التنقيب عن الاثار
خرافات ومغامرات
بقلم: عبدالحق جاد عمرو سعدة وائل سمير.
هوس التنقيب عن الآثار وحلم الثراء السريع أصبح ظاهرة في صعيد مصر، خاصة
بين الشباب الذين يحلمون بالانتقال بين غمضة عين وانتباهتها من الفقر
المدقع إلى حياة القصور، وقد ساعد علي ذلك الانفلات الأمني الذي تعيشه
البلاد عقب ثورة يناير، ناهيك عن انتشار أجهزة حديثة للتنقيب تباع بدون
ترخيض وأصبح من السهل الحصول عليها وتتراوح أسعارها ما بين 4 آلاف و30 ألف
جنيه، وتنتشر هذه الأجهزة بصفة خاصة في الأقصر.
ويقع الحالمون بالثراء
السريع فريسة للدجالين والنصابين خاصة الشيوخ المغاربة البارعين في
استخدام أنواع محددة من البخور والمغربي الذي يعتبر من وجهة نظرهم المفتاح
السحري لكل المقابر الفرعونية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحولت كل
شوارع وأزقة محافظات الصعيد خاصة الأحياء القديمة إلي أنفاق وحفر وقد
يتقابل الجيران تحت الأرض وفي عرض الشارع كل منهم يحفر للوصول إلي الكنز
المفقود.
أجهزة التنقيب الحديثة والانفلات الأمني كلمة السر في نهب الكنوز الأثرية.
-الأقصر:
هوس التنقيب عن الآثار في الأقصر، أصبح ظاهرة تهدد جميع المناطق الأثرية
التي أصبحت مستباحة أمام لصوص الآثار وهؤلاء الذين يبحثون عن وهم الثراء
السريع، حيث باتت المناطق الأثرية بالكرنك وإسنا وأرمنت والطود والبر
الغربي مسرحا لعمليات البحث غير الشرعية والتي يقودها ويشرف عليها الدجالون
والمشعوذون والأهالي الحالمون بالثراء السريع.وأصبحت تجارة الآثار تنافس
المخدرات، خاصة بعد انتشار أجهزة حديثة للتنقيب تسهل عملية الكشف وأصبحت
هذه الأجهزة في متناول الأشخاص العاديين، لأنها تباع بدون ترخيص وبأسعار
تبدأ من 4 آلاف جنيه وحتى 30 ألف جنيه وليس هناك أي رقابة عليها.
وعن
هذه الظاهرة، يقول عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز التراث الثقافي
بالأقصر: المشكلة في التنقيب أن البعض يرى انه لا حرمة فيه، طالما أنه فى
الملك وأن المالك يمتلك الأرض وما فوقها وما تحتها والتنقيب حلم كل مواطن
للوصول إلي الثراء السريع بأقل مجهود، خاصة أن الأقصر عاصمة التاريخ وليس
هناك مكان لا يخلو من الآثار والطمي الذي جاء إلي مصر أخفي الآثار.
وكان المصريون القدماء العاديون يبنون بيوتهم من الطوب اللبن الذي اندثر مع
الزمن وبقيت الآثار والمعابد ومنطقة مثل مدينة أرمنت الحيط كانت عاصمة
الإقليم الرابع بها 13 معبدا، الباقي منها الآن ثلاثة معابد فقط والباقي
تحت الأرض عرضة للتنقيب ولصوص الآثار وتطورت عمليات التنقيب عن الآثار
بتقدم الزمن هناك أجهزة مع أفراد تكشف عن الآثار بدون رقابة وتباع بدون
ترخيص ويجب الحد منها والرقابة عليها.
ويكشف صالح شعلان شيخ المرشدين
السياحيين بالأقصر عن أن المناطق الأثرية أصبحت مستباحة في التنقيب عن
الآثار الآن في ظل الانفلات الأمني وتحولت ظاهرة التنقيب إلي هوس
ومرض.مشيرا إلي أن المغاربة يتم الاستعانة بهم في التنقيب، حيث يقومون
بأعمال غير معروفة.ومن جانبها، تبذل الأجهزة الأمنية جهود مضنية في الكشف
عن عصابات التنقيب، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 21 قضية تنقيب عن
الآثار خلال ثلاثة أشهر في المناطق الأثرية حول المعابد بمناطق إسنا وأرمنت
والأقصر والطود والكرنك، وبالأمس تمكنت مباحث الأقصر من القبض علي محمود
الشاذلي الأمير نجار في أثناء التنقيب عن الآثار في منزله الكائن في أرمنت
الحيط وتم ضبطة أثناء حفره حفرة 4 أمتار وكذا تم ضبط 2 قطعة أثرية عليها
حروف هيروغليفية، حيث تمكن اللواء خالد ممدوح مدير أمن الأقصر والعميد عصام
الحملي مدير إدارة البحث من ضبطه وتمت إحالته إلي النيابة، وهناك جهود
أخري مستمرة للقبض علي الخارجين عن القانون وتجار ولصوص الآثار من شرطة
السياحة والآثار بالأقصر.
أهالي كفرالشيخ ضحايا الدجل.
-كفرالشيخ:
خلال العامين الماضيين ظهرت في كفرالشيخ نغمة البحث عن الآثار بأي طريقة
وأى أسلوب وساعد علي ذلك انتشار الدجالين في كل مكان الذين برعوا في إيهام
السذج بوجود آثار في منازلهم أو كنوز.
يقول يسري كامل ـ كهربائي ـ
انتشرت هذه الأيام عملية البحث عن الآثار خاصة في قري كفرالشيخ حيث يقوم
بعض الدجالين باستغلال طيبة أهل الريف ويتحدثون مع بعضهم عن وجود آثار
بالمنزل وهو ما يسهم في توفير الرخاء لهذه الأسر البسيطة فيبتلعون الطعم
وتبدأ رحلة البحث عن المتاعب.وأضاف قائلا إن أحد الأشخاص قام ببيع منزله
ورهن آخر من أجل البحث عن الآثار فقام بتأجير مئات العمال الذين ظلوا
يعملون ليلا ونهارا في الحفر ولم يعثروا علي شيء فأوهمهم الدجالون بأن
الأثر أنتقل إلى الأرض الزراعية فانتقلوا بالحفر إلي هناك وظلوا عدة أيام
دون أن يعثروا علي شيء بعد أن استنفذ الرجل كل ما يملك في البحث عن الوهم.
ويضيف مجدي طعيمة ـ موظف ـ أن أحد المواطنين أوهمه دجال آخر بوجود كنز في
حوش منزله فقام بالحفر لعمق أكثر من 20 مترا دون جدوى وتسبب ذلك في تصدع
منزله.
ويؤكد السيد عبدالله أن الدجالين هم السبب في انتشار هذه
الظاهرة لأنهم يتحصلون منها علي أموال كثيرة باستغلالهم طيبة الأهالي
وبحثهم عن أي شيء يوصلهم إلي الثراء في أسرع وقت ممكن مطالبا المسؤلين
وأجهزة الأعلام بتبصير الناس بهؤلاء النصابين.
من جانبه أكد اللواء
أسامة متولي مدير أمن كفرالشيخ أن البحث عن الآثار بواسطة الأهالي جريمة
لابد لها من عقاب طبقا للقانون وانه في حالة الإبلاغ أو وصول معلومات عن
قيام أي شخص بالبحث عن آثار فإنه يتم إلقاء القبض عليه فورا وإحالته إلي
النيابة لتولي التحقيق معه وفقا للقانون وقد قمنا بضبط العديد من المواطنين
الذين وقعوا ضحية الدجل كما تم القبض علي بعض هؤلاء الدجالين ممن أبلغ
عنهم ولن نسمح بأي حال بانتشار هذه الظاهرة.
- أسيوط:
غرب البلد والمجاهدين "فريسة" للدجالين- الأهالي يحفرون أنفاقا تحت الأرض بحثا عن الآثار دون جدوى.
أسيوط:باتت مدينة أسيوط وقراها علي مقربة من حدوث كارثة مدمرة ربما تؤدي
إلي انهيار عقارات المنطقة بالكامل، ومن ثم سقوط العشرات من الضحايا حيث
بات الرعب والهلع يسيطران علي قلوب أهالي منطقتي المجاهدين وغرب البلد بسبب
عمليات الحفر العشوائي للأنفاق التي تتم أسفل منازلهم بحثا عن وهم الثراء
السريع بالعثور علي الكنز المفقود الذي تركه أجدادنا الفراعنة.
في
البداية. يقول أحمد سيد دسوقي ـ مدرس ـ إن عمليات التنقيب عن الآثار وهم
كبير للغاية وخير دليل علي ذلك الموقف الطريف الذي شاهدته بنفسي حيث جاء
رجل دجال وقال لصديقي إن أسفل منزله مقبرة فرعونية مليئة بالخيرات وجاء
ببعض الشواهد له حول خروج روائح طيبة وظهور أرواح في المنزل وأملا في حلم
الثراء السريع وافق صديقي علي الحفر وقام بالاتفاق مع مجموعة من أقاربه
ليقوموا بعمليات الحفر طبقا لتوجيهات الدجال وظلوا يحفرون حتى قطعوا مسافة
كبيرة وصلت لعمق 8 أمتار بشكل طولي أسفل العقار ومن ثم 5 أمتار بشكل عرضي
نحو المنازل المجاورة وبعد رحلة معاناة وصلت إلي أكثر من 4 أشهر بدأت
البشاير تهل علينا حيث بدأ يشعر الجميع بوجود فراغ خلف الجدار، الذي يقومون
بالحفر فيه وهو ما يشير إلي وجود غرفة خاوية وما هي إلا لحظات معدودة
بعدما استكملوا عمليات التنقيب ليفاجأوا بمجموعة أخرى من الأشخاص يحفرون
نفقا بذات المواصفات في الشارع الذي يليهم وكانوا يظنون أيضا أنهم وصلوا
إلى المقبرة ولكن حقيقة الأمر أن المجموعتين تقابلا أسفل الشارع الذى يفصل
بين العقارين ليصابا جميعاً بحالة هستيرية من الضحك لضياع حلم الثراء بعد
أكثر من 4 أشهر من الحفر.
ويضيف جمال عبدالعزيز سويفي ـ موظف - أن
خطورة الأمر في أن الإنفاق التي يقومون بحفرها يتركونها كما هي تحت الأرض
حيث يخرج الأشخاص ويتركونها كما هي دون ردمها ويتسبب ذلك في حدوث انهيارات
لبعض العقارات خاصة أن عقارات هذه المنطقة مشيدة منذ القدم ومتهالكة
ومعظمها قد صدر له قرار إزالة من المقيمين بمنطقة غرب البلد ومنذ فترة
قريبة أنهار عقار بزقاق درب العطارين بمنطقة غرب البلد التابعة لمدينة
أسيوط وكادت الأمور تتفاقم بعدما عجزت وحدات الإنقاذ السريع عن التدخل
لإخراج الضحايا خشية من وقوع فاجعة كبري لفريق الإنقاذ في حالة دخول أي
معدات ثقيلة بسبب وجود أنفاق متشعبة أسفل المنطقة قام بحفرها عددا من شباب
المنطقة الذين يبحثون عن الوهم.
ويوضح أحمد قاسم عبد الحميد ـ من
المقيمين بمنطقة المجاهدين - أن عمليات البحث انتشرت بقوة من خلال مجموعات
الشباب والكبار علي حد سواء وتتركز في منطقة الصياغ القديمة وبالقرب من
منطقة القيسارية وتسببت الأنفاق التي يقومون بحفرها لأعماق كبيرة في حدوث
انهيارات أرضية مثل ما حدث في الأرض الفضاء التي تكمن بجوار مسجد آمنة
الكاشف بالقرب من العتبة الزرقاء حيث حدثت حفرة يزيد قطرها عن أربعة أمتار
لم يجد لها الأهالي تفسيرا سوي أنه انهيار أرضي نتيجة لقرب أحد الأنفاق
ولتغاضي حدوث مشكلة تم ردمها بالجهود الذاتية.
وطالب طارق منصور زيدان -
بضرورة تشكيل لجنة من الآثار لتحديد هل هذه المنطقة بالفعل أثرية وتحوي
بداخلها العديد من المقابر والأسرار التي ما زالت دفينة أم أن عمليات البحث
هذه ليس لها جدوى وذلك لوقف تلك المهازل التي تعرض حياة الجميع للخطر دون
تفرقة.
بينما يقول الدكتور مجدي علوان ـ أستاذ مساعد بقسم الآثار بكلية
الآداب جامعة أسيوط ـ إن عمليات الحفر العشوائية التي تتم حاليا في منطقة
المجاهدين وغرب البلد لا تتم علي أساس أو حقائق علمية.
وأكد عبدالستار
أحمد محمد ـ مدير عام منطقة الآثار بأسيوط ـ أن عمليات الحفر تتم بشكل كبير
في مدينة أسيوط ولكنها في حقيقة الأمر وهم كبير حيث أن منطقة القيسارية
مسجلة ضمن عداد الآثار الإسلامية ولا توجد أي أملاك للآثار المصرية بتلك
المنطقة هذا فضلا عن أن القانون لا يسمح لنا بدخول أي منزل إلا بإذن من
النيابة لذا نتمنى تشريع قوانين تتيح الحق لهيئة الآثار في التأكد من أثرية
المنطقة من عدمه من خلال تفتيش السراديب أسفل المنازل وهو ما سيحجم عمليات
التنقيب العشوائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق