تابع صفحتنا ع الفيس بوك

الجمعة، 11 يوليو 2014

اهمال الاثار فى محافظة سوهاج


إذا كانت محافظة سوهاج تضم اكثر من40 موقعا أثريا مهما يمكنها استقبال نحو15 ألف سائح يوميا, فإن المفتوح أمام الزيارة لايتجاوز موقعين فقط ولا يزيد عدد السائحين علي11 ألفا سنويا. هذه الأرقام تثير تساؤلا لابد منه: لماذا لاتفتح باقي المواقع الأثرية والمعابد الفرعونية أمام السائحين لترويج السياحة من ناحية وتشغيل الآلاف من أبناء المحافظة من ناحية أخري ومنع سرقة الآثار والاتجار فيها من ناحية ثالثة.فسوهاج تلك المحافظة الفقيرة في مواردها الغنية بآثارها مازالت كنوزها الضخمة الاثرية إما مدفونة أو مهملة وعرضة للسرقة, والمكتشف منها مغلق أمام السائحين فمن بين اربعين موقعا لم يتم التصريح سوي بزيارة موقعين فقط فاصبح لايزورها إلا عشرة آلاف سائح سنويا رغم انها تستوعب ضعف هذا الرقم يوميا.المسئولون اكدوا ان العجز عن تدبير التمويل اللازم وراء تعطيل المشروعات الأثرية بداية من نقل جبانات أخميم المبنية علي معبد رمسيس الثاني وصولا إلي تعطيل إنشاء المتحف لتترك آلاف القطع الاثرية مكدسة بالمخازن وعرضة للهلاك والسرقة.
ورغم مرور نحو30 عاما علي اكتشافه مازال معبد رمسيس الثاني يستغيث لانقاذه من تحت مقابر أخميم المنسية.بكثير من السخرية والاستغراب استقبل المواطنون استفساراتي حول موضوع تأخر نقل جبانات أخميم لاكمال الكشف عن معبد رمسيس الثاني, متسائلين: وهل بقيت آثار تحت المقابر؟!وقال لي سائق التاكسي الذي ركبت معه للوصول الي اخميم إن المدينة تحولت خلال سنوات الي ابراج سكنية ووصل سعر المتر الي اربعة آلاف جنيه.. كل هذا الثراء من فلوس بيع الآثار!فقلت له: وماهو الدليل علي أن ذلك من فلوس الآثار كما تقول؟! فقال مستغربا: يا استاذ اذا كان هناك شخص لم يكن أي شيء.. وفجأة اشتري شقة بمليون جنيه وسيارة بربع مليون جنيه فمن أين له هذا؟!المواطنون في اخميم يرفضون الخوض في الحديث عن الأثار مع الغرباء وقال لي احد مسئولي الاثار بسوهاج ـ فيما بعد ـ ان الناس اصابها هوس البحث عن الاثار والجميع يلهث وراء الثراء السريع الفاحش.والغريب ان الشائع لدي المواطنين تورط شخصيات بارزة وعامة وعائلات كبيرة بالمحافظة في تجارة الآثار.. بل يتهمون هؤلاء بانهم وراء تأخر عمليات الكشف الاثرية في المحافظة, وفي مقدمة تلك المواقع نقل مقابر اخميم لان هؤلاء يقومون حاليا باعمال حفر وتنقيب وسرقة للاثار الموجودة تحت هذه المقابر..وإن كانت تلك الاتهامات لايؤكدها أي دليل مادي قوي لتصبح حقيقة وليست مجرد شائعة.. إلا أنها تطرح تساؤلا مهما: أين أعضاء مجلسي الشعب والشوري من المطالبة بالانتهاء من اعمال الكشف الاثري؟ ولماذا لايضع المسئولون بالمحافظة هذه الاكتشافات في مقدمة أولوياتهم؟لذلك قد يكون الاتهام باطلا وقد يكون به شيء من الحقيقة والتي إن صحت تكون هي الكارثة بمعني الكلمة.

تفاوت الاهتمام وبعقلية الخبير الذي ينظر الي الامور برؤية عامة ويعرف الحجم الحقيقي للمأساة التي تعيشها تلك الآثار المدفونة والمهملة يقول الدكتور عبدالحليم نور الدين الامين العام السابق للمجلس الاعلي للاثار ان لدينا حوالي ألف موقع أثري في مصر إلا أن المسئولين سواء بوزارة الثقافة أو المجلس الاعلي للاثار لايعطون الاهتمام إلا لحوالي150 موقعا في سقاره والجيزة والاقصر علي حساب لنحو850 موقعا آخر لاتقل اهميتها التاريخية عن تلك المواقع.وأرجع السبب في ذلك إلي أن المواقع التي تلاقي الاهتمام من جانب المسئولين هي مواقع ذات إهتمام إعلامي وسياحي, مطالبا في ذلك الصدد بضرورة قيام المسئولين بوضع رؤية واضحة وجادة فيما يتعلق بالترميم والاكتشافات دون تفرقة بين منطقة وأخري وتقوم تلك الجهات بالالتزام الكامل بتنفيذ تلك الرؤية والتي تصب في النهاية في زيادة الرواج السياحي الي جميع محافظات مصر الغنية بكنوزها الاثرية المهمة.

وأوضح الامين العام السابق للمجلس الاعلي للاثار ان اخميم بما فيها من كنوز اثرية بل محافظة سوهاج بالكامل تأتي ضمن المناطق الأثرية المنسية الأمر الذي أدي الي تراجع عدد السياح بها ليصل الي نحو ألف سائح سنويا في حين وصل عدد الذين زاروا معبد أبيدوس خلال عام1990 الي حوالي150 ألف سائح وهو موقع من عشرات المواقع الاثرية في سوهاج والتي اذا وجدت الاهتمام اللائق بآثارها فيمكن ان يصل عدد السائحين اليها في اليوم الواحد الي خمسة عشر ألف سائحبما يعني زيادة دخل المحافظة وتوفير فرص العمل لآلاف الشباب بها, خاصة أن تلك المحافظة تحتوي علي مناطق أثرية فريدة مثل العرابة المدفونة ومعبد ابيدوس ومعبد سيتي الاول وضريح الاله ايزوريس اله الخير في مصر القديمة والذي كان يعد مقصدا للحجاج في عهد الفراعنة من جميع انحاء العالم وغيرها من المواقع الاثرية ذات الشهرة العالمية.

قصة اكتشاف المعبد وللاقتراب اكثر من حقيقة الوضع كان لابد من لقاء زين العابدين علي دياب مدير عام آثار سوهاج ومكتشف معبد رمسيس الثاني اسفل مقابر اخميم والذي جاء حديثه ما بين الحماسي حينما تذكر قصة كشفه للمعبد وقت أن كان مفتشا لاثار أخميم عام1981 وما بين اليأس بعد أن طال انتظار عمليات الكشف عن المعبد وحتي الآن لم تتم عملية نقل الجبانات يقول: إنه خلال الفترة من28 سبتمبر1981 حتي6 اكتوبر1981وركزت جميع وسائل الاعلام علي هذا الكشف الضخم إلا ان مقتل الرئيس الراحل انور السادات يوم6 اكتوبر جعل الجميع ينشغل عن هذا الكشف وتواري عن الانظار حتي عام1991 عندما تم الكشف عن تمثال مرت امون ابنة الملك رمسيس الثاني( الاله أتوم) اله الشمس وله تمثال ضخم محطم بجوارها نعمل حاليا علي ترميمه بالاضافة الي قطع اثرية عديدة اخرها تمثال للملك رمسيس الثاني وللكهنة,وفي نهاية عام1991 تم الكشف عن ظهر لتمثال ضخم جدا للملك رمسيس الثاني وتم ايقاف العمل وبعد عمليات الحفر للكشف عن التمثال وجد انه بالفعل للملك رمسيس الثاني وهو جالس علي العرش بارتفاع اكثر من13 مترا فاصدر محافظ سوهاج في ذلك العام(1991) قرارا بنقل الجبانات واختيار موقع بديل بعيدا عن المنطقة الأثرية.
ويضيف مدير اثار سوهاج إن ضخامة تمثال الملك رمسيس الثاني الذي حكم مصر قرابة67 عاما يدل علي اتساع المعبد المدفون تحت مقابر اخميم ويؤكد ان المنطقة غنية جدا بالآثار والتماثيل الضخمة وان مدينة اخميم بالكامل تطفو فوق بحيرة من الآثار, ورغم أهمية الموقع فإن مدير اثار سوهاج استبعد امكانية نقل مدينة اخميم بسبب مصاعب التمويل والعجز عن توفير ما يكفي لنقل الجبانات موضحا انه سبق وتم تخصيص1500 فدان لنقل المدينة إلا ان هذا المشروع لم ينفذ.وحول المواقع الأثرية الموجودة في سوهاج أوضح زين العابدين ان سوهاج بها اكثر من40 موقعا اثريا مهما والمسموح بزيارته من جانب السياح موقعين فقط هما ابيدوس واخميم وباقي المواقع مغلقة إما بسبب الاكتشافات أو لأسباب أخري.

وزيادة علي ما ذكره زين العابدين علي دياب فهناك مواقع لا حصر لها مدفونة تحت التراب في المدينة البطلمية الوحيدة التي لم تكتشف وترقد اسفل مدينة المنشأة كما يوجد ايضا معبدان اسفل قرية كوم أثريب بجوار أخميم ومعبد ترجان أسفل أخميم بالاضافة الي العديد من الآثار المهددة بالغرق او الانهيار والسرقة.
الاعتمادات المالية نعود الي قضية نقل جبانات أخميم لمعرفة السبب وراء تأخير تنفيذ تلك العملية حتي الآن حيث يقول رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التعمير بجنوب الصعيد التابع لوزارة الاسكان والمشرف علي عملية النقل يقول ان مشروع نقل الجبانات يقوم علي بناء10062 مقبرة منها7002 مقبرة جماعية( حوش) و3060 مقبرة فردية بالاضافة الي مسجد ومكان لإقامة الحفارين بتكلفة حوالي32 مليون جنيه وكان المفترض ان يبدأ التنفيذ منتصف عام1998 وينتهي خلال ثلاث سنوات, وتكون المقابر البديلة علي مساحة70 فدانا بحي الكوثر بموقع يبعد حوالي6 كيلو مترات عن المقابر الحالية ولكن لم يتم التنفيذ بسبب صعوبات التمويل.
وفي عام2002 طالبت المحافظة بضرورة إعادة التصميمات لتقليل التكاليف وتم تكليف كلية الهندسة جامعة القاهرة بهذا الأمر, وتم اعداد دراسة قللت التكلفة الاجمالية من50 مليون جنيه الي حوالي40 مليونا وفي شهر فبراير عام2002 وافقت وزارة الاسكان علي تلك الدراسة وفي شهر ابريل عام2003 تم استئناف العمل مرة أخري طبقا للدراسة الجديدة وتم توفير اعتمادات مالية علي فترات إلا ان عدم الالتزام بتوفير تلك الاعتمادات من جانب الجهات المسئولة عن التمويل وهي وزارة الثقافة( المجلس الاعلي للاثار) أدي الي تعثر المشروع اكثر من مرة.و جار دراسة موقف الشركة المنفذة للمشروع لاستكمال الاعمال المتبقية طبقا لاسعار السوق الحالية حيث انتهت الشركة من تنفيذ القيمة التعاقدية مضافا اليها25% تعويضات تحرير سعر الصرف وان الاعمال المتبقية في المشروع طبقا للدراسة المبدئية ستصل تكلفتها لحوالي30 مليون جنيه وفرت منها المحافظة بمعرفة وزارة السياحة3.5 مليون جنيه فقط.

متابعة دورية يستكمل رئيس منطقة تعمير سوهاج ان الجهاز التنفيذي لمشروعات التعمير مفوض من قبل المحافظة بالاشراف علي تنفيذ المشروع وهناك متابعة دورية لما يتم انجازه ويتم اعداد تقارير اسبوعية تصل الي المحافظة ووزارة الاسكان وتم الانتهاء من بناء جميع المقابر الفردية البالغ عددها3060 مقبرة اما المقابر الجماعية فقد تم الانتهاء فقط من5200 مقبرة من اجمالي7002 مقبرة بنسبة تنفيذ74%.

BY : AMIRA MOHAMED

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق