المسجد ووصفه :
المسجد مستطيل الشكل يتوسطه صحن كبير مربع مساحته 454.54 مترا مربعا به صهريج كان يملأ وقت الفيضان من الخليج عند ميدان الخرق. ويحيط بالصحن الأروقة من جميع الجهات، رواق واحد من الجهات الثلاث الشمالية والجنوبية والغربية. أما إيوان القبلة فيحتوى على ثلاثة أروقة عقودها ذات زوايا منكسرة حليت حافاتها من الداخل والخارج بكتابات قرآنية بالخط الكوفي المزهر الجميل تشبه تلك الموجودة بالجامع الأزهر والأقمر. وقد فتحت في (كوشة) العقود دوائر جصية مزخرفة، كما يعلو كل عقد نافذة صغيرة مملوءة بزخارف جصية مفرغة. كذلك زخرفت الأوتار الخشبية وكذا (الطبالى) التي تعلو تيجان الأعمدة بزخارف نباتية بأسلوب الحفر على الخشب الذي ساد في العصر الفاطمى. ومما يجدر ملاحظته أن شبابيك المسجد الموجودة بجدارالقبلة مملوءة بزخارف من الجص المفرغ عملت حديثاً على غرار الزخارف القديمة فيما عدا الشباك الذي يقع في النهاية الجنوبية لجدار القبلة، فيشتمل على كتابات كوفية ونسخية ترجع إلى العمارة التي قام بها الأمير بكتمر الجوكندار. وعلى يمين المحراب يوجد منبر خشبي نفيس صنعت (ريشتيه) جانبيه من حشوات مجمعة على شكل أطباق نجمية بها زخارف نباتية محفورة غاية في الدقة والإبداع ومطعمة بالصدف والعاج والأبنوس، كتب على بابه اسم منشئه وتاريخ الإنشاء أمر بعمارة هذا المنبر المبارك من ماله ابتغاء لوجه الله الكريم المقر العالى الأميري الكبيرى السيفى، سيف الدين مقدم الجيوش بكتمر الجوكندار المنصورى السيفى أمير جندار المناصرى وذلك بتاريخ شهر جمادى الآخر سنة تسع وتسعين وستمائة رحم الله من كان السبب.
كما نقش على جلسة الخطيب النص التالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون)أمر بإنشاء هذا المنبر المبارك الجناب العالى الأميري الكبيرى سيف الدين بكتمر الجوكندار أمير جندار وذلك بتاريخ سنة تسع وتسعين وستمائة. ويتضح لنا من هذين النصين أن الأمير بكتمر الجوكندار قد قام بإجراء عدة إصلاحات لهذا الجامع قبل الإصلاح الذي قام به بعد الزلزال الذي حدث سنة 702هجرية وقد جاء في النجوم الزاهرة (11) أن عبد الوهاب العيني جدد الجامع سنة 844هجرية ، كما يقول السخاوى (12) أن الأمير يشبك بن مهدى دوادار الملك الأشرف قايتباى قام سنة 882هجرية بالكشف عن سلم هذا الجامع الذي كان مردوماً، كما ظهرت العمد وأزال ما كان بواجهته من أبنية وتقع الواجهة الرئيسية للجامع في الجهة الغربية منه، حيث يوجد الباب العمومي الذي أقيم أمامه رواق محمول على أربع عمد رخامية تحمل خمس عقود وينتهى من طرفيه بحجرتين. وقد حلى جدار الرواق وكذا جانباه بزخارف على هيئة مرواح مخوصة ومصراعاً هذا الباب من الخشب غلف أحد وجهيه بصفائح نحاسية، نقل إلى متحف الفن الإسلامي الآن، ويعتبر أقدم باب نحاسى في مصر الإسلامية ما يزال باقياً حتى الآن. وفى أسفل جميع الوجهات عدا الواجهة الشرقية توجد حوانيت خصص دخلها للإنفاق على المسجد، وقد كتب على الواجهة الغربية وأول الواجهة البحرية النص التالي: "بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المسجد بالقاهرة المعزية المحروسة في مولانا و الإمام عيسى أبى القاسم الفائز بنصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين السيد الأجل الملك الصالح ناصر الأئمة وكاشف الغمة أمير الجيوش سيف الإسلام غياث الأنام كافل قضاة المسلمين وهادى دعاة المؤمنين أبو الغارات طلائع الفائزى عضد الله به الدين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته ونصر ألويته وفتح له وعلى يديه مشارق الأرض ومغاربها في شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة والحمد لله وصلى الله على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب أفضل الوصيين وعلى ولديه الطاهرين أبى محمد الحسن وأبى عبد الله الحسين وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين وسلم وشرف وكرم وعظم إلى يوم الدين (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين)،(رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد).
BY : BEBO ELBARADESIY
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق