس للبنات ، حتى الصف السابع الابتدائي ، وقد ضمت 1021 طالبة ، وستاً وعشرين مُعلمة . أما في عام 1942/1943 م فقد بلغ عدد المدارس 49 مدرسة ضمت 10621 طالباً وطالبة ، و323 معلماً ومعلمة . أما الآن فتتوزع المدارس إلى قسمين: 1-المدارس الحكومية ومنها : - مدرسة الاخوة . - مدرسة حسن عرفة . - المدرسة الثانوية الشاملة . 2-مدارس الكنائس : - مدرسة ترسنطة . - المدرسة الفرنسية وهي مختلطة عرب + يهود . - مدرسة ضابيطا . - المدرسة النموذجية التجريبية . النشاط الصحفي : الصحافة لسان الشعب في كل مجتمع ، تعبر عن آرائه ، وتناقش مشكلاته وتحدد إتجاهاته . وقد لعبت الصحافة في يافا في هذا العهد دوراً كبيراً في مجريات أمورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . ويدل تنوع ما صدر فيها من صحف ومجلات بين يومية وأسبوعية ونصف شهرية وشهرية على مدى الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي لهذه المدينة . الجمعيات الإسلامية : - المدرسة الفيصلية ، وكانت تتبع جمعية الشبان المسلمين في المنشية ، وبلغ عدد طلابها 112 طالباً ، وتقتصر على المرحلة الإبتدائية . - مدرسة الإصلاح ، مدرسة إبتدائية ، تتبع جمعية الإصلاح الإسلامية ، أقيمت في حي أبو كبير . - وذلك إلى جانب ثلاث وعشرين مدرسة أخرى تتبع جمعيات إسلامية . الجمعيات المسيحية : وكان يتبعها ست عشرة مدرسة ، للمسيحيين الأجانب . المكتبات : ومن مظاهر النشاط الثقافي في يافا إنتشار المكتبات العامة والخاصة في معظم أحياء المدينة ، ومنها : - مكتبة فلسطين العِلمية ، في شارع بسترس . - مكتبة فلسطين ، في حي العجمي . - المكتبة العصرية ، في شارع بسترس . - مكتبة عبد الرحيم ، وتقع في وسط المدينة . - مكتبة الطاهر، تقع في شارع جمال باشا . - مكتبة العموري ، ومكتبة طلبة ، كما وجدت مكتبات في الأندية الرياضية ، والأندية الاجتماعية في المدينة . المناسبات الاجتماعية البارزة في المدينة : موسم النبي روبين : وقد بدأت الإحتفالات بهذا الموسم في زمن صلاح الدين الأيوبي ، واستمرت حتى إغتصاب مدينة يافا من قبل المستوطنين اليهود ، حيث يُقام الاحتفال بجوار نهر روبين ، ويمكث السكان حوالي شهر في الخيام على شاطىء البحر وبين الكثبان الرملية والأشجار . موسم النبي أيوب : يُقام سنوياً في حي العجمي قرب شاطىء البحر الجميل . معالم المدينة يوجد في مدينة يافا العديد من المعالم التاريخية التي تشير إلى تراثها العربي الأصيل ، رغم تعرضها في مسيرتها الحضارية الطويلة إلى التخريب والتدمير مرات عديدة . ضمت مدينة يافا سبعة أحياء وهي : 1. البلدة القديمة : ومن أقسامها الطابية والقلعة والنقيب . 2. المنشية : وتقع في الجهة الشمالية من يافا . 3. ارشيد : وتقع جنوب حي المنشية . 4. العجمي : وتقع في الجنوب من يافا . 5. الجبلية : وتقع جنوب حي العجمي . 6. هرميش "اهرميتي" : وتقع في الجهة الشمالية من حي العجمي . 7. النزهة : وتقع شرق يافا وتعرف بإسم "الرياض" وهي أحدث أحياء يافا . وهناك أحياء صغيرة تعرف باسم "السكنات" ومنها "سكنة درويش" و"سكنة العرابنة" و"سكنة أبو كبير" و"سكنة السيل" و"سكنة تركي" . ومن أبرز شوارع مدينة يافا شارع اسكندر عوض التجاري ، وشارع جمال باشا ، وشارع النزهة . ومن أبرز معالم المدينة : المسجد الكبير أو مسجد المحمودية الكبير أو جامع يافا الكبير : ويقع المسجد في البلدة القديمة ، ويتكون من دورين ، ويمتاز بضخامته ويوجد بجواره سبيل ماء يعرف بسبيل المحمودية أو سبيل ماء سليمان باشا . صوره للمسجد من داخل احد اقواسه تصوير محمد تميمي مسجد حسن بك : يقع مسجد حسن بك في حي المنشية ، وهو يُعتبر الأثر المعماري الإسلامي والعربي الوحيد في الحي ، بعد أن قام الإحتلال الإسرائيلي بهدم الحي بأكمله . كنيسة القلعة : من أقدم الآثار المعمارية في المدينة القديمة ويوجد بجوارها دير . والكنيسة والدير تابعة لطائفة الكاثوليك . وهي من المعالم البارزة والمُميزة في "تل يافا" أو "تل البلدة القديمة" ، ويمكن مُشاهدتها من مسافات بعيدة . تل جريشة : وتقع شمال المدينة ، وهي منطقة تشرف على نهر الجريشة ، ويؤمها السكان في الأعياد والإجازات ، وتمتاز بموقعها الجميل الذي تحيط به الأشجار . تل الريش : تل يقع شرق المدينة ، يبلغ إرتفاعه نحو 40 قدماً ، وتحيط به بيارات الُبرتقال ، والمباني الحديثة . البصة : وهي أرض منخفضة ، في موقع متوسط شرق المدينة ، بها خزانات للمياه العذبة ، وبها الملعب الرياضي الرئيس للمدينة ، حيث تقام المهرجانات الرياضية للمدينة . ساحة الساعة : أو "ساحة الشهداء" في وسط المدينة ، وبجوارها "سراي" الحكومة والجامع الكبير ، والبنوك ، وتتصل بالطرق الرئيسية للمدينة ، ويقوم وسطها برج كبير يحمل ساعة كبيرة . وقد شهدت هذه الساحة المظاهرات الوطنية والتجمعات الشعبية ضد الإستعمار والصهيونية ، وعلى أرضها سقط العديد من الشهداء . ساحة العيد : وهي جزء من المقبرة القديمة ، حيث تقام الأعياد والاحتفالات في المواسم والمناسبات . الحمامات القديمة : وهي التي تعرف بالحمام التركي ، وهي قديمة العهد في المدينة وكان أشهرها يقع في المدينة القديمة . المقابر "المدافن" : ومنها مقبرة العجمي القديمة ، والمقبرة العامة ، ومقبرة الشيخ مُراد، والمقبرة القديمة ، ومقبرة سلطانة ، ومقبرة تل الريش ، مقبرة عبد النبي . دور العبادة الإسلامية (المساجد) : بالإضافة إلى المسجد الكبير ، كان هناك جامع الطابية ، وجامع البحر ، جامع حسن باشا ، وجامع الشيخ رسلان ، وجامع الدباغ ، وجامع السكسك ، والذي حولته إسرائيل إلى مصنع للبلاستيك ، وجامع البركة ، جامع حسن بك في المنشية ، وجامع ارشيد ، وجامع العجمي ، وجامع الجبلية . دور العبادة المسيحية (الكنائس والأديرة) : كان في يافا 10 كنائس تمارس فيها الطوائف المسيحية طقوسها الدينية ولكل طائفة كنيستها الخاصة . والطوائف هي : طائفة الروم الكاثوليك ، وطائفة الموارنة ، وطائفة الأرمن ، والطائفة الاسكتلندية ، والطائفة اللوثرية ، والطائفة الانغليكانية ، بالإضافة إلى كنيسة بإسم القديس جورج ، وكنيسة بإسم القديس أنطوني ، وكنيسة بإسم القديس بطرس للفرنسيسكان . أما الأديرة الثلاثة فهي مُلحقات بكنائس القديس أنطوني ، والقديس بطرس ، والقديس جورج التي سبق ذكرها . ومن الكنائس المشهورة في يافا ، كنيسة المسكوبية وتعرف بطامينا في حي أبو كبير . المزارات الدينية : ومن مزارات يافا مزار طامينا ، ومزار الوليين الشيخ إبراهيم العجمي ، والشيخ مُراد ، ويعود تاريخهما لأيام المماليك . أعلام المدينة ومن أبرز شعراء يافا وأدبائها : محمود الحوت ، محمد محمود نجم ، محمود الأفغاني ، حسن أبو الوفاء الدجاني ، سعيد العيسى ، مصطفى درويش الدباغ ، أحمد يوسف ، عارف العزوني ، ومحمد سليم رشوان ؛ ومن المؤلفين عبدالوهاب الكيالي ، ومحمد إبراهيم الشاعر ؛ ومن القادة صلاح خلف (أبو إياد) ؛ ومن رجالها الشيخ حسين بن سليم الدجاني ؛ ومن المحامين والقضاة راغب الإمام ؛ ومن العُلماء : د. إبراهيم أبو لُغد (علوم سياسية) ، د. هشام شرابي (تاريخ) ، د. سليم تماري (علم اجتماع) ، د. نعمان علي خلف (علم أحياء) ؛ ومن الفنانات تمام الأكحل (فن تشكيلي) ، ومن المجاهدات دلال المغربي . المدينة اليوم عند اندلاع حرب 1948 شهدت مدينتي يافا وتل أبيب معارك عنيفة بين سكانهما، ولكن يافا وقعت في أيدي المنظمات الصهيونية المسلحة خلال فترة قصيرة نسبيا إذ كانت محاطة بتجمعات يهودية كبيرة. في 13 مايو 1948، يوم واحد قبل مغادرة البريطانيين البلاد والإعلان عن دولة إسرائيل في تل أبيب، وقع زعماء يافا على اتفاقية استسلام مع منظمة الهاجاناه التي احتلت المدينة. هجر معظم السكان العرب الفلسطينيين المدينة عن طريق البحر خارجين من ميناء يافا. في تقرير الصحافي اليهودي شمعون سامت في صحيفة هآرتس من 11 يونيو 1948 يقال إن عدد اليافيين العرب قبل الحرب كان 70 ألف نسمة، ولم يبقى منهم إلا 4400 نسمة في يونيو 1948. وحسب هذا التقرير فرضت السلطات الإسرائيلية الجديدة الحكم العسكري على يافا وحظرت الدخول فيها أو الخروج منها إلا بتصاريخ خاصة. وبعد نهاية الحرب في بداية 1949 انتهى الحكم العسكري وبدأ إسكان مهاجرين يهود في المدينة. في 1958 زاد عدد الفلسطينيين في يافا وبلغ 6500 نسمة بينما بلغ عدد اليهود فيها 50 ألف نسمة. أما في 1965 فعاش في المدينة 10 آلاف فلسطيني و 90 ألف يهودي، ويقدر عددهم الآن بحوالي 25 ألف فلسطيني و120 ألف يهودي. في 1950 تم إلحاق مدينة يافا بمدينة تل أبيب حيث تدير شؤون المدينة بلدية مشتركة للمدينتين. أما البلدة القديمة التي بدأ دمارها في الاشتباكات بين السكان العرب وسلطات الانتداب البريطاني في 1936، ثم تكثف في حرب 1948، فقامت إسرائيل بترميمها في 1965، لتصبح وجهة سِياحية ومقصداً ومقراً للفنانين
BY : MEGO SHAKRA