ماعت كارع- حتشبسوت خنمت امون (1505-1483 ق.م)
حدث فى أعقاب وفاة تحوتمس الثانى مثلما حدث فى عهد جده وأبيه فلم يترك أولادا شرعيين إلا اناثا، وولدا واحدا من زوجة ثانوية، وكنا نتنظر أن ياخذ هذا الأخير السلطة كما حدث سابقا فى حالة تحوتمس الأول والثانى ،ويبدو ان هذا هو ما حدث بالفعل فى بداية الأمر، وفى قرب نهاية حكم تحوتمس الثانى ،رأى رجال البلاط الذين كانوا يؤيدون الملك ووقفوا ضد طموح حتشبسوت، انه من الأفضل ان يعلنوا هذا الأمير وريثا شرعيا، وقد ساعدهم فى ذلك كهنة آمون وأعدوا له المعجزة التالية:
"حدث اثناء احد الاحتفالات الدينية فى بهو الأعمدة الكبرى فى الكرنك حيث كان الأمير دوره ككاهن، ان غير تمثال المعبود، الذى كان محمولا فى موكب على اكتاف الكهنة،اتجاهه، فتردد الكهنة الذين يحملونه ويبدو أنهم قد اندفعوا فى اتجاه غير منتظر ،كما لو كانوا قد ارشدوا بواسطة المعبود نفسه، وبدا لهم ان المعبود آمون رع يبحث عن أحد، وأخيرا توقف الموكب أمام الأمير الصغير تحوتمس ومال تمثال المعبود إلى الأمام كما لو كان ينحنى أمام الشاب الصغير لكى يتختاره .وانبطح الأمير فى الحال على الأرض لكى يحيى المعبود ثم قام واتجه نحو ابيه، وكان الأمير يبدو مندهشا جدا، وأعلن كبير الكهنة عندئذ انه من الواضح جدا ان المعبود قد اختار الشاب الصغير لكى يصبح وريثا للعرش وعندئذ حيا المشتركون ملك المستقبل".
ويبدو أن الملكة حتشبسوت قد شعرت بنوع من الغذب الشديد عندما علمت بأمر هذه المعجزة وبما حدث. وأدرك النبلاء الذين يحيطون بها ويساندونها ان المخرج الوحيد من هذا المازق هو اعلان الملكة السيدة الوحيدة للبلاد قبل ان ينجح الامير الصغير فى تعضيد مركزه كوريث شرعى، وهنا تدخل القدر فى صالحهم فقد توفى الملك تحوتمس الثانى فجأة وهو فى سن الأربعين تقريبا.
ويرى بعض العلماء ان كل الأمور تشير إلى أنه توفى مقتولا .وعلى الرغم من هذا لم يكن حزب حتشبسوت بالقوة اللازمة لكى يستطيع اعلان الملكة الوريثة الوحيدة للملك، ونجد ان الأمير الشاب تحوتمس يعتلى العرش تحت اسم منخبررع-تحوتمس الثالث. ولكنه كان صغيرا جدا ولذلك نجد ان الملكة حتشبسوت فرضت عليه نوعا من الوصاية لأنها كانت أول زوجة لأبيه تحوتمس الثانى ،وكانت تسمى نفسها دائما الملكة المشتركة فى الحكم فى أكثر من مرة،وفى النقوش التى تقص علينا حياة المهندس انينى والتى ذكرناها سابقا ،مجد تفسييرا واضحا للموقف:
"لما صعد (تحوتمس الثانى )إلى السماء بنجاح ،واتحدث (روحه) مع المعبودات اخذ ولده مكانه كملك للأرضين وأصبح حاكما على العرش الذى خلفه ،وكانت اخته ،الزوجة المقدسة حتشبسوت تدير شئون البلاد طبقا لارادتها".
النزاع بين حتشبسوت وتحوتمس الثالث:
نعرف من لوحة "انينى" المهندس المعمارى الذى عاصر أكثر من ملك من ملوك الأسرة أنه بعد موت تحوتمس الثانى تولى تحوتمس الثالث الملك ،ولكنا نقرأ فى النص ذاته أ أخته (أى أخت تحوتمس الثانى) كانت هى التى تدبر أمور البلاد وأن مصر "كانت مطأطئة الرأس وهى تعمل لها وكانت هى صاحبة الأمر لأنها البذرة الممتازة التى خرجت من الآلهة".
جاء بعد ذلك العالم الألمانى "كورت زيته" فكتب عن هذا الموضوع وعارض آراء برستد، وظلت آراء زيته مصدراً تاريخيا هاما لهذه الفترة من تاريخ مصر حتى طلع "ادجرتون" ببحث له وعدل فى بعض آراء زيته وأصبح تربيته هو المقبول ما يقرب من عشرين عاما أى إلى أعوام قليلة مضت .وتتلخص آراء ادجرتون فيما يأتى:
1-أراد تحوتمس الثانى أثناء حياته أن يعلن بإنبه تحوتمس الثالث حتى تولى العرش من بعده، فدبر لذلك موضع اختياره بوساطة الإله أمون فى أحد الأعياد عندما كان تحوتمس هذا يعيش فى المعبد كأحد كهنته.
2-بعد وفاة تحوتمس الثانى ،تزوج تحوتمس الثالث من حتشبسوت الملكة الشرعية وصاحبة الحق فى الوراثة ليكون جلوسه على العرش شرعيا، ومنذ اللحة الأولى لم تكن زوجة فقط بل كانت شريكة فى الملك.
3-كانت حتشبسوت إمراة طموحة كما أسلفنا ،وكانت صاحبة الرأى طيلة أيام تحوتمس الثانى فأصبحت لها السلطة الكاملة فى بدء حكم تحوتمس الثالث كان أصغر سنا ودورنها فى المرتبة لأن أمه لم تكن إلا زوجة ثانوية.
الوسائل الت قامت بها حتشبسوت لتثبيت عرشها:
وكان على حتشبسوت إقناع الشعب المصرى بأحقيتها فى العرش ولتبرير ما قامت به من اقصاء تحوتمس الثالث عن العرش نجد أنها قامت بدعاية سياسية ودينية لنفسها حتى توضح أنها هى التى لها الحق فى ولاية العرش حتى قبل أخيها وزوجها تحوتمس الثانى فقالت فى بعض النقوش على معبدها فى الدير البحرى فى المقصورة الشمالية أن الذى توجها ملكة على مصر هو والدها تحوتمس الأول فى حياته وأنه قدمها للآلهة المصرية وأنهم هم الذين توجوها ملكة على مصر. وقد قامت الملكة كما قالت هى وأبيها بزيارة المعابد لكى تعترف بها الآلهة ملكة على مصر وتنتهى الرحلة بزيارة معبد آتوم فى هيليوبوليس وبعد ذلك أحضرت التيجان وعليها أسماء الملكة حتشبسوت وترتدى الملكة هذه التيجان أمام الإله آمون.وبعد ذلك نرى منظر التتويج نفسه فنراها أمام والدها تحوتمس الأول وهو جالس على العرش ويضع يده على كتفها ويقدمها إلى نبلاء القصر والأشراف.ثم تأتى بعد ذلك مناظر التتويج الخاصة بالملكة ونرى الملك يصطحب ابنته إلى مقصورة مصر العليا لكى تلبس تاج الجنوب ومقصورة مصر السفلى لكى تاج الوجه البحرى ويتوجها الأهان حورس ست. وقد أردات بهذه أن توهم الشعب بأن أبيها تحوتمس الأول هو الذى توجها ملكة على مصر وأن تحوتمس الثانى كان مغتصبا لهذا العرش.
سياستها:
كان عصرها عصر سلام واستقرار بين عهدين اندلعت فيهما الحروب. تحاشت ارسال الى الخارج.سياستها الخارجية كانت مبنية على العلاقات السياسية والثقافية ،لا على القهر والقوة هذه السياسية الخارجية أدت الى تقدم ورفاهية داخلية فى البلاد ولكن كان لها تأثير عكسى فقد أضعفت هذه السياسة من نفوذ مصر فى غرب آسيا التى أخذ امراؤها فى تحطيم نفوذ مصر هناك واتخذوا من مدينة قادش مركزا لهذه المؤمؤات.
أهم أعمالها المعمارية:
معبد الدير البحرى "جنة آمون".
المعبد على ثلاثة مدرجات تستند الى الجبل وتعلو على منها الأخرى ويوصل بينهما طريق صاعد. هذا المعبد كان معبدا جنائزيا له ولأبيها تحتمس الأول ولكن عبد فيه الآله آمون وحاتحور ربة الجبانة وانوبيس اله الموتى.
قلد المهندس هنا مقبرة منتوحتب الثانى ولكن تلاشى فيه نواحى الضعف فى بناء الأسرة الـ11.
يعد هذا المعبد من أعظم مخلفات مصر القديمة :
1-لتصميمه الفريد.
2-للنقوش التاريخية والسياسية والدينية المدونة عليه.
واخذت هذه الوصاية تتحول شيئا فشيئا إلى حكم حقيقى ،واضطرت حتشبسوت إلى ابعاد ابن اخيها إلى مكان غير معروف وحكمت بمفرده مدة اثنين وعشرين عاما.
الملكة حتشبسوت
تشبهها بالرجال:
اتنهزت حاتشبسوت هذه الفرصة وأصبحت الوصية على الملك، وحكمت البلاد باسمه فى أول الأمر ،ثم أهملته أباه من قبل ،نظرا لما كانت عليه من عظم القدرة وصدق العزيمة .
وقد تزيت حاتشبسوت بزى الرجال زتشبهت بهم ،فكانت ملابس الملوك فى الحفلات الرسمية ،وتضع لحية مستعارة مثلهم.
BY : ESRAA EMAD
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق