ما بين الدجالين الذين يزعمون أنهم قادرون علي استخراجها بكل سهولة.
وبين الخرافات التي تستخدم في عمليات التنقيب عليها. تظل آثار مصر عرضة للنهب من جانب مجموعة من اللصوص الذين يقضون كل حياتهم في التنقل بين الجبال, والمحافظات والقري والنجوع وتصبح الآثار مثل الشيء الذي يجده أي شخص ولم يستدل له علي صاحب فيقرر بيعه في أقرب فرصة. لكن. أن يحضر أباطرة الآثار في 4 محافظات بجنوب الصعيد ويستخرجوا تماثيل بالجملة ويقولوا انهم يبيعونها بكل سهولة بحجة استغلال غفلة القائمين علي حماية الآثار, فإن الأمر يستدعي التدخل فورا. حراس الاثار مازالوا نائمين. والمقابر تفتح. والتماثيل تسرق. والأسعار بالملايين "خضراء اللون". والتجار والسماسرة يجوبون كل مكان في مصر يحملون في تليفوناتهم المحمولة كل أرقام زعماء التجارة ومشاهد فيديو بالجملة لآثار تم استخراجها.
"الأهرام المسائي" يعيش كواليس التجارة والتنقيب, والبيع, ويكشف عن مافيا جديدة بالصعيد, تتعامل مع ذبح الأطفال, ودماء المرأة الحائض, وأذان الديوك, وعويل الكلاب في فتح المقابر الاثرية, واستخراج الآثار, وخبرة البخور المغربي في تسهيل عمليات البيع لتظل أثار مصر تحت الطلب.
وكما تشير السيناريوهات التي تبادلها كثير من ابناء الصعيد نجد أن الحديث عن عمليات التنقيب والبيع بمثابة أمر طبيعي وهو ما دفعنا إلي خوض مشوار طويل لكشف أدق اسرارها برسالة من أحد السماسرة ويعمل لدي كبار تجار الاثار المعروفين وأهل الثقة لدي سكان تلك المناطق التي تضم قطعاً أثرية حديثة الاكتشاف مع شخص قال انه يسكن بإحدي القري أو بأحد المراكز أو باحدي المحافظات والرسالة تحتوي علي كافة التفاصيل لكنه ليس في كل الأحوال يكون بلاغ السمسارللتاجر الموجود بالقاهرة أو في أحد الفنادق بالأقصر عن قطع أثرية تم استخراجها بالفعل بل قد تحتوي رسالته علي اكتشاف مقبرة مغلقة ولم يتم الاقتراب منها وصاحبها "فلان بن فلان" ويحتاج إلي معدات كبيرة لإزالة الصخور التي تغطي المحتويات التي تتصدر مدخلها بالقرب من نقوشها الفرعونية.
في هذه الحالة يحاول التاجر الذي يقوم بدور المنقب بالبحث عن أحد المشايخ المشهورين بـ "حارس المكان" الذين عرفت بعضهم بالإسم من خلال تردد أسمائهم بين الباحثين عن الاثار. وهنا يكون الحق للتاجر في اختيار أحد النوعين من المشايخ سواء "المغربي" وهو غالي الثمن أو المحلي الذي ربما يفشل.
في القيام باللازم وعندما يتم الاتفاق بين التاجر المنقب وصاحب المكان الذي به المقبرة يحدد الشيخ المتفق عليه مسبقا شروطه وتتمثل في الاتفاق علي ثلث الآثار المستخرجة من المقبرة, والمساعدة علي تهريبها الي خارج البلاد نظراً لعلاقته بالتجار وهذه الحالة تعني أن الشيخ المتفق معه للعمل هو "المغربي" أما في حالة الاتفاق مع الشيخ المحلي فيقتصر دوره علي فتح المقبرة, وفي حالة الاتفاق النهائي مع أحد الاثنين تبدأ عملية تحديد الوسائل المستخدمة في الفتح والتي تقدر بعد تحديد مستوي المياه الجوفية الموجودة في مكان المقبرة وبناء علي مستوي وجود التماثيل من باطن الأرض, فبعض المشايخ يقوم برفعها الي مستوي أعلي فتكون التكلفة أكثر.
وأهم هذه الوسائل والتي يشترط الشيخ حضورها "البخور المغربي", والذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه أكثر من 300 ألف جنيه ويستخدم في عمليات التنقيب والبحث عن الآثار فقط. أو يطلب دم طفل أقل من ثلاث سنوات يتم ذبحه ويرش دمه علي جوانب المقبرة وذلك في الحالات الأكثر تعثراً مع المشايخ, وقد يطلب أيضاً قطع العضو الذكري لشخص أقل من 10 سنوات علي مدخل المقبرة لتسهيل عملية فتحها وذلك حسب ماأكده لنا أشهر مشايخ البحث عن الاثار. بالاضافة الي رش دم أو حيض إمرأة عاقر "لا تنجب".
الخطوة التالية لذلك تتضمن سؤالا من الشيخ المسئول لصاحب المقبرة عن الشواهد التي رآها من قبل تحدث بجوار المقبرة لأن كل واحدة تحتاج الي نوع معين من البخور أو الدم سواء كانت المشاهدة تتضمن منظرا لكلب أسود اللون أو ديك أصفر اللون أو شخص أسود اللون وبوجود هؤلاء يتأكد الشيخ من وجود كنوز أثرية باعتبارهم الحارس الفرعوني لهذا المكان, أو مايعرف بالرصد.
وفي الحالتين سواء كانت المقبرة مغلقة أو أثارا جاهزة للبيع, تحدد بعض الشروط بين التجار والبائع والسمسار قبل المعاينة علي الموقع ومشاهدة الاثار علي أرض الواقع, وهي أن تكاليف الخبير الأثري الذي سيعاين المكان ويؤكد صحته تكون علي حساب صحاب المقبرة وهي حجز تذكرتي طيران ذهابا وعودة ودفع مبلغ 10 آلاف جنيه ثمن معاينة المكان علي أن يدفع صاحب المقبرة أو صاحب التماثيل المعروضة للبيع مبلغ 50 ألف جنيه كضمان للتاجر قبل البدء في التنفيذ الحقيقي للموضوع وفي حالة وجود خلل في الاتفاق من جانب صاحب المقبرة يصبح هذا المبلغ "كأن لم يكن".
وفي حالة بيع تماثيل جاهزة يطلب التاجر شريط فيديو يتضمن جميع المشاهد وبكافة الجوانب وهنا يشترط أن يكون التصوير حديثا ومؤكدا بإحدي أوراق نتيجة العام الجديد تصور بجوار التمثال أو تصوير عدد اليوم لنسخة من جريدة الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية مع ضرورة إظهار تاريخ العدد لتأكيد المصداقية وحداثة الصورة.
وفي حالة تأكد التاجر من صحة الموجود وبعد موافقة خبير الآثار الذي يعمل معه يتم الاتفاق علي كيفية التسليم والتسلم, وفي حالة الأحجام الصغيرة فتنقل عن طريق سيارة ميكروباص تتحرك بالطريق الصحراوي أو سيارة ملاكي أرقامها مميزة أو عن طريق سيارة نقل كبيرة والمؤكد منها سيارات نقل الطماطم التي تأتي من أقصي جنوب الصعيد الي القاهرة يومياً في موسم الشتاء.
وبعد وصول الصفقة الي المكان الذي يخصصه التجار بالقاهرة ويعتبر أشهر أماكن وجودهم فندق مشهور بالمعادي, وتبدأ المفاوضات من جديد بالنسبة لتحديد السعر, في حالة عدم الاتفاق علي السعر الذي يحدده التجار تنتهي العملية بإبلاغ رجال المباحث ويتم تحريز المحتويات, وأحياناً يقوم التاجر بتجهيز تمثال فخاري مقلد يكون صورة طبق الأصل من التمثال الذي تجري المفاوضات عليه يتم تبديله وتخطر المباحث بالواقعة ويحرر محضر بالتمثال المضروب.
وفي حالة الاحجام الكبيرة والتي تزيد عن 180 سنتيمتراًَ فيتم البيع علي أرض المكان لأسماء وشخصيات مشهورة تتردد أسماؤها بين الصغير قبل الكبير في هذه الأماكن ولهم حق التصرف في الآثار وتهريبها بالطريقة المناسبة والتي قد تكون عن طريق طائرة أو البيع لشخص أجنبي.
والسؤال الذي نطرحه بعد كشف أدق أسرار عملية تهريب وتجارة الاثار أين ذهبت هذه الآثار التي ننشر مشاهد منها؟ وهل فعلاً موجودة في مخازن هيئة الآثار؟ ولماذا يتردد بين سكان مناطق استخراجها أنها هربت وتم بيعها خارج الصعيد؟
واذا كان لدينا الكثير من المشاهد فسنعرض أهمها والتي تم بيعها خلال الـ 4 أشهر الماضية, المشهد الأول الذي تنشر صور مقاطعه يحتوي علي تمساح ذهبي وضع علي قطعة خشبية وتم تسعيره وفقا لخبراء الاثار الذين شاهدوا المقطع بـ 5 ملايين د ولار, ويحتوي المقطع أيضا علي عشرة تماثيل ذهبية طول الواحد لايزيد علي 60 سنتيمترا تقف في صف واحد تظهر كأنها حارسون للملك وقدرت قيمة هذه التماثيل بـ 3 ملايين دولار ويحتوي المشهد أيضا علي تمثال كبير يجلس علي تابوت خشبي يصل طوله إلي مايقرب من 180 سنتيمترا
حقيقة هذه لمشاهد التي تأكدنا منها ونحن بين أهل المكان وحديثنا مع من شاهدوا هذه التماثيل وقت خروجها أنه تم استخراجها عن طريق حفار كبير يعمل بمواقع توصيل الغاز الطبيعي لأحدي شركات البترول بمنطقة الرزيقات بأرمنت رغم أنه قبل خروج الحفار بيوم واحد كانت مجموعة من سكان المكان ينقبون علي بعد 10 أمتار منه
الغريب أنه بمجرد خروج هذه التماثيل حدثت مشاجرة بين عمال الشركة وخفير يعمل حارسا لدي الشركة علي عملية التقسيم التي انتهت ببلاغ الخفير إلي إحدي الجهات المسئولية وترددت أقاويل بين بين من شاهدوا الواقعة أنه تمت معاملة الحفير معاملة سيئة وتم توزيع هذه المحتويات وتهريبها عن طريق أفراد وصلوا إلي المكان قبل أن تصل المحتويات الي هيئة الأثار
وعندما بحثنا عن تاريخ الواقعة والتماثيل المسجلة بالهيئة بالمنطقة الخاصة بالمكان لم نستدل علي هذه الآثار واعتبروا أنها مشاهد مضروبة وأن هذه الواقعة احتوت علي 4 تماثيل فخارية مسجلة بنفس التاريخ إلا أنه خلال التدقيق في المشهد وبعد ذهابنا إلي نفس المكان وجدنا صوت الحفار وبجواره مواسير الغاز ويظهر بعض عمال الشركة في هذا المكان وهذا ما أكده بعض أهالي القري المجاورة للمكان الذين كذبوا كل من يقول إن هذه المحتويات الموجودة بالمشهد لم تكن هي التي خرجت من واقعة حفر شركة البترول علي الطريق الصحراوي فوق الرزيقات
أما الواقعة الثانية والتي حدثت قبلها بأيام عملية تهريب لتمثال كبير علي هيئة مسلة فرعونية تم استخراجها من منطقة جبل اسنا قدر سعرها بـ 5 ملايين دولار
وأكدت مصادر لنا أن هذا التمثال خرج عن عملية تنقيب قامت بها مجموعة من شباب قرية بإسنا وأثناء عملية البيع وبعد اتفاقهم مع أحد كبار سكان المكان. اختلفوا علي السعر وانتهي الأمر بنقل التمثال علي عربة كارو إلي منزل بنفس القرية والغريب أن هذا الشخص تم القبض عليه بعد بلاغ ممن طمعوا في التمثال وأفرج عنه وخرج التمثال للبيع.
والواقعة الثالثة والتي حدثت في نفس الفترة الزمنية ننشر محتويات المشهد الخاص بها والذي يبدو أنه صورة لتمثال ملكي وآخر لتابوت خشبي وبداخله مومياء وتظهر ملامح التابوت بأنه شخصية مهمة تتميز بالأنف الكبير والعينين المتسعتين وعلي رأسه تاج به ثعبان. ومن التدقيق في بعض مشاهد الفيديو يلاحط أن المقبرة التي عرضت محتوياتها للبيع تحتوي علي تماثيل كثيرة مختلفة الأحجام وتابوت مطلي بالذهب وذلك وفقا لما أكده مواطنون باحدي قري مركز بنجع حمادي بأنه تم تهريب محتويات هذه المقبرة إلي خارج البلاد ومن بين المحتويات التي احتواها المشهد أيضا تمثال لملكة جالسة علي عرشها وتمثال من الجرانيت الوردي غالي الثمن منقوش القاعدة وعليه من الخلف خرطوش منقوش عليه اسم أحد الملوك الكبار للأسرة الثامنة عشرة وتمثال آخر من البازلت الأسود لأحد الملوك , وعليه خرطوش ملكي غير واضح وتمثال لطفل من الجرانيت الوردي, وبلغت قيمة هذه المحتويات ـ الموجودة علي المشهد الذي نحتفظ به ـ ما يقرب من 100 مليون دولار وفقا لما قدره خبراء الأثار بالصعيد "ويظهر في المشهد" والدليل علي سرقة هذه التماثيل أنها موجودة داخل حظيرة مواش , وفي المشهد هناك صوت "حمار" يؤكد ذلك أما الواقعة الرابعة والتي تظهر في مشهد فيديو آخر بدأ ينتشر منذ ثلاثة شهور علي المقاهي في محافظة قنا يتضمن عرضا لستة تماثيل صغيرة منها مجموعة من الحجر الديورايت الأسود طول الواحد 20 سنتيمترا يتوسط هذه المجموعة تمثالان علي هيئة قرص الشمس وتمثال لامرأة جالسة ترضع طفلها وثلاثة تماثيل في وضع الوقوف ويحتوي المقطع علي تابوت خشبي مطعم بالذهب
ويلاحظ من خلال التدقيق في المشهد أن هذه التماثيل كان يتم عرضها في مخزن للأعلاف الحيوانية مثل البرسيم وهذه المقبرة تم استخراجها وفقا للخرائط الأثرية بمركز فرشوط بمحافظة قنا والسؤال الذي نريد أن يجيب عليه المسئولون عن حماية الأثار بعد عرض هذه المشاهد, أين ذهبت هذه الأثار وهل يمكن أن تعود وهل يمكن وقف هذه الاعمال المنافية للقانون؟
BY : AHMED KASPR
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق